ورحل آخر سقا في مصر: قصة عم عبد الحميد الذى باع أرضه وأصبح سواح آل البيت
كتب: كمال السيد
عم عبد الحميد بكر، آخر سقا فى مصر رحل عن عمر ناهز 80 عامًا، خبر لا يهم الكثيرون، لكن القصة في التفاصيل.
بالفعل، عم عبد الحميد صاحب الجلباب الأخضر عاشق أهل البيت، الذى لا تشعر بقيمة المولد، ولا الحوارى القريبة لبيوت أهل البيت بدونه .. من بيت “سقايين” أبا عن جد.
كان رائد سقاية زوار الحسين وفى الموالد، مميزا بهندامه الأخضر وكأنه رمزا لأهل الجنة، تسمع كلماته “اشرب بالصلاة على النبي” حولك في كل مكان، يحمل كوبين من الألومنيوم ، يعطى من يريد المياه ، دون مقابل ، واللى يجود عليه ربنا، هو الباقي له.
اشتهر بحمله قربة ماء تزن نحو 15 لترا على ظهره من جلد الماعز، يضيف إليها ماء الورد المميز طعما ورائحة، لا يفرق بين من يعطيه الحسنة ومن لا يعطيه، وكان علامة نفسية فى زيارة المسجد، فيقبل عليه الناس فور دخولهم وفي الموالد والاحتفالات، روحانيته تملأ المكان، وكأنه اخذ من روح المكان.
عم عبد الحميد، طوى برحيله صفحة من صفحات التاريخ المصري، فلا “سقايين” بعده، وهو الذى ترك أرضه في الصعيد، من أجل مهنة السقاية، وروحانية عشقه لأهل البيت، الذى كان يذهب وراءهم في كل مكان!