اليونان على طريق عدوتها تركيا: إعادة إنتخابات البرلمان.. وحسم رئاسة الوزراء للحالي “ميتسوتاكيس”
متابعة – فريق منتصف اليوم
إقرارا بالهزيمة، هنأ زعيم المعارضة اليونانية، أليكسيس تسيبراس، رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس بفوز حزب الديمقراطية الجديدة في الانتخابات البرلمانية التي أجريت أمس الأحد، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية.
وتقدم حزب “الديمقراطية الجديدة” اليميني بقوة على حزب “سيريزا” اليساري الذي يتزعمه تسيبراس، حسبما أظهرت النتائج التي نشرتها وزارة الداخلية، إذ تجاوزت نسبة المشاركة 60%.
بعد فرز أكثر من 90% من الأصوات، حصل الحزب الحاكم على 40.81% من الأصوات و146 مقعدا في البرلمان المكون من 300 مقعد، مقابل 20.06% من الأصوات لسيريزا و71 مقعدا.
وجاء حزب “باسوك” من يسار الوسط في المرتبة الثالثة بنسبة 11.58% و41 مقعدا، يليه الحزب الشيوعي بنسبة 7.18% و26 مقعدا، وحزب الحل اليوناني اليميني المتطرف بنسبة 4.46% و16 مقعدا.
لا أغلبية مطلقة
ومع عدم وجود أغلبية مطلقة، من المتوقع إعادة التصويت البرلماني في وقت لاحق. ودعا تسيبراس، رئيس الوزراء السابق، ميتسوتاكيس إلى اقتراح 25 يونيو أو 2 يوليو كمواعيد مبدئية للتصويت المقبل.
وفي مفارقة سياسية غريبة، لجأ اليونانيون والأتراك إلى صناديق الاقتراع ليعرفوا من يقودهم لأربعة أعوام مقبلة، حيث بدأ اليونانيون الأحد التصويت في انتخابات تشريعية يمكن أن تفتح مرحلة عدم يقين رغم وعد رئيس الوزراء اليميني المنتهية ولايته كيرياكوس ميتسوتاكيس بجعل البلاد “أقوى” في حال فوزه، وسط انتقادات اقتصادية وحقوقية وسياسية له، وها هى فاز لكنه لم يحصل على الاغلبية البرلمانية، ولذلك ستكون هناك إعادة وفق القانون اليونانى.
عند خروجه من مكتب تصويت في أثينا، أكد الزعيم المحافظ لحزب “الديموقراطية الجديدة” المرشح لولاية ثانية من أربع سنوات أنه يريد جعل اليونان “بلدا أقوى مع دور مهم في أوروبا”.
مستقبلنا
وقال “نصوت من أجل مستقبلنا، من أجل المزيد من الوظائف ووظائف أفضل ولنظام صحي أكثر فاعلية”، وقد رافقه اثنان من أولاده الثلاثة.
في مكتب تصويت في حي شعبي في العاصمة، قال منافسه زعيم “تحالف اليسار الراديكالي-التحالف التقدمي” (سيريزا) أليكسيس تسيبراس إن هذا الاقتراع يشكل “يوم أمل لطي صفحة أربع سنوات صعبة” مع حكومة “متعجرفة لا تهتم بالأكثر عددا”.
استعادة السلطة
يأمل زعيم سيريزا، الذي جسد في 2015 آمال اليسار الراديكالي في أوروبا، في إستعادة السلطة في بلاده بعد ولاية أولى من 2015 إلى 2019 إتسمت بمواجهة مع الاتحاد الأوروبي ثم استسلام خلال مفاوضات عاصفة لإنقاذ اليونان من الركود المالي.
تحالف
وفي مقابلة مع صحيفة “تو فيما” الأحد شدد ميتسوتاكيس على أن “هدفنا هو الحصول على أغلبية مطلقة”.
واعتبر أن أن هذا ضمان للاستقرار مضيفا أن “السؤال الحقيقي هو هل سنتقدم أم نتخلف؟ من سيكون مسؤولاً عن الدولة في مواجهة تركيا مستقبلها غير مؤكد؟”.
