fbpx
مقالات

شحاتة زكريا يكتب: سيناء.. بوابة مصر الجديدة نحو المستقبل

منذ سنوات طويلة كانت سيناء تمثل رمزا للنصر والتحدي في الوجدان المصري بعدما حققت القوات المسلحة المصرية نصرا تاريخيا في السادس من أكتوبر عام 1973. ولكن اليوم تتحول هذه الأرض من مجرد ساحة لمعركة عسكرية إلى ساحة لمعركة من نوع آخر ، معركة البناء والتنمية. لقد وضعت الدولة المصرية نصب عينيها تحويل سيناء من أرض النزاع إلى أرض الفرص ، حيث أصبحت محركا للتنمية المستدامة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية.

خلال العقد الأخير شهدت سيناء طفرة تنموية غير مسبوقة. الاستثمار في البنية التحتية كان ولا يزال هو المفتاح لتحقيق هذه الطفرة، من خلال مشاريع عملاقة مثل إنشاء الأنفاق التي تربط سيناء بالوادي والدلتا، وتوسيع شبكة الطرق والكباري مما أسهم في تسهيل حركة المواطنين والبضائع ، وجعل من سيناء منطقة جذب اقتصادي واستثماري.

ولعل المشروع الأبرز في هذه التحولات هو “تنمية شمال سيناء”، الذي لم يعد مجرد خطة حكومية، بل بات واقعا ملموسا. لقد نجحت الحكومة المصرية في تحويل مناطق كانت تعد في الماضي مناطق معزولة، إلى مراكز جديدة للنمو الاقتصادي. لم تعد سيناء مكانا بعيدا عن القلب النابض للوطن ، بل أصبحت جزءا من المشروع القومي لبناء مصر الجديدة.

من المشروعات الحيوية التي تم تنفيذها ، يأتي مشروع “المجتمعات العمرانية الجديدة” في طليعة الجهود الرامية لتوطين السكان في سيناء. من خلال بناء وحدات سكنية متطورة، ومجمعات صناعية وتجارية، تسعى الدولة إلى جذب الاستثمارات الداخلية والخارجية، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب المصريين، خصوصا من أبناء سيناء. هذا المشروع يعكس تحولا في الرؤية الحكومية من مجرد توفير البنية الأساسية إلى بناء مجتمعات متكاملة تساهم في التنمية المستدامة.

وعلى صعيد الزراعة تم استصلاح آلاف الأفدنة من الأراضي الزراعية، باستخدام تكنولوجيا الري الحديث، مما أسهم في زيادة الإنتاجية الزراعية وتقليل الاعتماد على الواردات. وتعد هذه المشروعات الزراعية ركيزة أساسية لضمان الأمن الغذائي في مصر ، كما تمثل جزءا من الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المتكاملة في سيناء.
وفي المجال الصناعي، تم إنشاء مجمعات صناعية جديدة، تعتمد على استخدام التكنولوجيا الحديثة لتصنيع المنتجات الزراعية والموارد الطبيعية الموجودة في سيناء. هذه المجمعات ليست مجرد مصانع ، بل هي مراكز متكاملة لتدريب وتطوير العمالة المحلية ، مما يضمن أن أبناء سيناء ليسوا فقط مستفيدين من التنمية، بل شركاء فاعلين فيها.

التحولات في سيناء لم تقتصر فقط على البنية التحتية والاقتصاد ، بل امتدت أيضا إلى تحسين الخدمات العامة مثل التعليم والصحة. تم بناء مدارس وجامعات جديدة ومستشفيات حديثة مجهزة بأحدث التقنيات الطبية، لضمان توفير حياة كريمة لأبناء سيناء، وتزويدهم بالمهارات والفرص التي يحتاجونها للمساهمة في بناء وطنهم.

إن ما يحدث في سيناء اليوم هو جزء من رؤية شاملة لمصر 2030، التي تسعى إلى تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة في جميع أنحاء البلاد. القيادة السياسية تؤمن بأن سيناء ليست فقط بوابة الدفاع عن الوطن، بل هي أيضا بوابة المستقبل. ومن خلال هذه المشاريع التنموية، يتم تعزيز دور مصر كقوة إقليمية ودولية، وتحقيق نقلة نوعية في حياة المواطنين.

في نهاية المطاف يمكن القول إن التنمية الشاملة في سيناء ليست مجرد استثمارات في البنية التحتية، بل هي استثمار في الإنسان المصري، وفي مستقبل مصر ككل. سيناء اليوم ليست مجرد أرض تنتظر التنمية، بل أصبحت نموذجا حيا لما يمكن أن تحققه الإرادة السياسية والرؤية المستقبلية عندما تتضافر الجهود لتحقيق هدف واحد: بناء مصر الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى