fbpx
تقاريرسلايدر

بعد كشف الولايات المتحدة مخطط إغتيال ترامب.. ما هي أبرز الإغتيالات السياسية في العالم

إعداد: بسنت عماد

بعد أن كشفت وزارة العدل الأمريكية، الأسبوع الماضي، عن مؤامرة إيرانية لقتل الرئيس دونالد ترامب قبل الإنتخابات الرئاسية.

وخلال تعرضه لمحاولة اغتيال، أثناء إلقاء كلمة أمام تجمع جماهيري ضمن حملته الإنتخابية في يوليو الماضي، مما أدى إلى إصابة ” ترامب” في أذنه بطلق ناري.

فإن هذه الحادثة تذكرنا بالعديد من الإغتيالات التي غيرت التاريخ، وبدلت المجرى السياسي، بل وصل الأمر أن بعضها كان سبباً في تفتيت الدول، ورسم حدود جديدة.

فلقد شهد التاريخ العديد من عمليات الاغتيال، التي استهدفت رؤساء وشخصيات عامة، وفيما يلي سرد لبعض أشهر عمليات الإغتيال التي تعرض لها الرؤساء و الشخصيات العامة على مدار التاريخ.

أبراهام لينكولن

اغتيل لينكولن ، الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة، في 14 أبريل 1865، على يد الممثل جون ويلكس بوث، حدث هذا بعد أيام من نهاية “الحرب الأهلية”، خلال عرض في مسرح فورد في واشنطن، وأدت وفاة لينكولن إلى تعقيد إعادة الإعمار وأثر إغتياله أيضاً على العلاقات العرقية في أمريكا ما أغرق الولايات المتحده الأمريكية في العديد من المشكلات والتحديات العرقية لسنوات طويلة.

فرانز فرانتس فرديناند

فرانز فرانتس فرديناند، هو وريث عرش الإمبراطورية النمساوية المجرية، ويعتبر من أبرز الأمثال للتداعيات الخطيرة، التي قد تنجم عن الإغتيالات السياسية.

ففي يوم 28 يونيو 1914، أغتال أعضاء في منظمة “اليد السوداء” الصربية وريث عرش الإمبراطورية النمساوية المجرية وزوجته أثناء زيارة “لسراييفو”، عاصمة مقاطعة “البوسنة والهرسك”، وكانت حينها ضمن “الإمبراطورية النمساوية المجرية”.

وكان الهدف من الإغتيال، انفصال البوسنة عن النمسا والمجر وإقامة صربيا الكبرى، و كان هذا الإغتيال بمثابة الشرارة التي أشعلت الحرب العالمية الأولى، حيث اصطدمت الإمبراطورية الألمانية وحليفتها الإمبراطورية النمساوية المجرية مع خصومها حينها.

ألكسندر الأول

“ألكسندر الأول” ملك يوغوسلافيا، اغتيل هو ووزير خارجية فرنسا “لويس بارثو”، أثناء زيارة رسمية لفرنسا في 9 أكتوبر عام 1934 على يد متطرف بلغاري يدعى “فلادو تشيرنوزيمسكي” في مدينة مرسيليا.

نفذ عملية الإغتيال منظمة كرواتية كان أعضاؤها يسعون إلى انفصال كرواتيا عن يوغسلافيا وهو ما حدث بالفعل فيما بعد.

الرئيس الذي اغتيل في ذكرى انتصاره

الشهيد أنور السادات

استشهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، في 6 أكتوبر عام 1981، خلال عرض عسكري بمناسبة الإحتفال بمرور ثماني سنوات على انتصار أكتوبر، على يد أعضاء من حركة الجهاد الإسلامي المصرية خلال العرض العسكري.

وكانت أجهزة الأمن قد قبضت، بأمر من السادات، على المئات من معارضيه السياسيين قبل أقل من شهر من اغتياله، فيما عرف حينها باسم “اعتقالات سبتمبر”، التي أثارت غضبا على نطاق واسع في مصر.

و هذه الاعتقالات كانت مدفوعة بمخاوف أمنية بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد وقبل تسلم مصر لأخر جزء من سيناء (طابا).

على الصعيد الدولي، يُعد السادات واحداً من القادة الذين ساهموا في تغيير ملامح الشرق الأوسط.

لقد ترك السادات بصمته على مصر من خلال سياساته الاقتصادية والاجتماعية، ومع أن هذه السياسات لم تكن خالية من العيوب، إلا أنها كانت محاولة لتحديث الاقتصاد المصري وفتح الباب أمام الاستثمارات الخارجية.

أدت وفاة الرئيس السادات إلى تغيير الخريطة السياسة والحزبية في مصر، وألغي من بعد هذ الحادث منصب نائب الرئيس، واتخذت بعض الإجراءات التي أثرت على مصر اقتصاديا وسياسيا فيما بعد لسنوات طويلة.

المهاتما غاندي

كان زعيم حركة الإستقلال الهندية، ومؤسسة نهج اللاعنف، اغتيل في 30 يناير 1948 من قبل متطرف هندوسي يدعى “ناثورم جوتسى”.

والذي اتهم غاندي بخيانة الهندوس بسبب احترامه حقوق الأقلية المسلمة وموقفه التصالحي تجاه باكستان.

وشهدت الهند بعد اغتياله فترة من عدم الإستقرار وتصاعد التوترات والصراعات والحروب الطائفية.

جون كينيدي

أًغتيل كيندي أثناء زيارة إلى مدينة دالاس في 22 نوفمبر 1963، ومازلت حتي الآن ملابسات اغتياله غامضة، فبحسب الرواية الرسمية، الإغتيال تم ببندقية قناصة، لشخص يدعى “هارفي أوزوالد “، وهو جندي في قوات المشاة البحرية الأمريكية، وتوفي “أوزوالد” بعد يومين من إعتقاله، مما أثار الجدل حول الهدف من إغتيال كينيدي حتى يومنا هذا.

وعلى الرغم من الغموض الذي يحيط الحادث.. كان إغتيال كيندي نقطة تحول في التاريخ الأمريكي، فتم إنشاء لجنة وارن، التي حققت في الاغتيال، على الرغم من استمرار الجدل حول النتائج التي توصلت إليها.

وادى إغتيال ” كينيدي” إلي تولى “ليندون جونسون”، إدارة البلاد و أقر العديد من التشريعات المهمة منها قانون الحقوق المدنية لعام 1964 وقانون حقوق التصويت لعام 1965.

الملك فيصل

اغتيل العاهل السعودي الملك فيصل بن عبد العزيز في 25 مارس 1975، على يد ابن أخيه الأمير فيصل بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود.

ولم يعُرف حتى الآن الدافع الحقيقي وراء حادثة الإغتيال لكن هنالك من زعم بأن ذلك تم بتحريض من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة بسبب سياسة مقاطعة تصدير البترول التي انتهجها في بداية السبعينات من القرن العشرين بعد حرب أكتوبر.

ونتيجة هذا الحادث قطع رأس الأمير فيصل بن مساعد وهو يرتدي الزي الأبيض أمام حشد يضم 10 آلاف شخص في الرياض بتهمة اغتيال عمه الملك فيصل.

أنديرا غاندي

كانت غاندي رئيسة وزراء الهند واغتيلت خلال فترة ولايتها الرابعة يوم 31 أكتوبر 1984، على يد اثنين من حراسها من طائفة السيخ.

وشهدت الهند نزاعات عنيفة مع المجموعات الدينية السيخية التي تتواجد بمناطق البنجاب، واقتحم الجيش الهندي عام 1984 المعبد الذهبي الخاص “بطائفة السيخ” وفتح النار على الموجودين بداخله متسبباً في سقوط مئات القتلى.

وادى اغتيالها إلي دخول الهند في أعمال عنف ذات طابع ديني أسفرت عن مقتل ما يزيد عن 3 آلاف من السيخ.

محمد بوضياف

اغتيل الرئيس الجزائري محمد بوضياف، في 29 يونيو 1992، عقب قضاؤه 166 يوم فقط في الحكم، على يد عسكري يدعى مبارك بومعرافي.

وأدى اغتياله إلى دخول الجزائر في موجة من الإرهاب وعدم الاستقرار .

اسحق رابين

اغتيل رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين يوم 4 نوفمبر 1994 ، بعد ان أطلق مستوطن إسرائيلي يدعى ” إيجال عامير” ينتمي الى اليمين المتطرف ثلاثة رصاصات عليه في تل أبيب، وذلك احتجاجاً على إتفاقية “أوسلو” للسلام التي وقعها الجانب الإسرائيلي مع الفلسطينيين.

حيث قام اليمين المتطرف بقيادة حزب “الليكود” الذي كان يترأسه “بنيامين نتنياهو”، بحملات إنتقادات واسعة ضد “رابين” ، ووصفوا الاتفاق بالحماقة والخيانة، وتم إتهام “نتنياهو” بتأجيج العنف والكراهية بالبلاد.

وإغتيل” رابين”، وقال القاتل الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف ان دافعه إلى اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي هو “الدفاع عن شعب إسرائيل”.

وأدى بعدها “شيمون بيريز اليمين” الدستورية رئيساً للحكومة بعد إغتيال “رابين”، بدلاً من الإنتخابات المبكرة، وبعد ذلك توالت سلسلة من الأخطاء والتوترات والصراعات، لتقدم الحكومة استقالتها، وتجرى إنتخابات يتنافس فيها “بيريز” و “نتنياهو”، وفاز نتنياهو بالانتخابات بصعوبة بالغة، وعلى الجانب الآخر كثفت حماس التفجيرات الإنتحارية، وازدادت حالة عدم الإستقرار في شوارع تل أبيب.

رفيق الحريري

اغتيل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، في 14 فبراير 2005، وذلك بعد إنفجار ما يعادل 1000 كيلو جرام من مادة ”تي إن تي” أثناء مرور موكبه بالقرب من فندق سان جورج في بيروت، وقتل 21 شخصاً في هذا الحادث من بينهم وزير الاقتصاد اللبناني الأسبق باسل فليحان.

ووجهت الإتهامات من قبل الأحزاب والشخصيات اللبنانية إلي النظام السوري باغتيال “الحريري”، ودعت تلك الأحزاب والجهات للتظاهر يوم 14 مارس 2005 للمطالبة بانسحاب القوات السورية من لبنان.

وبالفعل شارك أكثر من مليون لبناني في التظاهرات التي سميت “بثورة الأرز “، ونتيجة الضغط الشعبي اللبناني وضغوط المجتمع الدولي، انسحب آخر جندي سوري من الأراضي اللبنانية في 26 من إبريل 2005 بعد 29 عام على الوصاية.

وفي 2006 شكلت لبنان والأمم المتحدة محكمة دولية للتحقيق في حادثة الإغتيال، وقامت المحكمة بتحقيق مستقل تم العثور فيه على أدلة تثبت تورط “حزب الله” في عمليه الإغتيال .

بنظير بوتو

اغتيلت رئيس وزراء باكستان السابقة “بنظير بوتو ” في تفجير انتحاري خلال تجمع انتخابي لحزب الشعب الذي كانت تتزعمه في مدينة راولبندي في 27 ديسمبر2007، وقتل في الهجوم 15 شخص، وتم إتهام “طالبان” وتنظيم القاعدة بقتلها.

ووضع اغتيالها باكستان على حافه الهاوية، وأدى إلى موجة شديدة من الغضب والعنف، واشتبك مؤيديها مع قوات الأمن، وشهدت باكستان بعدها العديد من محاولات الإغتيال والاحتجاجات والاعتقالات.

معمر القذافي

اغتيل الرئيس الليبي معمر القذافي – الذي حكمَ ليبيا لأكثر من 40 سنة في 20 أكتوبر 2011، بعد استهداف موكبه في هجوم صاروخي شنته قوات حلف شمال الأطلسي “الناتو” في سرت بالتنسيق مع المعارضة الليبية، كان يريد، على ما يبدو، خوض معركته الأخيرة في الصحراء بعد أن ضيَّق أعداؤه الخناق عليه، وذلك بعد قرار مجلس الأمن في 17 مارس فرض منطقة حظر جوي والسماح باستعمال القوة ضد قوات معمر القذافي لحماية المدنيين، وذلك بعد يومين فقط من صدور قرار مجلس الأمن.

