تطورات كل جبهات المشهد الميداني السوري: تعزيزات تركية مفاجئة واشتباكات بين الأكراد والإرهابيين.. وانتصار للدروز ضد الإسرائيليين

متابعة: أشرف التهامي

في رصد شامل لمستجدات الموقف في المشهد الميداني السوري مع دخولنا عيد الأضحى، نقدم لكم التفاصيل الكاملة في كل الجبهات.

استقدمت قوات الاحتلال التركية تعزيزات عسكرية كبيرة إلى منطقة ما تسمى ب“بوتين-أردوغان”، بعد أقل من 48 ساعة على دخول رتل عسكري لقوات الجيش السوري إلى ريف حلب، حيث دخل رتلين عسكريين يضمان أكثر من 75 آلية تركية، من معبر كفر لوسين شمالي إدلب، وانطلقا باتجاه النقاط التركية.

ووفقا للمصادر، فقد توجه الرتل الأول إلى النقاط المنتشرة في ريف حلب الغربي، والثاني نحو معسكر المسطومة قرب مدينة إدلب.

وتحمل الأرتال دبابات ومدرعات مختلفة وشاحنات لوجستية ومعدات إصلاح والعشرات من ناقلات الجند المصفحة.

وأشار المرصد السوري المعارض، إلى أن قوات الجيش السوري دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة، إلى ريف حلب، قادمة من ريف دمشق عبر طريق “m5” حلب-دمشق.

وتضم التعزيزات مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والدبابات والمدافع، ومئات الجنود من مختلف تشكيلات قوات الجيش السوري والقوات الخاصة.

ووصل قسم كبير من تلك التعزيزات من قوات الحرس الجمهوري، إلى محاور مدينة منبج وبلدة العريمة ، التي تفصل بين مناطق الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية الانفصالية شرقي حلب، تمهيدا لتوزيع القوات على النقاط العسكرية.

التصعيد التركي المريب
وجاء ذلك بعد عودة التصعيد التركي على مناطق “الإدارة الذاتية” الانفصالية في شمال شرق سورية، ومناطق القوات الكردية في ريف حلب، والاستهداف بالطائرات المسيّرة التركية.

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، المعارض مقتل 5 عناصر من قوات الجيش السوري وإصابة 9 آخرين، بـ 5 استهدافات بالطائرات المسيرة التركية على عدة مواقع بريف حلب خلال حزيران فقط.

17 استهدافا بمنطقة “بوتين-أردوغان”
منذ مطلع شهر يونيه- الجاري. حدث تصعيدا ملحوظا بين قوات الجيش السوري والمسلحين الموالين للأتراك من طرف، و “هيئة تحرير الشام” الإرهابية والفصائل العاملة في المنطقة من طرف آخر، حيث شهدت المنطقة قصفاً برياً متبادلا، إضافة للعديد من العمليات العسكرية التي تنوعت ما بين هجمات واستهدافات وعمليات قصف وقنص، أدت لمقتل 14 شخص هم:
-استشهاد 3 مدنيين بينهم أطفال باستهدافات لقوات الجيش السوري على منطقة “بوتين-أردوغان”.
– 7 من قوات الجيش السوري.
-4 من الفصائل الإرهابية بينهم عنصر من صقور الشام الإرهابية.
بالإضافة لهؤلاء أصيب 16 شخصاً في 17 عملية استهداف بين الطرفين.

مقتل 13 عسكريا واستشهاد 7 مدنيين بدرعا
لم تأت التسويات في درعا أكلها، فلا يزال الانفلات الأمني سائدا، والاستهدافات تطال مدنيين وعسكريين، تتمثل بالقتل والتفجير والخطف من قبل المجموعات المسلحة المتصارعة في درعا.

وأجرت قوات الجيش السوري خلال شهر يونيو الجاري، تسويات لأوضاع المطلوبين للخدمة الإلزامية والمنشقين، بينما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض 22 حالة فلتان أمني، راح ضحيتها 20 شخصا بين عسكريين ومدنيين، بينهم 3 عناصر من المتعاونين مع “حزب الله” اللبناني، وعنصرين من “الفيلق الثالث” المدعوم من روسيا، بالإضافة إلى مقتل 7 مدنيين بينهم نساء وأطفال،

مواجهات التوربينات مع الإسرائيليين

تجددت المواجهات بين أهالي الجولان السوري المحتل والجيش الإسرائيلي رفضًا لـ”مشروع التوربينات” (مراوح توليد الكهرباء) الذي تعمل عليه قوات الاحتلال الإسرائيلية.

وبدأ أهالي الجولان، إضرابًا بقرار من الهيئة “الدينية والزمنية” (الدرزية) في الجولان، رفضًا لـ”لإجراءات التعسفية والإجرامية بحقهم” وحق أراضيهم، إذ يرفض الأهالي تركيب المراوح على مساحة واسعة من أراضي الجولان، تقدر بحوالي 3600 دونم.

وأبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قلقه من الأحداث في الجولان، خلال اجتماع مع الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، موفق طريف، الأربعاء، بحضور رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، بحسب هيئة البث الإذاعي الإسرائيلية.
وتوجه الأهالي الساعة السابعة صباحًا إلى “مقام النبي اليعفوري”، لتكون نقطة انطلاق نحو الأراضي المحاصرة من قبل الجيش الإسرائيلي الذي منع أصحاب الأراضي من الدخول إليها، منذ الثلاثاء.
ومع استمرار حشد السلطات الإسرائيلية قوات من الشرطة وحرس الحدود لحماية الشركة المنفذة للمشروع، اندلعت المواجهات صباح أمس الأربعاء، واستخدمت القوات الإسرائيلية الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع في قمع الاحتجاجات، ما أدى لإصابة أكثر من عشر أشخاص، اثنان منهم في حالة خطرة،

كما منعت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين.

ولجأ أهالي الجليل والكرمل في الأراضي الفلسطينية إلى قطع طرق رئيسية شمالي إسرائيل، تضامناً مع أهالي الجولان المحتل، في حين أثارت المشاهد الواردة من هناك غضبًا بين أبناء الطائفة الدرزية في سوريا، وسط دعوات لحشد وقفة تضامنية قرب الشريط الحدودي الشائك.
و انطلق وفد يضم العشرات من أهالي السويداء إلى المناطق الحدودية مع الجولان، للتضامن معهم ضد مشروع “التوربينات”.

الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ موفق طريف، قال عبر “فيس بوك”، إنه سبق وحذر جميع الجهات الحكومية الإسرائيلية من النتائج الوخيمة لتطبيق مشروع “توربينات الرياح” في الجولان، دون الاستمرار في المفاوضات والتنسيق مع أهالي المنطقة، و إن ما حصل الأربعاء هي نتيجة واضحة لهم منذ البداية.

وطالب طريف الحكومة الإسرائيلية بوقف العمل على المشروع، لمنع تردي الأوضاع وتدهورها.

ووافقت “لجنة التخطيط” التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية في يناير 2022، على مشروع إقامة 25 مروحة، لإنتاج الطاقة الكهربائية، في الجولان السوري المحتل.

ووفقًا للمخطط، سيقام المشروع على مساحة كلية تعادل 3674 دونمًا من أراضي أهالي الجولان.

ويتمركز المشروع على الأراضي الخاصة بالسكان من ذوي الأصول السورية في بلدات مجدل شمس، مسعدة، بقعاثا، ويبعد كيلومترًا ونصف عن بلدة عين قنية.

تحذير مسبق

وحذرت 17 منظمة حقوقية من مغبة تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي للمشروع، مع ما سيشكله من آثار خطيرة على السوريين هناك، داعية المجتمع الدولي لإثنائه عن فعلته.

وجاء في بيان وقّعت عليه المنظمات، في 16 من إبريل 2022، أن سلطات الاحتلال أقرت المشروع رغم مئات الاعتراضات التي تقدمت بها مؤسسات زراعية وأهالي المنطقة، الذين طالبوا بإلغائه بأغلبية ساحقة.

وأوضح البيان أن المشروع سيفضي، في حال تنفيذه، إلى تدمير جزء مهم من الاقتصاد الزراعي التقليدي المتمثل بزراعة الأشجار المثمرة، وخاصة الكرز والتفاح، فضلًا عن تأثيره على صحة سكان المنطقة، بسبب تعرضهم للضجيج و للموجات تحت الصوتية والوميض الناجم عن المروحيات، وهو ما يسبب اضطرابات سمعية.

مظاهرات ضد الإرهابيين في ريف حلب
استمرار للانتفاضة الشعبية.. مظاهرات مناوئة لهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب.

خرجت مظاهرات مسائية في كل من بلدة ترمانين ومخيمات أطمه ومخيمات تجمع الكرامة شمالي إدلب، وصوران وكفرة بريف حلب الشمالي، ضد هيئة تحرير الشام الإرهابية وزعيمها “الجولاني” وتنديدا بالانتهاكات الفاضحة التي ترتكب بحق المدنيين والعسكريين على حد سواء، من ترويع الآمنين وانتهاك لحرمات المنازل.

وأشار المرصد السوري المعارض، إلى خروج مظاهرات في كل من أطمه وكللي بريف إدلب، والسحارة بريف حلب الغربي، ضد هيئة تحرير الشام الإرهابية وزعيمها “الجولاني”.

وطالب المتظاهرون بالإفراج عن المعتقلين، وإيقاف الاعتقالات بحق النشطاء والمدنيين.

داعش يغتال عنصرا من “قسد” بحلب
محافظة حلب: استهدف مسلحون يرجح تبعيتهم لخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”،الإرهابي بالرصاص المباشر، عنصرا من قوات سوريا الديمقراطية، قرب قرية كابرجا بريف منبج شرقي حلب، مما أدى لمقتله على الفور، فيما لاذ المسلحون بالفرار إلى جهة مجهولة.

وبذلك، يكون المرصد السوري المعارض قد أحصى 83 عملية قامت بها خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابي ضمن مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” الانفصالية منذ مطلع العام 2023، تمت عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات،

ووفقاً للتوثيقات، فقد بلغت حصيلة القتلى جراء العمليات آنفة الذكر 55 قتيلا، هم 10 مدنيين، و 42 من قوات سوريا الديمقراطية الانفصالية ومن قوى الأمن الداخلي وتشكيلات عسكرية أخرى عاملة في مناطق الإدارة الذاتية الانفصالية، وشخص مجهول الهوية، عنصرين من “التنظيم الإرهابي”.