عمار ياسر يكتب: الأصالة والقيم في مواجهة حروب الجيل الرابع والخامس
نشهد اليوم أكبر تغير ثقافي على مر التاريخ كل شئ يتغير نشهد ثورات تكنولوجية فى كافة المجالات الحياتية ولكن الأخطر من ذلك هو إنهيار منظومة القيم الإنسانية إنهيار الفكر الإنساني وتحوله الى فكر سائغ لامعني له.
السؤال الذى يطرح نفسه
كيف يعيش الإنسان وهو خالى من القيم والأصالة؟ ونقصد بالأصالة قيمة الأشياء وجودتها وليست الأشياء فقط بل جودة العلاقات والمعاملات الحياتية كل هذا يشهد حرب شرسة وتحديداً المنظومة الفكرية للفرد هى الهدف الأساسي من هذه الحرب الهدف هو صناعة إنسان لامعني له يخلو من القيم والأخلاق وكل معاني الإنسانية وهذه هى الحروب الحديثة تعمل حروب الجيل الرابع على تغير الفكر والمعتقدات وتشكيل حالة من الوعي الزائف لدى مواطني الدولة المستهدفة وأخطر مافيها إنها حروب غير محسوسة يظهر تأثيرها فى سلوك الناس فإذا أردت أن تتحكم فى شعب فعليك أن تتحكم فى وعيه.
اما حروب الجيل الخامس فهو استخدام التكنولوجيا بهدف السيطرة على الأنظمة التكنولوجية للآلات واختراق الأنظمة الأمنية بإستخدام الفيروسات المُخلقة وهناك العديد من الجرائم التكنولوجية التى بسببها قامت حروب وتوقفت مطارات بل وتوقفت دول ويستهدف هذا النوع من الحروب استنزاف الدول المستهدفة بأقل الخسائر حيث انها حروب غير مُكلفة لانها تعتمد على نشر السموم الفكرية بإستخدام التكنولوجيا وتعتمد أيضا على الفضاء الإلكتروني الذى يُصنف الآن انه ساحة من ساحات الحروب الحديثة بعدما كانت المعركة على الأرض فقط إنتقلت الى الفضاء الإلكتروني وهذا يجعل الحرب سهلة وغير مُكلفة لكن خسائرها تكون فادحة
أصبح هناك مناهج لتفكيك التماسك الأجتماعي واختراق الأسرة وهدم المجتمع من الداخل و خلق انسان لامعنى له انسان تأه لايعرف له أهداف إنسان رافض كل شئ هذا هو الهدف الأساسي لهذا النوع من الحروب أن تظل تشعر بالنقص طوال الوقت أن تظل تقارن نفسك بهذا وذاك وأنت لاتعلم أن ذلك يحدث بسبب السموم الفكرية التى تفشت فى كثير من المجتمعات
لايحارب الفكر إلا بالفكر انها حرب شرسة للغاية حرب تغير المعتقدات
ويجب إعداد خطط لمواجهة هذا الفكر الذى تفشى فى العديد من المجتمعات وذلك من خلال إعداد البرامج الثقافية ونشر الوعي بكافة قطاعات المجتمع وتفعيل دور قادة الفكر والمثقفين ولايقتصر الأمر فقط على النشر والكتابة والاعلام بل فى التواجد بين الناس وايضا صناعة قادة من الاجيال الجديدة واعدادهم اعداد جيد وتسليحهم بالعلم والمعرفة وعمل مشاريع قومية خاصة بإحداث نهضة ثقافية تركز على التماسك المجتمعي وثقافة المجموعة وليس الفرد حيث كلما كان وعى المجموعة اقوى كلما قل تأثير نتائج هذه الحرب على الفرد