بايدن أمام الأمم المتحدة للمرة الأخيرة: الذكاء الاصطناعي سيغير طريقة حربنا
افتتحت اليوم الثلاثاء الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السنوية الـ79 بنيويورك، بحضور العديد من الزعماء والملوك ورؤساء الحكومات والدبلوماسيين وألقى الرئيس الأمريكي جو بايدن خطابه الأخير، قبل انتهاء ولايته بعد أقل من 4 أشهر.
وافتتح بايدن خطابه بتعداد النزاعات المستعرة في كل أنحاء العالم، بدءاً من بداية عمله السياسي قبل أكثر من نصف قرن، بما في ذلك حرب فيتنام، مذكّراً بالماضي الدامي لعلاقات الولايات المتحدة مع هذا البلد الآسيوي، وانتقال البلدين إلى المصالحة، ليقول إن «الأمور يمكن أن تتحسّن، يجب ألا ننسى ذلك قط، رأيت ذلك طوال حياتي المهنية»، وحذَّر من أن العالم يواجه مرة أخرى «نقطة تحوّل».
وأضاف: مهمتنا واختبارنا هو التأكد من أن القوى التي تجمعنا سويةً أقوى من تلك التي تفرّقنا، أعتقد حقاً أننا أمام نقطة تحوّل أخرى في تاريخ العالم؛
لأن الخيارات التي نتّخذها اليوم ستحدِّد مستقبلنا لعقود مقبلة.
وقال: بصفتنا قادةً، ليس لدينا ترَف الرد باليأس، على الصعاب التي تواجه العالم، ربما لأن كل ما رأيته وكل ما فعلناه معاً على مدى عقود من الزمان، لديّ أمل وأعلم أن هناك طريقاً للمُضي قُدما.
فشل بوتين وأوكرانيا حرة
وتعهّد بايدن بدعم أوكرانيا حتى النصر، في حربها ضد روسيا التي وقف حلفاؤنا وشركاؤنا في حلف شمال الأطلسي، الناتو، وأكثر من 50 دولة في مواجهتها. ورأى أن الخبر السار هو أن حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فشلت، وكذلك هدفه الأساسي، بعدما شرع في تدمير أوكرانيا، لكن أوكرانيا لا تزال حرة، وبعدما شرع في إضعاف حلف شمال الأطلسي، لكن حلف شمال الأطلسي بات أكبر وأقوى، وأكثر اتحاداً من أي وقت مضى، مع عضوين جديدين؛
فنلندا والسويد، وحذّر من خطر ترامب الذي يسعى إلى ولاية أخرى من خلال الانتخابات التي تُجريها الولايات المتحدة بعد نحو 6 أسابيع.
حل الدولتين مازال ممكنا
وكذلك أسِف بايدن لحصيلة القتلى، والألم الذي يشعر به المدنيون الأبرياء على جانبَي الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة التي تشهد تدميراً لا سابق له، بعد هجوم حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي. وإذ أشار إلى الرهائن الإسرائيليين، قال: ألتقيت ذوي هؤلاء الرهائن، حزنت معهم، إنهم يشعرون بالجحيم، وأضاف أن المدنيين الأبرياء في غزة يمرّون أيضاً بالجحيم، قُتل الآلاف والآلاف، بما في ذلك عمال الإغاثة، تشردت العديد من العائلات، وتكدّست في الخيام، وتواجه وضعاً إنسانياً مزرياً.
وعلّق على جهوده المتعثّرة حتى الآن لوقف النار، قائلاً: الآن هو الوقت المناسب للأطراف لوضع اللمسات الأخيرة على شروطه، وإعادة الرهائن إلى ديارهم، وتأمين الأمن لإسرائيل، وغزة خالية من حماس، وتخفيف المعاناة في غزة، وإنهاء هذه الحرب.
ونبّه إلى أن الحرب الشاملة ليست في مصلحة أحد، لا يزال الحل ممكناً، في الواقع يظل هذا هو الطريق الوحيد للأمن الدائم، والسماح لسكان البلدين (لبنان وإسرائيل) بالعودة إلى ديارهم»، وإذ اعترف بالأزمة الإنسانية في غزة، والعنف الذي يرتكبه المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
ثم أشار إلى الخطة الأميركية لوقف القتال، قائلاً: قدّمت مع قطر ومصر اتفاقاً لوقف النار وإطلاق الرهائن.
وأضاف أن مجلس الأمن أيّدها، والآن هو الوقت المناسب لكي يضع الطرفان اللمسات الأخيرة لشروطها، وإعادة الرهائن إلى منازلهم، وضمان الأمن لإسرائيل وغزة.
وعلى المدى الطويل، تطرّق عن حل الدولتين بحيث تتمتّع إسرائيل بالأمن والسلام… وبحيث يعيش الفلسطينيون في أمن وكرامة وتقرير مصير في دولة خاصة بهم».
دمار السودان
وصف أيضا الحرب الأهلية الدموية في السودان، التي قال إنها أطلقت العنان لواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، داعياً زعماء العالم إلى وقف تسليح طرفَي النزاع؛
القوات المسلحة السودانية، بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة الفريق أول عبد الرحمن دقلو، ووضع حد للحرب في السودان. وقال: على العالم أن يتوقف عن تسليح الجنرالات، ويتحدث بصوت واحد، ويطلب منهم التوقف عن تدمير بلادهم، والتوقف عن منع المساعدات عن الشعب السوداني، وإنهاء هذه الحرب فوراً.
الذكاء الاصطناعي سيغير طرق حربنا
وتطرّق بايدن إلى الأزمات الدولية الأخرى، وجهود إدارته لمكافحة تغيّر المناخ، والقضاء على الجوع في العالم، وتسخير قوة التكنولوجيا، وتوفير اللقاحات الحاسمة لأفريقيا.
وقال: سنتحمّل أيضاً مسؤولية إعداد مواطنينا للمستقبل، سنرى المزيد من التغيير التكنولوجي، كما أزعم، في العامين المقبلين إلى الأعوام الـ10 المقبلة، كما حدث في السنوات الـ50 الماضية، ونبّه إلى أن الذكاء الاصطناعي سيغيّر أساليب حياتنا، وطرق عملنا، وطرق حربنا، ولكن الكثير من ذلك يمكن أن يجعل حياتنا أفضل.
دعوة ترامب للتنازل
وقال إن بعض الأشياء أكثر أهميةً من البقاء في السلطة، في إشارة إلى قراره بالتخلّي عن حملته الديمقراطية لمصلحة نائبة الرئيس كامالا هاريس.
وأضاف: بقدر ما أحب الوظيفة، أحب بلدي أكثر، قرّرت، بعد 50 عاماً من الخدمة العامة، أن الوقت حان لجيل جديد من القيادة لقيادة بلدي إلى الأمام»، وتوسّل إلى زعماء العالم «لوضع شعوبهم فوق طموحاتهم الخاصة، في إشارة إلى ترامب خصوصاً.