fbpx
مقالات

عمار ياسر يكتب: الصحة النفسية أمن قومي

عرف مفهوم الأمن القومي من قبل العديد من قادة الفكر سواء على المستوى العسكرى أو على المستوى المدني وتتفق جميع التعريفات على أن الأمن القومي هو حماية الدولة وسيادتها من التهديدات الداخلية والخارجية التى قد تُعرض استقرار الدولة للخطر.

وتتنوع أنواع الأمن القومي لتشمل الأمن العسكرى والأمن الاقتصادي والأمن السياسي والأمن الغذائى والأمن النفسي الاجتماعي…الخ
ولكن ماذا عن علاقة الصحة النفسية بمفهوم الأمن القومي؟ إذا كانت جميع مفاهيم الأمن تدور حول تأمين حياة الإنسان من كافه المخاطر إذن فالصحة النفسية تُعد من اهم الأولويات التى يجب الحفاظ عليها سواء على مستوى الفرد او على مستوى الدولة منذ خلق الإنسان على الأرض نجد انه هو الفاعل الوحيد مع المحيط من حوله فى شتى المجالات وارتبطت زيادة الإنتاج والكفاح من اجل العيش وتأمين الحياة بصحة الإنسان فإذا كان مريضا فإنه لايستطيع أن يعمل وينتج وإذا عمل وهو مريض نجد أن انتاجيته تتضأل او تقل كفاءته فكل شئ على الأرض مرتبط بالإنسان وقوة فاعليته من أجل الحفاظ على إستمرار الحياة وعرف بعد ذلك من خلال البحث والدراسة أن الإنسان يتأثر بالبيئة المحيطة هو يؤثر فيها وهى تؤثر فيه وأحيانا يكون تأثيرها أكبر من تأثيره فيها نجده يتأثر نفسيا بما يدور حوله مما يؤثر على جودة حياته فكانت الصحة النفسية محل اهتمام كبير فى الأونه الأخيرة لدى العديد من الدول حيث وجود أن هناك علاقة بين مستويات الصحة النفسية العالية وبين جودة الحياة وزيادة معدلات الإنتاج فعندما يُصاب الإنسان بصدمات حياتية فإنها تؤثر عليه وتتنوع الصدمات وفقا لدرجة حدتها نجد أن كل ذلك يُعطل الإنتاج فكان لابد من ربط مفهوم الصحة النفسية بالأمن القومي لسيادة الدولة من أجل الحفاظ على امنها واستقرارها

من هنا لابد أن تكون الصحة النفسية على رأس الأولويات لدى صُناع ومتخذى القرار ولانهتم فقط بالإنتاج على اي حال بل لابد من الأهتمام بالصحة النفسية للفرد وتوفير بيئات عمل داعمة ومحفزه على الإنتاج فإن كانت جميع مجالات الحياة مرتبطة بالعمل فكيف سيعمل الفرد وهو منهك ومهمش نفسياً؟ ومن الأدلة الدامغة على أهمية الحالة النفسية والمعنوية للدولة وجد علم منفرد بذاته يسمى “علم الحرب النفسية” يختص هذا النوع من العلوم سواء على المستوى العسكرى او المدنى بدراسة الجيوش وفهم نفسية المقاتل ومعرفة نقاط الضعف والقوة وكيفية استخدام الإعلام كسلاح نفسي للتأثير على الدول المُعادية وعلى المستوى المدنى يختص علم الحرب النفسية بدراسة كافه الشرائح العمرية فى المجتمع وتحديد الإحتياجات النفسية لهم ومعرفة نقاط الضعف والقوة فى المجتمع استعداداً للتأثير عليه إذا كان مجتمع مُعادى للدولة التى تستهدف تحطيم معنويات خصومها وإذا لم يكن هناك سُبل لمواجهة الحروب النفسية المُعادية فإن الدولة تتصدع ويحدث الوهن والإنهاك النفسي لمواطنيها ويصبح المواطن يعيش أنواع عديدة من الضغط النفسي يحدث ذلك فى حالة عدم الإهتمام بالأمن القومى النفسي والأجتماعي

يقوم المجتمع المصرى على التماسك الأجتماعي فبناء الدولة قائم على هذا الأساس التى تتفرع منه كافه الإتجاهات الاخرى
والسؤال هنا كيف يتم بناء دولة قوية دون تحقيق الأمن القومى النفسي الأجتماعي؟ يعد هذا السؤال من اهم واخطر الأسئلة التى يجب ان نتوقف عندها كثيرا بل والتفكير والتخطيط من اجل تحقيق هذه المُعادلة الأخطر والأصعب على الإطلاق وهى تعزيز صله الرحم والحفاظ على التماسك الأجتماعي؟ نحتاج الى عقول تفكر خارج السرب تفكير إبداعى خلاق من أجل تحقيق مُعادلة قائم عليها دولة بأكملها إذا فقدت إنهارت الدولة

عندما يتحقق الأمن القومي النفسي الأجتماعي يتحقق معه زيادة معدلات الإنتاج وتزدهر قوة الأقتصاد بل وتصبح الدولة قوية نفسيا وكما هو معروف فى قواعد الحروب إذا كان الجيش مهزوم نفسيا فإنه مهما امتلك من المعدات فعلى الأرجح انه سيخسر المعركة هكذا هى الدول التى لايتحقق فيها الأمن القومي النفسي الأجتماعى تصبح فى حالة من الوهن والضعف النفسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى