نتائج قمة العشرين: التوافق على “سلامة أراضي” كل الدول.. رسميا الاتحاد الأفريقي عضو دائم في المجموعة
مجموعة العشرين اعلنت رسميا في اليوم الأول من قمة نيودلهي، السبت، عن انضمام الاتحاد الأفريقي إلى المجموعة.
رفض استخدام الأسلحة النووية
قال مودي للزعماء المشاركين في قمة العشرين بنيودلهي، السبت، إنه “على خلفية العمل الدؤوب من جانب جميع الفرق، توصّلنا إلى توافق في الآراء بشأن إعلان قمة زعماء مجموعة العشرين. أعلن تبني هذا الإعلان”.
ودعا الإعلان جميع الدول إلى الالتزام بمبادئ القانون الدولي، بما في ذلك ما يتعلق بسلامة الأراضي والسيادة والقانون الإنساني الدولي والنظام متعدد الأطراف الذي يحمي السلام والاستقرار.
وأضاف: نرحب بجميع المبادرات ذات الصلة التي تدعم السلام الشامل والعادل والدائم في أوكرانيا، مضيفاً أن استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها أمر غير مقبول.
“صفقة الحبوب” على اجندة القمة
كما شدّد مودي على تنفيذ مبادرة البحر الأسود من أجل التدفق الآمن للحبوب والأغذية والأسمدة من أوكرانيا وروسيا.
وكانت موسكو قد انسحبت من الاتفاقية في يوليو الماضي بسبب ما قالت إنه عدم وفاء بمتطلبات تنفيذ الاتفاق الموازي، الذي يُسهّل صادراتها من الغذاء والأسمدة.
وكانت الهند تخشى بسبب اختلاف الآراء عرقلة التوصل لأي اتفاق على بيان ختامي.
كما توافق إعلان المجموعة على معالجة نقاط الضعف المتعلقة بالديون في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل “بطريقة فعالة وشاملة ومنهجية”.
وأضاف أنّ الدول تعهدت بتعزيز وإصلاح بنوك التنمية متعددة الأطراف، كما قبلت الاقتراح الخاص بتشديد القواعد التنظيمية للعملات المشفرة.
انتقاد أوكراني لنتائج القمة
انتقاد اوكراني للإعلان المشترك لدول العشرين، ونشر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكراني أوليج نيكولينكو صورة للجزء المتعلق ببلاده في نصّ الإعلان المشترك، وشطب أجزاء عدة باللون الأحمر، واستبدل بها كلمات تعكس موقف كييف بأنها “ضحية لعدوان روسي غير مبرر”.
وكتب نيكولينكو على صفحته على فيسبوك: من الواضح أن مشاركة الجانب الأوكراني في اجتماع مجموعة العشرين كانت ستسمح للمشاركين بفهم الوضع بشكل أفضل.
على الرغم من خيبة أمله إزاء إعلان مجموعة العشرين، شكر نيكولينكو حلفاء أوكرانيا على دورهم في الدفع بموقف أوكرانيا في الإعلان.
وقال إن بلاده ممتنة للشركاء الذين حاولوا إدراج صِيَغ قوية في النص.
في المقابل، رأى المستشار الألماني أولاف شولتس أشاد، خلال مؤتمر صحفي، بالفقرات التي تؤكد على “سلامة أراضي” كل الدول، مشيراً إلى أنه كان بالنسبة له نجاحاً أن روسيا تخلت في نهاية المطاف عن اعتراضها على مثل هذا القرار، ببساطة لأن كل الآخرين تحركوا في هذا الاتجاه، في إشارة ضمنية إلى الصين.
رسميا الاتحاد الأفريقي عضوا في مجموعة العشرين
رحّبت مجموعة العشرين رسمياً، السبت، بانضمام الاتحاد الأفريقي إلى صفوفها، في خطوة تُعدّ انتصاراً دبلوماسياً للهند التي تستضيف القمة هذا العام وتظهر زعيمة لدول الجنوب.
يضم الاتحاد الأفريقي، 55 دولة عضواً (بما فيها ست دول معلقة عضويتها)، ويبلغ مجموع ناتجه المحلي الإجمالي 3 تريليونات دولار.
وكانت القارة حتى الآن ممثلة في مجموعة العشرين بدولة واحدة، هي جنوب أفريقيا.
واعتبر الرئيس الكيني ويليام روتو أن انضمام الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين سيوفّر صوتاً ورؤية للقارة الأسرع نمواً في الوقت الحالي.
كما رحّبت الرئاسة النيجيرية، المدعوّة أيضاً إلى حضور قمة نيودلهي بالعضوية الجديدة، وكتبت على منصة «إكس»: «بصفتنا قارة، يسرّنا مواصلة تعزيز تطلعاتنا على الساحة العالمية عبر منصة مجموعة العشرين».
من جهته، رأى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن انضمام القارة السمراء «رمز مهم للشمول»، و«خطوة كبيرة لمجموعة العشرين ولأفريقيا، لكنها لن تكون الأخيرة»، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.
بالإضافةالى مطالبة بعض الأصوات بتعزيز تمثيل القارة الأفريقية في هيئات دولية رئيسية أخرى، مثل مجلس الأمن الدولي.
أزمة الثقة العالمية
عند افتتاح أعمال القمة، دعا مودي زعماء الدول الأعضاء إلى إنهاء أزمة الثقة العالمية، وأعلن منح الاتحاد الأفريقي عضوية دائمة، بهدف زيادة تمثيل المجموعة.
وقال: اليوم، بصفتها رئيسة لمجموعة العشرين، تدعو الهند العالم بأسره إلى تحويل نقص الثقة العالمي هذا أولاً إلى ثقة واحدة وعقيدة واحدة.. حان الوقت لنتحرك معاً جميعاً.
الأمم المتحدة البنية المالية العالمية عفا عليها الزمن
وجاءت كلمة مودي بعد تحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، زعماء مجموعة العشرين، من أن العالم يواجه مخاطر النزاع واتساع الانقسامات بين الدول.
صرح جوتيريش الجمعة الماضي: إذا كنا بالفعل أسرة عالمية واحدة، فإننا نشبه اليوم أسرة تعجز عن أداء وظيفتها على النحو الصحيح.
وأضاف أن الانقسامات تزداد، والتوترات تشتعل، والثقة تتآكل، وكل هذا يهدد بالتشرذم ومن ثم المواجهة في نهاية المطاف.
وتابع عالمنا يمر بلحظة انتقالية صعبة، فالمستقبل متعدد الأقطاب، ولكن مؤسساتنا متعددة الأطراف تعكس عصراً مضى.
وأضاف أن البنية المالية العالمية عفا عليها الزمن، ومختلة وظيفياً، وغير عادلة. إنها تتطلب إصلاحاً بنيوياً عميقاً، وبوسعنا أن نقول الأمر نفسه عن مجلس الأمن الدولي.
هل تتخلى الصين وروسيا عن “العشرين” لصالح “بريكس”؟
تسبب غياب الرئيسين الصيني شي جين بينج والروسي فلاديمير بوتين فرص بحث حلول للخلافات الكبرى.
القمة كانت فرصة معقولة لاجتماع محتمل بين شي وبايدن، بعد أشهر من الجهود التي بذلتها واشنطن وبكين لإصلاح العلاقات التي أضرت بها التوترات التجارية والجيوسياسية.
وقال جون فاينر، نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، للصحفيين في نيودلهي: ينبغي للحكومة الصينية أن تشرح سبب عدم مشاركة زعيمها.
وأضاف أن هناك تكهنات بأن الصين سوف تتخلى عن مجموعة العشرين لصالح مجموعة مثل “بريكس”، التي تتمتع فيها بوضع مهيمن.
وتضم “بريكس” كل من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، ووافقت على توسيع عضويتها في تحرك يهدف إلى تسريع حملتها لإعادة التوازن إلى النظام العالمي.