محمد رفعت يكتب: متى نصبح مثل بنجلاديش والمغرب؟
شاهدت منذ قليل فيديوهين على قناة اليوتيوب، أصاباني بحالة من القهر والحزن على بلدي.
الفيديو الأول عن الطفرة التي حققتها بنجلاديش في وقت قياسي، حيث تحولت خلال سنوات قليلة من بلد من أكثر بلدان العالم فقرا، إلى واحدة من أكثر الدول نموا في العالم، بفضل سيدة إسمها حسنة تولت رئاسة الجمهورية عام ٩٦ ، واقتصادي عبقري اسمه محمد يونس حصل على جائزة نوبل عن فكرته الجميلة وهي بنك الفقراء.
ما فعلته حسنة أنها رفعت ميزانية التعليم من ١% فقط من موازنة الدولة إلى ٢٠%، أما فكرة بنك الفقراء فاعتمدت على منح ٥٠ مليون مواطن قروضا حسنة بدون فوائد لبدء مشروع شخصي بسيط يتعيشون منه، وخاصة في مجال المنسوجات وصناعة الملابس ، التي أصبحت تحتل بنجلاديش المركز الثاني فيها على مستوى العالم، وبسببها ارتفع متوسط دخل المواطن من ٤٠٠ دولار إلى ٦ الاف دولار خلال ١٠ سنوات فقط!
والمفارقة المؤلمة أنني شاهدت بعدها مباشرة فيديو آخر عن صناعة السيارات في المغرب ، وكيف أنها تحقق لهم دخلا قدره ١١ مليار دولار في السنة أي أعلى من دخل قناة السويس بمليار ونصف المليار دولار تقريبا، رغم أنهم بدأوا مشوار صناعة السيارات بعدنا بأكثر من ٣٠ سنة.
وفي الوقت الذي أصبحوا يبيعون فيه مليون سيارة كل سنة، قمنا نحن بتصفية مصنع سيارات رمسيس في عهد السادات ومصنع سيارات النصر في عهد مبارك، وبدأنا مشروع تصنيع السيارات الكهربائية ثم توقفنا في العهد الحالي!