تحركات حفتر جنوب غرب ليبيا تثير مخاوف من تجدد الحرب الأهلية
متابعة: عبد الرحمن سليمان
استأنفت قوات خليفة حفتر، قائد “الجيش الوطني الليبي”، تحركاتها العسكرية في جنوب غرب ليبيا، مما أثار قلقًا متزايدًا بشأن احتمالات اندلاع صراع واسع النطاق يهدد بعودة ليبيا إلى دوامة الحرب الأهلية. وفي خطوة تعتبر تصعيدية، أعلن حفتر عن إطلاق عملية عسكرية جديدة تستهدف مناطق استراتيجية قرب مدينتي غدامس والشويرف، المرتبطتين بشكل وثيق بالعاصمة طرابلس.
تشير تقارير إعلامية إلى أن حفتر يولي اهتمامًا خاصًا لهذه المناطق لأهميتهما الاستراتيجية. فغدامس، الواقعة في أقصى غرب ليبيا على الحدود مع تونس والجزائر، تضم مطارًا حيويًا يُعتبر عنصرًا لوجستيًا أساسيًا. أما الشويرف، الواقعة على بعد 400 كيلومتر جنوب طرابلس، فإن السيطرة عليها ستُمكن قوات حفتر من قطع جميع طرق الوصول من العاصمة إلى منطقة فزان الجنوبية.
تأتي هذه التحركات في وقت حساس سياسيًا، حيث تشهد ليبيا توترات مستمرة وسط غياب حل سياسي شامل. ويرى محللون أن السيطرة على غدامس والشويرف ستُمكّن حفتر من بسط نفوذه على ممر يمتد من خليج سرت إلى الحدود الغربية، مما يُعزز من قدرته على الضغط على طرابلس ويُقرب قواته من العاصمة، إلى جانب حلفائه مثل قوات الزنتان.
التحركات الأخيرة لقوات حفتر تُعيد إلى الأذهان شبح الحرب الأهلية التي أرهقت ليبيا لسنوات، مع مخاوف متزايدة من أن هذا التصعيد قد يُفضي إلى مواجهات عسكرية جديدة تعيد البلاد إلى حالة الفوضى وعدم الاستقرار.
