لنأخذ العبر: د. عباس شراقي يكشف الكوارث الصحية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية المترتبة على تدمير “سد كاخوفكا”
د. عباس شراقي
في الوقت الذى تتزايد فيه التحذيرات الدولية من انتشار وباء الكوليرا في مناطق اكتساح المياه بعد انهيار جزء كبير من سد كاخوفكا..وسط تبادل اتهامات روسية أوكرانية حول من السبب، ومع اعتراف زيلنيسكي ببدء الهجوم المضاد، ننشر ملخص دراسة للدكتور عباس شراقي خبير الموارد المائية حول الكارثة وتأثيراتها واستفادتنا منها.
وأنتم تراقبون الصورة المرافقة للتحليل، تظهر لكم الأقمار الصناعية الأضرار من خلال سلسلة صور قبل وبعد تدمير سد كاخوفكا الأوكراني – كما أظهرتها صور Sentinel 2 و Maxar.
ويظهر تأثير التدمير على جسم السد، وغرق المناطق المجاورة بتدفق المياه من مخزون حوالى 18 مليار م3 هي إجمالي سعة السد ، وهى الأكبر في الخزانات الست على نهر دنيبرو ، والذى كان في أعلى مستوى له قبل التفجير ، حيث كانت مياه الخزان تفيض من أعلى ممر المفيض العلوى شمال السد.
أبعاد الكارثة الاقتصادية والصحية والبيئية
وغرق حتى اليوم 600 كم2 (150 أف فدان) من الأراضي في منطقة خيرسون الأوكرانية ومنها مدن OLeshky، و Krinky شبه جزيرة القرم، وسوف يحرم حوالى 7 مليون فدان من مياه هذا السد مما سوف يؤثر على إنتاج المحاصيل خاصة الحبوب، وتدمير البيئة الحيوانية في المنطقة وانتشار الأمراض المائية.
سوف يستمر تدفق المياه لعدة أسابيع لغرق معظم المناطق الجنوبية لنهر دنيبرو التي تسيطر عليها روسيا وجزء من المناطق الشمالية التي يوجد بها الأوكرانيون.
من الذي دمر السد؟
اتهامات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا في من الذى دمر السد.
منطقة السد تقع حاليا تحت السيطرة الروسية وهو الذى يوصل مياه الشرب الى المنطقة الجنوبية من أوكرانيا (خيرسون) وشبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا.
خلال الساعات الماضية غمرت المياه على الأقل 8 قرى بالكامل، ودمرت وحدات الكهرباء بلا عودة مرة أخرى، وتسريب أكثر من 150 طن من زيوت التوربينات، وسوف يستمر فيضان المياه لأيام ، حيث أن كمية المياه المخزنة حوالى 18 مليار متر مكعب.
ويظل السؤال من الذى دمر السد؟
تتهم أوكرانيا روسيا بضرب السد في حين أن روسيا تنفى بشدة الاتهامات بتفجيره وتعتبر التفجير تخريب متعمد من قبل كييف.
تصعيد نووي قادم
ضرب السدود يعادل استخدام القنابل النووية وسوف تعتبر هذه الخطوة نقطة تحول فى الحرب الروسية الاوكرانية، التى بعدها يمكن استخدام نووى أو كيماوي أو ضرب سدود أخرى من أحد الطرفين.
وينبع النهر من الجبال الروسية مرورا ببيلا روسيا وأوكرانيا ويصب في البحر الأسود، كما يوجد 5 سدود كبرى أخرى على هذا النهر داخل أوكرانيا بإجمالي سعات تخزينية 44 مليار متر مكعب تستخدم في إنتاج الكهرباء والزراعة.
تشكل السدود الست تدرج cascade نحو منطقة خيرسون، ويبلغ تصرف نهر دنيبرو السنوي حوالى 53.5 مليار متر مكعب، وتعتمد عليه أوكرانيا كمصدر أساسي لمياه الشرب في منطقة خيرسون وشبه جزيرة القرم.
أدى ضرب السد الى تدفق المياه وفيضان المناطق المحيطة وغرق عشرات القرى خلال ساعات وتدمير وحدات الكهرباء، بالإضافة الى الآثار البيئية المحتملة من تأثير على الغطاء النباتي والحيواني في المنطقة.
كما تسرب حوالى 150 طن من زيت المحركات إلى النهر مما يزيد من الآثار البيئية وخطورة المياه عند استخدامها للشرب.