تحول مريب: فاجنر تظهر علنية في المشهد السوداني
فاجنر تظهر علنية في المشهد السوداني… هل نكاية في أمريكا فقط؟!
تقرير: إسلام كمال
بعد ساعات من تعبير وزير الخارجية الأمريكى أنطوني بيلنكن عن قلقه من احتمالية تواجد قوات فاجنر الروسية في السودان، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس، صراحة أن بلاده تمنح صك تدخل لمجموعة «فاجنر» العسكرية الروسية في النزاع الدائر حاليا في السودان.
وكانت هذه المفاجأة، التى تعد تحولا دراماتيكي في الأحداث السودانية والإقليمية، خلال مؤتمر صحفي في المقر الرئيسي للأمم المتحدة بنيويورك، قبل جلسة مجلس الأمن الطارئة عن السودان، حيث قال لافاروف إنه يحق للسودان الاستفادة من الخدمات الأمنية لمجموعة فاجنر… والتي يتهمها الغرب بتجنيد مرتزقة حول العالم.
من الواضح جدا، أن تصريح لاڤروڤ، ما هو إلا نكاية علنية لنظيره الأمريكى بلينكن، خاصة إن فاجنر موجودة بالفعل منذ سنوات طويلة في السودان، ولها خبرة في تدريب الجيش السودانى وميلشيات السودان شبه الرسمية.
منها الدعم الشعبي والجيش الشعبي والشرطة الشعبية وميلشيا الچانوجايد، التى يقودها محمد دقلو الشهير بحميدتى في دارفور لصالح الچنرال الإخواني المعزول عمر البشير.حتى أن يفجينى ريجوزيون قائد مرتزقة فاجنر حصل على تكريمين من السلطات السودانية، وهو على علاقة جيدة بطرفي النزاع رغم دوره في تجارة الذهب، التى يسيطر عليها بشكل كبير حميدتى وميلشياته لدرجة إنه عرض على حميدتى والبرهان الوساطة، بل عرض أيضا إرسال طائرات كاملة بمساعدات طبية وغذائية على حسابه الخاص.
مفاجأة الوزير الروسي لخصمه الأمريكى، يبدو أنه كان مرتب لها، حيث سأله صحفيا روسيا عما إذا كانت فاجنر تعمل في السودان، على خلفية الأحاديث الغربية، فأجابه لافاروف على الفور أن ما يحصل في السودان مأساة.
مضيفا لهذا البلد الحق في الاستفادة من خدمات فاجنر، غير أن لافروف لم يوضح ما إذا كان لهذه المجموعة عناصر على الأراضي السودانية يساعدون في القتال مع الجيش وقوات الدعم السريع، لكننا كشفنا لكم ذلك بالفعل منذ قليل.
معروف أن “فاجنر” تمثل صداعا لكل القوى الغربية وليست أمريكا فقط، بالذات مع استغلالها في التمددات الروسية بالقارة السمراء خلال السنوات الأخيرة، بعد النجاحات التى حققتها في العديد من الدول، من إقليم الصحراء وغرب ووسط إفريقيا وحتى القرن الإفريقي والجنوب، دعما لحلفاء الروس من الصينيين والإيرانيين ومواجهة للغربيين.
بالطبع يرتبطون طرديا مع نقاط الصراع بحجة التدريب العسكرى، وبؤر الثروات الطبيعية، ومنها مناجم الذهب في السودان وتشاد والنيجر، والتى تتواجد أيضا بالقرب من اليورانيوم والبترول.
ارتباطا بذلك، تباهى قائد فاجنر بصورة إلتقطت له مع الرئيس الشيشانى رمضان قيدروف، شريكه في الحرب الأوكرانية، وقال إنه جاء له لأنه كانت هناك إتفاقات لا يمكن قولها في الهاتف، فهى أمور سرية للغاية، لكنكم ستلحظونها على الأرض قريبا.
ولم يكشف عن إن كان الأمر يتعلق بالسودان أم أوكرانيا، لكن اللقاء كان بعد تعليمات لافروف العلنية، فمن غير المستبعد أن يتعلق الأمر بالسودان خاصة أن الشيشانيين مسلمون، وسيكون تصديرهم للمشهد أفضل من عناصر فاجنر بشكل مباشر، وبالتالى فالساعات أو من الممكن الأيام القليلة المقبلة ستكون حبلي بمفاجأت مصيرية لنترقبها.
بايدن: نشر قوات أمريكية قتالية في جيبوتي واثيوبيا والسودان