شحاتة زكريا يكتب: بريكس .. شراكة استراتيجية ونقلة تاريخية لمصر في النظام العالمي الجديد
في عالم متغير حيث باتت القوى الاقتصادية تتحرك بعيدا عن هيمنة الدولار تتجه مصر بخطى واثقة نحو الانضمام إلى تحالف “بريكس”. هذا التحالف الذي يجمع قوى اقتصادية عالمية كبرى كالصين وروسيا والهند والبرازيل ، أصبح جاذبا لدول تسعى لكسر القيود التقليدية وبناء نظام مالي وتجاري جديد أكثر تنوعا وتوازنا.
بالنسبة لمصر لا يعد الانضمام لـ”بريكس” خطوة نمطية بل هو تحول إستراتيجي. فالاقتصاد المصري الذي يطمح لتعزيز صادراته وتقليل الاعتماد على الدولار ، يجد في هذا التحالف نافذة لتوسيع آفاقه نحو أسواق ضخمة تقدم إمكانيات لا حدود لها. بفضل “بريكس” ، يمكن لمصر تداول عملاتها بمرونة أكبر مثل اليوان الصيني والروبل الروسي مما يخفف الضغوط على الجنيه ويوفر استقرارا نسبيا أمام تقلبات الأسواق العالمية.
انضمام مصر لـ”بريكس” يعزز موقفها السياسي والدبلوماسي؛ فهي دولة عُرفت بمرونتها وقدرتها على بناء شراكات متنوعة مع الشرق والغرب. الآن ومع دخولها هذا التحالف تؤكد مصر للعالم أنها تسعى لأن تكون جزءا من منظومة توازن قوى جديدة بعيدة عن سياسة المحاور المعتادة، وتطمح لأخذ مكانها كصانعة للقرار في قضايا إقليمية ودولية هامة.
أما على الصعيد التقني والعسكري فإن هذا التحالف يفتح باب التعاون مع دول تمتلك إمكانيات تكنولوجية وعسكرية متقدمة ما سيساعد مصر على تحديث قدراتها ، ويعزز مكانتها كقوة إقليمية مستقرة وقادرة على مواكبة تطورات العصر. كما يوفر “بنك التنمية الجديد”، التابع للتحالف فرص تمويل لمشروعات تنموية كبرى ، ما يدعم الاقتصاد المصري ويدفع بمشروعاته نحو الاستدامة والابتكار.
التحالف مع “بريكس” ليس مجرد تقارب اقتصادي بل هو انعكاس لرؤية جديدة لمستقبل مصر ودورها في رسم خريطة القوة العالمية. هذه الشراكة تشكل نقلة نوعية تسمح لمصر بالاستفادة من موقعها الاستراتيجي على رأس أهم ممرات التجارة العالمية – قناة السويس – لتصبح جزءا أساسيا من شبكة اقتصادية تؤثر في توازنات التجارة الدولية.
في النهاية انضمام مصر لـ”بريكس” هو خطوة جريئة نحو مستقبل اقتصادي جديد ومكانة سياسية متقدمة. وبهذا التحرك تثبت مصر أنها ليست مجرد دولة تسعى للتحالفات بل شريك استراتيجي يمتلك مقومات قوة تضيف قيمة حقيقية للتحالف وتعيد رسم ملامح موقعها على الساحة الدولية.