إعداد: أحمد نشأت
عقب قيام الثورة الإسلامية في إيران في العام 1978 والتي استمرت عاما كاملا، وحولت إيران من نظام ملكي، تحت حكم الشاه محمد رضا بهلوي الذي كان مدعوما من الولايات المتحدة واستبدلته في نهاية المطاف بالجمهورية الإسلامية عن طريق الإستفتاء في ظل المرجع الديني آية الله روح الله الخميني، قائد الثورة بدعم من العديد من المنظمات اليسارية والإسلامية، والحركات الطلابية الإيرانية.
وحاولت إيران حينها منافسة القوى الإقليمية التقليدية في المنطقة، ودعمت جماعات الميليشيات بطريق مباشر أو غير مباشر، أكثر من 20 جماعة مسلحة، غالبيتها مصنفة “إرهابية” في الولايات المتحدة، وهي ميليشيات نجحت إيران في إنشائها ونشرها في الشرق الأوسط من بلاد الشام وحتى حدود البحر الأحمر.
ونشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، تقريرا عن أن قاسم سليماني هو المحرك الرئيسي وحلقة الربط بين هذه المليشيات والجماعات المسلحة حتى إغتياله في يناير 2020، وخلفه بعد ذلك لقيادة تلك الميليشيات العميد إسماعيل قآني، وأصبحت مهمته الحالية هي “استخدام هذا الخليط من الجماعات المسلحة لتوسيع بصمة إيران في المنطقة دون إثارة انتقام مدمر من الولايات المتحدة”، على حسب وصف الجريدة.
ماهي أذرع إيران المسلحة في المنطقة؟
1.حزب الله في لبنان
أسس جماعة حزب الله، الحرس الثوري الإيراني في عام 1982 بهدف محاربة القوات الإسرائيلية التي اجتاحت الجنوب اللبناني في ذلك العام.
وعلى نطاق واسع يعد حزب الله في لبنان، أقوى من الدولة اللبنانية، والجماعة بمثابة نموذج للجماعات الأخرى المدعومة من طهران في أنحاء المنطقة وقدمت المشورة أو التدريب لبعض هذه الجماعات.
وتصنف الولايات المتحدة وبعض دول الخليج العربية الجماعة كمنظمة إرهابية.
2.المقاومة الإسلامية بالعراق
برزت جماعات شيعية مدعومة من إيران في العراق وتحولت إلى أطراف فاعلة فيه بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، والمعروفة أيضا بإسم “حماس العراق”، حيث أعلن أنها أحد كتائب حماس وهي بالتبعية، أحد الأذرع العسكرية لجماعة الإخوان الإرهابية، ويقدر عدد مقاتلي هذه الجماعات بعشرات الآلاف.
وبدأت “المقاومة الإسلامية” في العراق، والتي تضم تحت رايتها جماعات مسلحة شيعية، استهداف القوات الأمريكية في العراق وسوريا قائلة إنها تهدف بذلك للرد على الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين، ومقاومة الوجود الأمريكي في العراق والمنطقة، والتي لم يكن لها أي تأثير قوي على الوجود الأمريكي، بل كان تأثير تلك الضربات قليل بالمقارنة بالعمليات التي تقوم بها جماعة المقاومة داخل العراق، وبحسب بعض التقارير فإن ضحايا المقاومة العراقيين الهائل لا يقارن بالخسائر البسيطة للقوات الأمريكية بالعراق.
3.حركة حماس الفلسطينية
تعد إيران الداعم الرئيسي لحركة حماس الفلسطينية، والتي سيطرت على قطاع غزة منذ عام 2006، وتقدم لها الدعم بالتمويل و الأسلحة و التدريب.
ووفقا لتقرير وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2020، تقدم إيران حوالي 100 مليون دولار سنويا للجماعات الفلسطينية المسلحة، بما في ذلك حماس، وتوطدت العلاقات بين إيران وحماس بعد أن وصلت منظمة التحرير الفلسطينية لاتفاقية السلام مع إسرائيل في عام 1990، منذ ذلك الحين التزمت إيران بتقديم دعم عسكري ومالي، بالإضافة إلى توفير التدريب العسكري للآلاف من أعضاء حماس في قواعد الحرس الثوري الإيراني في إيران ولبنان، علاوة على ذلك، افتتحت حماس مكتبا لها في طهران.
4.لواء الإمام الحسين في سوريا
والمعروف أيضا بحزب الله السوري، أكبر ذراع تنفيذية للنظام الإيراني في سوريا، و أكدت المعلومات أيضا أن هذا “اللواء” حصل على مخصصات مالية من الـ 30 مليار دولار، أنفقتها إيران في سوريا، بحسب تقارير نشرتها الصحافة الأمريكية.
هذه الميليشيات هي واحدة من أكبر الوحدات متعددة الجنسيات في الحرس الثوري الإيراني، والتي أنشأها قاسم سليماني عام 2016 بزعم محاربة داعش في سوريا، وفي السنوات الثمانية الماضية، عملت هذه الميليشيات بمثابة مظلة يتم من خلالها تنفيذ جميع أنشطة النظام الإيراني في سوريا.
5.جماعة الحوثي في اليمن
تنتمي الحركة إلى الشيعة الزيدية ولها صلات ودية ودعم من إيران منذ فترة طويلة، وتمثلت ذروة هذا الدعم خلال الانقلاب على الشرعية، في اليمن حيث لم يجد الحوثيون حرجاً في كشف علاقاتهم بإيران التي تحولت إلى شريك استراتيجي،وهبطت الطائرات الإيرانية في مطار صنعاء محملة بعناصر الحرس الثوري، إضافة إلى مواد وتكنولوجيا عسكرية.
ووضعت الحرب في اليمن الحوثيين في صراع مع تحالف تقوده السعودية خشية تبعات تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة.