محمد صلاح يكتب: عندما تصنع العفوية حدثاً سياحيا.. ماذا علمنا “كلب الاهرامات “
لم تعد حادثة “كلب الأهرامات”، الذي ظهر على قمة هرم خوفو، مجرد ظاهرة عابرة، بل قد تكون بوابة جديدة لتعزيز الترويج السياحي لمصر. ففي بعض الأحيان، تلهمنا الحوادث غير المتوقعة لخلق زوايا مختلفة لجذب السياح، خاصة عندما تمتزج المواقع التاريخية بلمسة من العفوية والطبيعة.
هذه الحادثة أظهرت أن السياح ينجذبون للأحداث الغريبة وغير الاعتيادية، حيث يرون فيها مشاهد خرافية ومثيرة. وقد التقط سائح، كان يتجول في سماء المنطقة، صورة هذا الكلب على قمة الهرم، ليعيد مشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما أطلق حملة دعائية غير مسبوقة للأهرامات. هذه الصورة لم تكن بحاجة إلى حملات مكلفة أو تخطيط معقد، بل كانت نتيجة ظاهرة طبيعية عفوية أثارت الإعجاب عالميًا.
وهذا النمط من الترويج العفوي ليس جديدًا؛ فقد حدثت أمور مشابهة في مواقع سياحية عالمية. على سبيل المثال، شهد الكولوسيوم في روما ظهور طائر نادر، ما لفت انتباه الزوار وزاد من اهتمام الإعلام بالمكان، مما أعاد تسليط الضوء على الكولوسيوم كمعلم سياحي وتاريخي. وفي مناسبة ملكية بحدائق قصر باكنغهام، جذبت مجموعة من السناجب المتجمعة انتباه الزوار، وانتشرت صورها وفيديوهاتها بشكل واسع، مما زاد من شعبية القصر الملكي بين محبي الظواهر الطبيعية في مواقع رسمية.
انطلاقًا من حادثة “كلب الأهرامات”، لماذا لا نستفيد من هذه الظواهر الطبيعية ونتبناها كأداة لترويج السياحة؟ يمكن، على سبيل المثال، تنظيم جولات لاستكشاف الحياة البرية والطبيعية حول المواقع الأثرية، مما سيجذب السياح الذين يعشقون الحيوانات، ويضيف بُعدًا جديدًا للسياحة البيئية بجانب السياحة التاريخية
بل ونتساءل: هل يمكن أن نتبنى فكرة مسابقات المغامرة لزوار الأهرامات، في تجارب محددة وآمنة، تضفي حس المغامرة والتشويق، مثلما قام به “كلب الأهرامات”؟ فبهذا يمكن تحويل الحادثة إلى فرصة لجذب اهتمام السياح نحو تجارب جديدة.
في النهاية، حادثة “كلب الأهرامات” تبرز جانبًا غير تقليدي من تجربة السياحة في مصر، حيث تمتزج الحضارة بالبُعد الطبيعي، وتُضفي لمسة من العفوية التي تُشعل تفاعل الزوار مع التراث العريق، ليغادروا محملين بذكريات غير اعتيادية