حرية التظاهر ليست مكفولة.. اعتقالات للطلاب والأساتذة وعنف للشرطة في الجامعات الأمريكية
متابعة: نسرين طارق
ظهر مقطع فيديو تم بثه على موقع “إكس” وانتشر على نطاق واسع في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، ظهر فيه لحظة اعتقال الدكتورة نويل مكافي رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري الأمريكية لمشاركتها في احتجاجات داعمة لفلسطين.
وظهرت نويل في الفيديو وهي مكبلة اليدين، ويمسك بها شرطي ملثم، وطلبت من أحد طلابها أن يخبر الإدارة بقسم الفلسفة بأمر اعتقالها.
وتتمتع نويل بمكانة علمية مرموقة، حسب البيانات التي أوردتها جامعة إيموري عنها، إذ إنها علاوة على كونها أستاذة ورئيسة لقسم الفلسفة بالجامعة، تقوم بتدريس الطب النفسي وعلم السلوكيات، وهي مديرة برنامج دراسة التحليل النفسي بالجامعة، ونشرت أكثر من 80 مقالا علميا و5 كتب.
جاء اعتقال نويل بعد أن داهمت الشرطة حرم جامعة إيموري، الخميس الماضي، لتفض احتجاجات مناهضة للحرب على غزة، وشملت الاعتقالات طلابا وأساتذة بالجامعة وناشطين.
وقالت مكافي بعد ان أطلق سراحها انها لم تكن ضمن الداعمين للمظاهرات في الجامعة، وأصرت على أنها لم تكن تصادمية أثناء ما حدث، لكنها اضطرت إلى التدخل عندما رأت طالبًا يُلقى على الأرض ويضربه الضباط بمنتهى العنف، وقالت لقد كنت فقط ضد تعامل الشرطة بعنف مع الطلاب في جرم الجامعة.
“وقالت نويل خلال الفيديو اخر نشر لها بعد اطلاق سراحها”لقد وقفت في الحرم الجامعي الخاص بي، وقفت لمنع تعرض شخص ما للضرب حتى الموت، هل كان هذا سلوكًا غير منضبط؟”
وأضافت مكافي إن الناس شكروها على وقوفها إلى جانب غزة، لكنهم مخطئون فهي لديها مجموعات معقدة من وجهات النظر حول الصراع.
وأنها كانت تدافع فقط عن حق الطلاب في الاحتجاج وكانت هناك “مشكلة تتعلق بقمع مديري التعليم العالي لحرية التعبير ونزع الشرعية عن أي معارضة”.
“أردت فرصة للطلاب للتعبير السلمي عن آرائهم، كان هذا هو ما يقلقني.
وفي النهاية تم القبض عليها ووجهت لها تهمة السلوك غير المنضبط وسيتم تحديد موعد للمحاكمة الشهر المقبل.
طلبات المحتجين
ونقلا عن موقع “أتلانتا نيور” أن المحتجين طالبوا بسحب كل الاستثمارات في “نظام الفصل العنصري في إسرائيل”، والشركات المرتبطة به، وذلك في إطار حركة التضامن مع غزة.
وقال طالب في درجة الدكتوراه، تشرف عليه نويل، إن اعتقالها جعله يشعر بالحزن، ليس فقط لحال الجامعة ولكن للحالة التي عليها البلاد، مضيفا ما هذا بحق الجحيم.. هل هذه هي حرية التعبير؟.
نصب خيمة في الجامعة
ونقلت وكالة رويترز عن جامعة إيموري أن الشرطة اعتقلت 28 شخصا في حرمها الجامعي بعد أن بدأ المتظاهرون نصب خيمة في محاولة لمحاكاة رمز الحراك الحالي بجامعة كولومبيا وغيرها من الجامعات الأمريكية.
وقالت شيريل إليوت نائبة رئيس جامعة إيموري للسلامة العامة في بيان “هدفنا الأساسي هو تطهير المنطقة من المخيم المثير للمشاكل مع محاسبة الأفراد أمام القانون”.
وأثار مكتب الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين في جورجيا، وهي الولاية التي تقع فيها جامعة إيموري، تساؤلات حول ما وصفه بأنه “استخدام واضح للقوة المفرطة” ضد أشخاص يمارسون حرية التعبير.
وأضاف “يجب اعتبار استخدام القوة ملاذا أخيرا فقط ويجب أن يكون متناسبا مع التهديد القائم”.
من جانبه، أعلن النائب العام لجورجيا، كريس كار، تأييده لما قامت به الجامعة من فض لمظاهرات في حرمها.
وكتب على موقع إكس: “لا أحد لديه الحق القانوني في إغلاق جامعاتنا بالتخييم فيها، وإطلاق تهديدات معادية للسامية”.
كما أصدر حاكم ولاية جورجيا بريان كيمب بيانا بعد فض المظاهرات قال فيه: “إن حرم الجامعة مخصص للتعلم، ولن يكون ملاذا آمنا لمن يروّجون للتطرف والإرهاب الذي يهدد سلامة طلابنا”.