إعداد: نسرين طارق
شهد يوم السبت عقوبات ومساعدات أمريكية لإسرائيل في نفس الوقت، فرضت أمريكا عقوبات على كتيبة في الجيش الإسرائيلي تدعى”نيتساح يهودا”، وفي الوقت ذاته أقرت مساعدات بقيمة 26 مليار دولار في طريقها إلى تل أبيب.
كتيبة “نتساح يهودا” والتي يرتبط اسمها باليمين المتطرف، والعنف ضد الفلسطينيين، إلا أنها باتت تتصدر المشهد بعد حديث عن عقوبات أمريكية مرتقبة بحقها بموجب قوانين “ليهي”.
سُلطت الأضواء على الكتيبة في يناير من عام 2022 بعد وفاة المسن عمر أسعد الفلسطيني الأمريكي والذي يبلغ من العمر 78 عاما، توفي أسعد بعد اعتقاله عند حاجز تفتيش، كبل جنود الكتيبة يديه وكمموا فمه وتركوه على الأرض في منتصف الليل في ليلة كان الجو فيها قارص البرودة، وبعد ساعات قليلة عثروا عليه ميتا.
بعد التحقيق في الحادث، أعلن الجيش الإسرائيلي: كان هناك “فشل أخلاقي للقوات وخطأ في الحكم، مع الإضرار بشكل خطير بقيمة الكرامة الإنسانية”.
في أعقاب الحادثة، تم توبيخ قائد كتيبة “نيتساح يهودا”، كما تم طرد قائد السرية وقائد فصيلة الجنود على الفور، ليغلق التحقيق الجنائي الذي فُتح ضد الجنود دون أي محاكمة.
ما هي كتيبة “نيتساح يهودا”؟
وحدة عسكرية إسرائيلية متمركزة في الضفة الغربية، أصبحت وجهة للمستوطنين اليمينيين المتطرفين الذين لم يتم قبولهم في أي وحدة قتالية في الجيش الإسرائيلي.
تم إنشاء كتيبة “نيتساح يهودا” حتى يتمكن المتدينون المتشددون وغيرهم من الجنود الإسرائيليين من الخدمة دون الشعور بأنهم يعرضون معتقداتهم للخطر.
تعمل الكتيبة كوحدة منفصلة في الضفة الغربية، وتتكون بشكل رئيسي من رجال الحريديم والشباب المتطرفين الذين لديهم آراء يمينية متطرفة، ولم ينضموا لأي وحدات قتالية أخرى في الجيش الإسرائيلي.
لا يتفاعل الجنود مع القوات النسائية بنفس القدر الذي يتفاعل به الجنود لذكور، كما يتم منحهم وقتا إضافيا للصلاة والدراسة الدينية، وفقا لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
شارك أعضاء الوحدة في العديد من حوادث العنف المثيرة للجدل، كذلك تمت إدانتهم في جرائم تعذيب وإساءة معاملة السجناء الفلسطينيين في حوادث مشابهة لما حدث مع عمر أسعد.
نقلت إسرائيل الوحدة من الضفة الغربية في ديسمبر 2022، رغم أنها نفت أنها فعلت ذلك بسبب سلوك الجنود، ومنذ ذلك الحين تخدم الكتيبة في شمال البلاد.
للمرة الأولى عقوبات أمريكية على اسرائيل
بدأت الخارجية الأمريكية التحقيق مع الكتيبة أواخر عام 2022 بعد تورط جنودها في عدة حوادث عنف ضد المدنيين الفلسطينيين ولهذا اتخذت قرارها.
قرار معاقبة “نتساح يهودا” يستند إلى بحث تم إجراؤه قبل 7 أكتوبر، عن طريق فحص الأحداث في الضفة الغربية.
العقوبات الأمريكية المتوقعة
منع نقل الأسلحة الأمريكية الى وحدة الكتيبة اليهودية المتشددة.
منع جنود الكتيبة من التدريب مع القوات الأمريكية أو المشاركة في أي أنشطة بتمويل أمريكي، وذلك بموجب قانون “ليهي”.
“القوانين التي صاغها السيناتور باتريك ليهي في أواخر التسعينيات، تشمل تقديم المساعدة العسكرية للأفراد أو وحدات قوات الأمن التي لا ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ولم يتم تقديمها إلى العدالة”.
التعليق الإسرائيلي على العقوبات الأمريكية
أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن رفضه للعقوبات المتوقعة، قال: “لا يُجوز فرض عقوبات على جيشنا، وسنتخذ جميع الخطوات ضد هذه الإجراءات”.
فيما وصف وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش فرض العقوبات الأميركية على الجيش الإسرائيلي بأنه “جنون مطلق ومحاولة لفرض دولة فلسطينية علينا”.
كما حذر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الأحد، الولايات المتحدة من أن فرض عقوبات على كتيبة “نيتساح يهودا” المتطرفة سيكون “خطًا أحمر”.
ونشر بن غفير تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “إكس”: “العقوبات ضد جنودنا خط أحمر.
وأشار الى انه يجب على وزير الدفاع يوآف جالانت دعم (نيتساح يهودا) فورا.
كما أعلنت قيادات إسرائيلية استنكارها لما تم تداوله، وأثارت الخطة الأمريكية المعلنة ردود فعل لاذعة من المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر، أصدرت الولايات المتحدة 3 جولات من العقوبات ضد أفراد من المستوطنين بسبب أعمال العنف ضد الفلسطينيين.
وستكون هذه هي المرة الأولى التي تفرض فيها الولايات المتحدة عقوبات على كتيبة عسكرية إسرائيلية.
هل تؤثر العقوبات على اسرائيل؟
يعتقد أن هذه العقوبات لن تكون مؤثرة بأي شكل على قدرات الجيش الإسرائيلي، الذي لا يزال يحظى إجمالا بدعم أمريكي مطلق، بدليل المساعدات التي اقرتها امريكا مؤخرا بقيمة 26 مليار دولار لإسرائيل.