نهال مجدى تكتب: حلم ناتو عربى ومؤتمر سنوى للأمن القومى العربى
نهال مجدى
يحبس العالم أنفاسه وهو يراقب التطورات الأخيرة والتوتر في العلاقات الأمريكية-الصينية، بل تعدد بؤر الصراع وأطراف المواجهة فى حرب واسعة بين معسكر شرقي تقوده الصين وروسيا، ومعسكر غربي تقوده الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي.
وفى ظل كل هذا الحراك السياسي والعسكري العالمى، يطفو إلي السطح مؤتمر شانجيرلا الأمني بسنغافورة، والذي انعقدت نسخته الأولي عام 2002.
ويٌعقد بصفة دورية كُل عام بين الدول الآسيوية لمناقشة القضايا الدفاعية، ومع تطورات الأوضاع العالمية بات هذا الحوار -الذي يضم مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى- منصة مهمة للحوار والمُباحثات الدبلوماسية؛ بحثًا عن حلول للمشكلات والقضايا العالمية.
٤٠ دولة أسيوية
وحضر هذا النسخة من المؤتمر ممثلين عن 40 دولة أسيوية، واللافت للنظر أن واشنطن لم تدع هذه الفرصة تفوتها وأرسلت وزير دفاعها لويد أوستن للمؤتمر على أمل لقاء رسمي بنظيره الصيني لي شانجفو وهو ما رفضته بكين بشدة بسبب عدد من المماحكات العسكرية بين الجانبين في مضيق تايوان، بالإضافة لرفض واشنطن طلب بيكن برفع اسم وزير دفاع دفاعها من قائمة العقوبات التي وضعته فيه عام 2018 بسبب مشتريات أسلحة من روسيا.
الاجتماع السرى
لكن من أدبيات العلاقات بين القوى الكبرى، أنه عندما تتعقد العلاقات الدبلوماسية وتنغلق أبوابها غالبا ما تنفتح أبواب خلفية للحوار حتي لا تتطور الأمور لمواجهات حقيقية لا تحمد عقباها، برغم من عدم عقد اللقاء بين أوستن وشانجفو رسمياً، إلا انهما التفا في اجتماع مخابراتي سرى علي هامش مؤتمر شانجيرلا السنغافوري، ضمن ممثلين عن 20 جهاز مخابرات لمناقشة الملفات الأمنية للمنطقة وإن كان لم يعلن عن أي تفاصيل لهذا الاجتماع.
الناتو الأسيوي
وخلال المؤتمر الأسيوي أعربت الصين أيضاً عن رغبتها في إنشاء كيان عسكري أسيوي علي غرار حلف الناتو لحماية مصالح المنطقة.
وجدير بالذكر أن الرئيس الفرنسي ماكرون ، كان قد اقترح منذ ما يقرب من 3 أعوام تشكيل كيان عسكري أوروبي موحد.
أين العرب؟
يقفز السؤال الحتمي في رأس أي متابع للأحداث على الساحة الدولية، أين العالم العربي من هذا التنسيق؟ في ظل الأزمات والتحديات الأمنية التي تواجه منطقتنا وأغلب الدول الناطقة بلسان الضاد، خاصة مع التفاعل العربي مع العالم في كون ما بعد كورونا.
مؤتمر أمن قومي عربي
ألم ندرك بعد أهمية التنسيق الأمني على الأقل والدعوة لمؤتمر “أمن قومي عربي” على غرار شانجيرلا أو ميونخ للأمن؟ أليس من الواجب أن نتخطى مرحلة القمم العربية التي ينحصر نجاحها على انعقادها ويتجاهل حضورها العديد من الزعماء العرب، ونأخذ خطوة جدية للأمام ومناقشة قضايانا الملحة بشكل واقعي ونعمل على حلها داخل البيت العربي؟
الأ يستحق أمننا العربي المحاولة، أم أن حلم عبد الناصر الذى حققه بتأسيس مجموعة عدم الإنحياز أصبح عصياً على التكرار؟