اقتراع جديد
وفي حال تعذر تشكيل فريق حكومي كما يتوقع عدد كبير من المحللين، فسيتعين إجراء اقتراع جديد في نهاية يونيو أو بداية يوليو.
والفائز في هذا الاقتراع الثاني سيستفيد حينئذ من مكافأة مقاعد تعطيه غالبية مستقرة.
تزوير
وأوردت وكالة أنباء أثينا أنه تم توقيف خمسة أشخاص في شمال اليونان لمحاولة القيام بتزوير انتخابي. وقالت الشرطة المحلية انها صادرت 197 بطاقة هوية، وجوازات سفر في حقيبة تتضمن 114 مغلفا مغلقا كلها تتضمن بطاقة بنفس الإسم في الداخل، وكذلك مبلغ ستة آلاف يورو.
في آيجاليو الضاحية الغربية لأثينا تأمل المتقاعدة ماريا تومباباكيس (67 عاما) في “تغييرا” لكنها “ليست متفائلة جدًا”. أم يفجينيا (41 عامًا) التي لم تذكر اسم عائلتها فقد قالت إنها واجهت “صعوبة في الاختيار”.
من جهته يأسف ستيليوس لاباس (45 عاما) وهو مربي ماشية في كارديتسا (وسط) لغياب “الشغف” عن حملة اعتبرت بطيئة. وقال “آمل ألا يؤدي هذا إلى نسبة عالية من الإمتناع عن التصويت”.
الإقتصاد
لكن كيرياكوس ميتسوتاكيس وهو نجل رئيس وزراء سابق، وخريج هارفرد لم يكف خلال جولة انتخابية في جزيرة كريت على الحدود التركية عن الإشادة بحصيلة أدائه في مجال الاقتصاد.
تراجع البطالة
وقد أشار إلى تراجع معدل البطالة وتسجيل نمو نسبته حوالى 6 بالمئة العام الماضي وعودة الاستثمارات وطفرة في السياحة وانتعاش الاقتصاد مجددا بعد سنوات من الأزمة الحادة وخطط الإنقاذ الأوروبية.
لكن تراجع القوة الشرائية وصعوبة تغطية النفقات الشهرية للعائلات هما أهم ما يشغل السكان الذين قدموا تضحيات مؤلمة في السنوات العشر الماضية.
ويضطر عدد كبير من اليونانيين للاكتفاء بأجور منخفضة وفقدوا الثقة في الخدمات العامة التي تقلصت إلى حدودها الدنيا بسبب إجراءات لخفض النفقات.
الديون
في الوقت نفسه، ما زالت البلاد تحت دين يشكل 170 بالمئة من إجمالي ناتجها المحلي.
وقالت دورا فاسيلوبولو (41 عاما) التي تقيم في أثينا إن “الحياة صعبة جدا خصوصا للشباب”، معددة “مستوى البطالة المرتفع وغياب الآفاق المهنية والأجور التي تذوب في منتصف الشهر”.
ورأى يورجوس أنتونوبولوس (39 عامًا) الذي يعمل في متجر في سالونيكي ثاني مدينة في البلاد “نسير من سيء إلى أسوأ ونعمل من أجل البقاء فقط”.
كارثة القطار
وأيقظت كارثة القطار التي أودت بحياة 57 شخصًا في نهاية فبراير الغضب المزمن في اليونان منذ الأزمة المالية وأدت إلى تظاهرات ضد الحكومة المحافظة المتهمة بإهمال سلامة شبكة سكك الحديد.
كما يواجه كيرياكوس ميتسوتاكيس قضية تنصت غير قانوني على مكالمات هاتفية لسياسيين وصحفيين.
وأدان البرلمان الأوروبي في مارس “التهديدات الخطيرة لسيادة القانون والحقوق الأساسية” في اليونان على حد قول النائبة الهولندية صوفي إنت فيلد.