هبة الأفندي تكتب: دار الأوبرا الفرنسية بباريس “أوبرا غارنييه”
تعتبر من أهم دور الأوبرا في فرنسا والعالم وهي غنيه بالأعمال التراثية الغنائية تضم الاوبرا قاعتين: قصر غارنييه الذي يحتوي علي باليه أوبرا باريس الوطنية وأوبرا الباستيل.
وتساهم أوبرا باريس الوطنية في شهرة الفنانين في الغناء والرقص عن طريق كل من مركز التكوين في الفن الغنائي و مدرسة نانتير (Nanterre) للرقص وقطاع التنشيط والجمهور لأوبرا باريس الوطنية ينظم لكل موسم برنامج.
تأسست عام 1858م حينما أمر الإمبراطور نابليون الثالث ببناء دار أوبرا جديدة لإستضافة فرق الأوبرا والباليه الباريسية وقد تم تصميم هذه الدار بواسطة المهندس المعمارى تشارلز غارنييه على غرار أسلوب المدرسة العليا للفنون الجميلة بباريس ولذلك فهي تسمي قصر غارنييه والذي تم إنشاؤه في الفترة ما بين عام 1862م وعام 1875م.
كانت الأوبرا تعرف في البداية بأكاديمية الأوبرا وتأسست الأكاديمية الملكية للموسيقى عام 1669 بأمر من جون باتيست كولبير والذي كان وزيراً للاقتصاد في حكومة لويس الرابع عشر.
وقام بنشر الأوبرا الفرنسية بين الجمهور، ليس فقط في باريس وإنما في كل المدن الفرنسية الأخرى.د، وكان يطلق عليها وقتها اسم الأوبرا، وكانت تمول نفسها من خلال جمهورها.
من جهة أخري غيرت الأكاديمية الملكية للموسيقى مكان عروضها 13 مرة خلال القرن الثامن عشر إلى أن تحولت خلال الثورة إلى مسرح الفنون المعروف اليوم بأوبرا باريس الوطنية وفي عام 1990 أوبرا الباستيل.
وتحتوي ع 1600مقعد ويوجد في الدار صالة عرض لملابس الفنانين وذكر لتاريخ الاوبرا ويقع بالقرب منه جاليري لافاييت مجمع ضخم لارقى الماركات.
وعندما نقف أمام الواجهة الرئيسية تظهر في مركز المبنى قبة منخفضة لا يمكن رؤيتها إلا من علي بعد ومن خلفها يظهر مثلث كبير متوج بتمثال ومعه قيثارة ذهبية في المنتصف وعلى جانبه تمثالان للحصان المجنح بيجاسوس ويعتبر هذا المبني كنزا للفن المعمارى حيث أنه مزين بطريقة رائعة ومعقدة بأفاريز متعددة الألوان وتماثيل أساطير الآلهة اليونانية وقد قامت بعض الدول بتصميم دور الأوبرا الخاصة بها مثل تصميم هذا المبني.
حيث نجد أن دار أوبرا هانوي فى فيتنام تعتبر نسخة طبق الأصل من دار أوبرا باريس ولكن بشكل أصغر وهي تحتوى على 2200 مقعد للجلوس ومن أهم ما تحتويه الثريا البرونزية الكريستالية وتبلغ تكلفتها 30 ألف فرنك ذهبي، والدرج الكبير المبني من الرخام والذي يؤدي لقاعات مختلفة من الدار كما توجد في أطرافها تماثيل برونزية ضخمة تحمل في يديها باقات ضوئية وفي الممرات ستجد الملائكة والحوريات.
وحول القصر منتزهات رائعة يمكن التجول فيها والإستمتاع برؤية القصر الخارجى وفى الواجهة الشرقية يوجد مطعم يعرف بمطعم الأوبرا.
ومن الجدير بالذكر أنه في نفس الوقت تقريبا تم انشاء دار أوبرا باريس تم تشييد دار الأوبرا الخديوية بالقاهرة وكان ذلك في عهد الخديوى إسماعيل الذي أراد أن تكون القاهرة “باريس الشرق” وقد صممت دار الأوبرا الخديوية من 3 طوابق وتضم بداخلها عدة قاعات وبها مسرح صنع من الخشب يحتوى على 850 مقعدا وكان هذا المبني يقع بين منطقة الأزبكية وميدان الإسماعيلية الذي يعرف حاليا بإسم ميدان التحرير وقد أشرف المهندس الإيطالى سكاني علي بنائها.
وقام الخديوى إسماعيل بإفتتاحها يوم 1 نوفمبر عام 1869م لتكون الأولى في أفريقيا والشرق الأوسط وتواكب افتتاح قناة السويس وأثناء افتتاحها طلب عالم المصريات الفرنسي مارييت باشا إختيار قصة تاريخية لتكون نواة مسرحية شعرية تقدم في حفل افتتاح هذه الدار فطلب الخديوى إسماعيل من الموسيقي الإيطالي جوزي فيردى وكان من أشهر الموسيقيين في ذلك الوقت ووافق على تأليف أوبرا لهذه المناسبة كان من المفترض أن تكون أوبرا عايدة ولكن حدث عقبات وتم إختيار معزوفة ريجوليتو لتكون أول عزف في حفل افتتاح الأوبرا وبعد إنتهاء الحرب الفرنسية تم تقديم للعمل الأوبرالي عايدة في ديسمبر عام 1871م.