وبعد مرور 13 عاماً على ذلك إعلان مقتل القذافي، لم يتمكن الليبيون من تحقيق الاستقرار السياسي والأمني الذي وعدوا أنفسهم به في المرحلة التي تبعت سقوط النظام ورموزه.
ولا تزال ليبيا تعاني من أزمة سياسية ومن الانقسام بين حكومتين، وسط نفوذ كبير للمجموعات المسلحة.

وتعيش ليبيا حتى الآن هذه الحالة من عدم الاستقرار والانقسامات الداخلية والإرهاب والحروب الأهلية

كما تعاني من انقسامات منذ سقوط نظام معمر القذافي، وتدير شؤونها حكومتان: حكومة الدبيبة في طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والحكومة الثانية في شرق البلاد وتحظى بدعم البرلمان والمشير خليفة حفتر.

أخر اغتيالات العصر الحديث ـ شينزو آبي

اغتيل رئيس وزراء اليابان السابق، شينزو آبي، في 8 يوليو 2022، بالرصاص أثناء إلقاء خطاب حملته بالقرب من محطة ياماتو-سايداجي في مدينة نارا الواقعة في محافظة نارا، وأصيب آبي -أطول رؤساء وزراء اليابان بقاء في السلطة- برصاصتين في رقبته وأعلنت وفاته بعد ساعات على الرغم من الجهود التي بذلها فريق من 20 طبيبا.

اعترفت الشرطة اليابانية وقتها بوجود عيوب في تأمين رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي.
وأقر مطلق النار، الذي اعتقلته الشرطة في مكان الواقعة، بأنه استهدف آبي عمداً، وأوضح للشرطة أنه كان غاضباً من منظمة كان يعتقد أن رئيس الوزراء السابق على صلة بها.

وسادت اليابان حالة من الغضب بسبب تخطيط الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم، إقامة جنازة رسمية لرئيس الوزراء الراحل، فيما يرى فيها كثير من اليابانيين أنها إهدار للمال العام.

ولم يكن شينزو آبي أول رئيس وزراء ياباني يُغتال بعد الحرب العالمية الثانية، فقد سبقه سايتو ماكوتو وتاكاهاشي كوريكيو خلال حادثة 26 فبراير عام 1936، وسادس رئيس وزراء سابق يُغتال طوال تواجد إمبراطورية اليابان.

وسادت حاله من الغضب في اليابان، بسبب وفاة شينزو آبي صاحب العلاقات الدولية المتميزة لليابان مع أغلب دول العالم.

وسجلت صفحات التاريخ العديد من حوادث الاغتيال مثل اغتيال رئيس الوزراء السويدي أولوف بالمه عام 1986، كما اعتيل الرئيس جيمس أ. غارفيلد في 2 يوليو 1881، وهو ثاني رئيس أمريكي يتم اغتياله، وكذلك اغتيل ويليام ماكينلي، الرئيس الخامس والعشرون للولايات المتحدة في عام 1901.

وهناك أيضا الكثير من محاولات الاغتيال التي لم يكتب لها النجاح مثل محاولة اعتيال الرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت أثناء حملته الانتخابية لولاية ثالثة، ومحاولة محاولة اغتيال فرانكلين روزفلت عام1933.

ويعد الاغتيال وسيلة للتخلص من الخصوم السياسيين عن طريق القتل، وقد شهدت مختلف دول العالم حوادث اغتيال شملت سياسيين ونشطاء حقوقيين وصحفيين في محاولة لإسكات أصواتهم ومن أشهرها اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي، والحقوقي مالكوم إكس.

ويشهد التاريخ على تعدد حوادث الاغتيال السياسية ومحاولات الاعتيال في الولايات المتحدة.

ورغم التحقيقلت وتوثيق الكاميرات لاتزال بعض الحوادث غامضة الأسباب والدوافع، ولن تتوقف الاغتيالات السياسية طالما بقيت أسبابها ودوافعها، مع وجود أطراف تمول وتنفذ هذه الاغتيالات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى