مقال نشرته قبل الثورة وكفني على يدي.. إسلام كمال كتب: الخلطة السرية لإنجاح المرحلة الانتقالية بعد نجاح يونيو
مقال نشر في 29-6-2013، وناقشت فيه كل تفاصيل ما بعد الثورة، ضامنا نجاحها بإيمانى بالله، وثقتى في الشعب والدولة العميقة، الذين لفظوا هذا الكيان الإرهابي، صهاينة الإسلام، الذي يحاول البعض إعادتهم الآن، فانتبهوا
فجأة تحاصرنا السجون، وليس بعيدا عنا الاغتيال.. لمجرد أننا ندعو لتحرير مصر من الاحتلال الإخواني، من خلال ثورة يونيو، التي نترقبها بعد ساعات.
على طريقة «دونت ميكس» المرساوية دعا الرئيس «العياط» لما أسماه «مصالحة وطنية»، لكنه هدد في نفس الوقت كل من يعارضه بالسجن.
وبعيدا عن هذا العرض “المرساوي” قبل السقوط، كان من المهم جدا أن نعرض تفاصيل الخلطة السرية لإنجاح المرحلة الانتقالية الجديدة، حتى لا تتكرر أخطاء الماضي القريب، التي تسببت في سقوط مصر في أيدى المتأسلمين، وضياع 3 أعوام من عمر مصر بعد يناير، كان من الممكن الاستفادة منها في بناء الدولة المصرية الناهضة، بدلا من العودة لنقطة الصفر بعد خطف الإخوان وحلفائهم لها.
أبرز محاور هذه الخلطة السرية:
1- اليقظة التامة لإجهاض أية ثورة متأسلمة مضادة بعد سقوط مرسى، وعدم تصدير الجيش وحده في المشهد، خاصة أن قاعدة الشعب يحمى الجيش مفيدة أكثر من الجيش يحمى الشعب، فعندما تتدفق موجات «تسونامي» الشعبية في الشوارع والميادين المصرية، يقوى موقف الجيش ويستطيع أن يلعب الدور المنتظر منه.
لكن من الخطر جدا أن يعتمد الشعب على الجيش في أن يقوم له بالثورة ضد الإخوان، خاصة لأنه جيش الشعب كله، وتعلم الدرس جيدا من أزمة المرحلة الانتقالية السابقة، والتي افتعل فيها الإخوان المتأسلمون الأزمات، وروجوا لشعار «يسقط حكم العسكر»، حتى أصبح قاعدة في المليونيات.
2- وطبعا ملاحظ أنى بدأت تفاصيل محاور الخلطة السرية لإنجاح المرحلة الانتقالية من المربع رقم «2» لأهمية دور الجيش في هذه المرحلة، رغم أيضا أهمية عدم تصدره للمشهد، حتى لا يكون لوحة نيشان لأعداء الوطن في هذه الفترة الحرجة، التي تفصلنا عن الفوضى والحرب الأهلية فيها ملليمترات مصيرية، لدرجة أن هناك أصواتا من الفصيل العسكري ترفض مشاركة القوات المسلحة في المجلس الرئاسي المرتقب، ليكتفوا بالدور الأمني الإضافي فقط، حرصا منهم على عدم العودة للسياسة، ومن المفروض أن نتفهم ذلك، ونتعامل معه بشكل واقعى خاصة أن الساحة المصرية ستبقى في حالة تفجر لفترة غير قصيرة.. ربنا يستر!
ومع تركيزنا على هذا المحور حتى لا تقع مصر في المستنقع السوري أو الليبي أو حتى اللبناني، من الضروري أيضا أن نكون في حالة يقظة كاملة لصد أية محاولة من المتأسلمين لرد الصاع بعد سقوط “رئيسهم” بإعلان ثورة متأسلمة لإسقاط النظام المرتقب، حتى قبل أن يبدأ خطواته الأولى، كما يهددون جميعهم منذ فترة طويلة وآخرهم على لسان “رئيسهم” نفسه في خطابه الماراثونى، الذى أصاب المصريين بالنعاس من شدة الملل، فالمتأسلمون لن يستسلموا بسهولة لرغبة الثورة المصرية في إسقاط خلافتهم الظلامية، وإنقاذ الدولة المصرية وهويتها منها.
.. وستطول مؤامراتهم لنشر الفوضى، بل الوصول للحرب الأهلية واستنزاف الدولة ومجتمعها حتى نتحول إلى باكستان وأفغانستان أخرى، بل الأخطر إلى الصومال، والتي للأسف لسنا بعيدين عنها بأي شكل، حيث تحاصرنا مؤشرات مخيفة للغاية منها انتشار الأسلحة الثقيلة ووصول الاحتقان والاستقطاب لخطوطه الحمراء.
المحور الثالث الذى لا يقل أهمية بأي شكل كان عن المحورين الأول والثاني، هو عرض تفصيلي لخطة إنقاذ مصر على كل المصريين بجدول زمنى وجيز ومحدد حتى لا تستمر المعاناة المصرية طويلا، فيكفيهم 3 سنوات صعبة، وقبلها الأعوام العشرة الأخيرة من عصر مبارك.
أغلب الترتيبات لمرحلة ما بعد «العياط» تتحدث عن أن المرحلة الانتقالية الجديدة لن تقل عن عام ولن تزيد على عامين، إلا أن الخطورة في الانهيار الاقتصادي، الذى تضاعف وتفاقم في حكم العياط.
الاحتياطي الاستراتيجي من السلع في مستويات خطيرة، والناس في حالة رعب خاصة مع انتشار الشائعات، التي وصلت حتى توقف المخابز عن العمل، بل محطات الكهرباء والبنزين.
وهذا كله يزيد صعوبة الأجواء التي يجتهد فيها العاملون على إنقاذ مصر من غياهب الاحتلال الإخواني.. والحل في مكاشفة الناس بكل الأساليب بالكوارث، التي تحاصرنا وطرق حلها القصيرة والطويلة، مقابل صبر المصريين لبعض الوقت دون محاسبة، مع تسريع وتيرة الإجراءات التشريعية والدستورية لبناء الدولة من خلال وضع دستور مصري توافقي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وبعدها برلمانية بشقيها تحت إشراف حكومة إنقاذ وطني لا يسيطر أي تيار عليها بشكل منفرد ، كما فعل الإخوان وحلفاؤهم، على آلا يكرر المجلس العسكري أخطاء الماضي بعدما استماله الإخوان بدعاوى القوة الشعبية التنظيمية التي أثبتت كذبها الأيام.
ومن المفيد وسط هذا كله استيعاب المتأسلمين بطريقة غير تقليدية لا وضعهم كما يطالب البعض، وكما يهددوننا لو فشلت ثورة 30 يونيو، لكن في المقابل بأسلوب مغاير لمبادرة المراجعات الفكرية التي أثبت الزمن أنها مجرد «سبوبة» وما في القلب لا يزال كما هو، بل أكثر دموية وعنفا عما سبق، ولكم في «عاصم عبد الماجد» عبرة يا أولى الألباب.
وبالتالي من المهم أن نستغل الضغوط التاريخية التي سيتعرض لها المتأسلمون فور سقوط خلافة العطش والظلام والجوع والعنصرية، لاستيعابهم في المجتمع حتى لو عادوا للمشهد ثانية تكون الأعراض أقل قسوة مما هي عليه الآن، لكن لو كان الأقرب واقعيا هو الانهيار التام لجماعة الإخوان، فهذا يتبعه بالتأكيد انهيار لكل الجماعات المتأسلمة الأخرى لأنها خرجت من رحمها.
وهذا ما سيكون بحق نصرة لا نهائية للإسلام بعد التخلص من هؤلاء المتأسلمين الذين جعلوا من الارتداد عن الدين الحنيف ظاهرة بسبب كوارثهم وجرائمهم التي يرتكبونها ثم يتمسحون في الإسلام، لكن لو وصلوا لتلك المرحلة سيكونوا غوغائيين مدمرين، فلن يسمحوا بالسقوط، وسيقولون ويفعلوا قاعدة، عليا وعلى أعدائي.
استكمالا لمحاور الخلطة السرية لإنجاح المرحلة الانتقالية، فيجب أن يدرك الجميع وتعترف كل التيارات بأن الرئيس المصري المنتظر ليس موجودا على الساحة، فكل الوجوه محروقة في الشارع، ولا يثق فيها أحد، بعد حملات التشويه المتبادلة والمواقف الجدلية التي أثرت الشبهات حول كل الأسماء المطروحة، بداية من أحمد شفيق وحمدين صباحى وعبدالمنعم أبو الفتوح وعمرو موسى، وغيرهم .. لا يستحقون أن يكونوا في هذا المنصب، الذى بالفعل كما يقول الثوار والواقع المرير الذى تمر به مصر «عايزين زعيم»، بل «دكر» من نوعية «عبدالناصر» و«السادات» اللذين كان يصدقهما الشعب بمجرد كلامهما لأنهما صاحبا كاريزما استثنائية، وكاشفا الشعب في أغلب الأوقات حتى الصعبة منها
لكن الخطورة في نشر المتأسلمين للفوضى لإفشال المرحلة الجديدة كنوع من الانتقام وحتى لا يفضحوا فشلهم مع النجاح المرتقب لهذه المرحلة لأن الشعب هو صاحب القرار الحقيقي فيها لا الأهل والعشيرة.
والمهم الآن أن يعي الشعب استثنائية هذه المرحلة وأن نتحمل معا هموم العام المقبل بشرط كما قلنا كشف المسئولين عن المرحلة تفاصيل الجدول الزمنى لخطة إنقاذ مصر.
وحتى لا يتهمنا البعض بالابتعاد عن الواقع، نحلم بأن يلبى المصريون دعوات الوقوف أمام العمارات وفى الغيطان وقبالة المصانع ، لو لم يرد البعض الخوض في زحام مليونيات الميادين خاصة العجائز والنساء، وبالذات لأن هذا سيحول كل شبر فى مصر إلى موجة ثورية ضد الإخوان المتأسلمين وحلفائهم.
وسوف تتميز مليونيات ثورة 30 يونيو بهذه الوقفات غير التقليدية التي ستلعب دورا حاسما في نهاية المواجهة لصالح المصريين لا الإخوان وحلفائهم.. إن شاء الله.
ومن المهم أيضا تفتيش أسطح العمارات المطلة على مواقع المليونيات مع انتشار قناصة حماس من جديد بأسلحة إسرائيلية متطورة، وعدم مجاراة مثيري العنف بالدخول في اشتباكات لأنهم يخططون بهذا إلى تفريق المتظاهرين وبث الرعب بينهم لإنهاء تجمعاتهم بسرعة.
ولك الله يا مصر.
اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.
وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله