fbpx
تقاريرسلايدر

إيجاد نظام دفع بديل.. أبرز نقاط البيان الختامي لقمة مجموعة “بريكس”

قمة قازان أو قمة تجمع “بريكس” انطلقت أعمال القمة بمدينة قازان عاصمة جمهورية تترستان في روسيا، في الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر الجاري، بمشاركة 36 دولة، من بينها 22 دولة ممثلة على مستوى القادة، وبمشاركة قيادات 6 منظمات دولية، وسط تحديات اقتصادية وسياسية دولية هائلة على خلفية الصراعات الجيوسياسية المتصاعدة وخاصة العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية واللبنانية.

قمة بريكس تناقش التخلص من هيمنة أمريكا إقتصاديا

بدأت فعاليات قمة بريكس وسط تطلعات لتعزيز التعاون الاقتصادي بين دول المجموعة بما يحميها من التحديات التي تواجهها وسط انفتاح على زيادة عدد دول التكتل، كانت تضم مجموعة “بريكس” البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، إلى جانب الدول التي انضمت حديثًا للمجموعة، وتشمل مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات وإيران وإثيوبيا، زاد عدد الأعضاء إلى 10 خلال العام الحالي.

وتركز القمة على قضايا الأمن الغذائي والطاقة، مع إيلاء اهتمام خاص للشرق الأوسط، وسيكون العنوان الرئيسي للاجتماع: “بريكس” والجنوب العالمي لبناء عالم أفضل بشكل مشترك.

وتتصدر فعاليات القمة فكرة التخلص من الدولار في المعاملات البينية بين دول التكتل أجندة الفعاليات لا سيما مع تزايد العقوبات الأميركية على روسيا منذ بدء الحرب في أوكرانيا والتي كان أحد أعمدتها سيطرة الولايات المتحدة على أنظمة الدفع وتحويل الأموال عالميا لا سيما وأنها المصدر لعملة الدولار المستخدمة في التجارة العالمية وأغلب الاحتياطيات النقدية للدول كذلك.

يأتي هذا في وقت تزيد فيه طلبات انضمام بلدان جديدة لعضوية بريكس، وهي إحدى النقاط التي تمت مناقشتها خلال القمة.

وتولي القمة اهتمامًا خاصًا لقضايا توسيع التسويات المتبادلة بالعملات الوطنية، وإنشاء فئة جديدة هي فئة “الدول الشريكة” في رابطة “بريكس”.

ترأس وفد مصر في الاجتماعات التحضيرية السفير راجي الإتربي مساعد وزير الخارجية للعلاقات الاقتصادية الدولية والممثل الشخصي للرئيس السيسي لدى “بريكس” ومجموعة “العشرين”.

تعتبر قمة تجمع بريكس تاريخية حيث لإنها المرة الأولى التي تشارك فيها مصر عضوًّا كاملًا بعد انضمامها رسميًّا منذ بداية العام الجاري ضمن عدد محدود من الاقتصادات الصاعدة.

منصة مدفوعات رقمية

تطرقت القمة في اجتماعات جانبية إلى مناقشة إنشاء منصة مدفوعات رقمية لمجموعة بريكس تعرف باسم بريكس بريدج، كما ناقشت قبول أعضاء جدد للمجموعة، وذلك بعد أن تقدمت أكثر من 30 دولة إما للانضمام إلى تكتل بريكس أو التعاون معها.

بريكس بريدج مقترح روسي سواء بإنشاء منصة مدفوعات أو إنشاء مراكز لتداول الحبوب والسلع الاستراتيجية، يأتي وسط مناخ اقتصادي عالمي معقد للغاية، خاصة مع اقتراح روسي لإجراء تعديلات على نظام المدفوعات عبر الحدود بين مجموعة دول “بريكس” بهدف تجاوز النظام المالي العالمي، إذ تسعى البلاد لحماية اقتصادها من العقوبات القاسية المفروضة عليها.

تناول البيان الختامي المؤلف من 43 صفحة لقمة مجموعة “بريكس”، المنعقدة حالياً في مدينة قازان الروسية، عدداً من الملفات الاقتصادية والسياسية، من بينها إيجاد نظام دفع بديل للمعاملات بين بلدان المجموعة، فضلاً عن الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان.

تمثل مجموعة بريكس 45 % من سكان العالم، و35 % من الاقتصاد العالمي.

وأشار البيان الختامي إلى أنه لم يتحقق تقدم يذكر فيما يتصل بنظام دفع بديل يأمل بعض الأعضاء أن يستطيع تمويل المعاملات بين بلدان مجموعة بريكس ولم يتم ذكر الدولار.

أبرز ما جاء في البيان:

“اتفقنا على مناقشة ودراسة جدوى لإقامة بنية تحتية مستقلة للتسوية والإيداع عبر الحدود، تسمى بريكس كلير، وهي مبادرة تستكمل البنية التحتية الحالية للسوق المالية، فضلاً عن قدرة إعادة التأمين المستقلة في مجموعة بريكس”.

وأضاف: “نكلف وزراء ماليتنا ومحافظي البنوك المركزية، بحسب الحالة، بمواصلة النظر في قضية العملات المحلية وأدوات الدفع والمنصات وتقديم تقرير لنا بحلول الرئاسة المقبلة”.

حرب إسرائيل على غزة ولبنان

“دول المجموعة تدين بشدة استهداف إسرائيل للعمليات الإنسانية ومراكز توزيع المساعدات في غزة”.

وأضاف: “دول المجموعة تعتبر تفجيرات أجهزة البيجر في لبنان خرقاً للتشريعات الدولية”، مديناً في الوقت ذاته مقتل المدنيين اللبنانيين بنيران الجيش الإسرائيلي في لبنان.

وأدانت دول المجموعة استهداف إسرائيل للمباني الدبلوماسية الإيرانية في دمشق.

وخلال اجتماع على مستوى قادة دول المجموعة، قال الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إن الوضع الإنساني يتدهور في قطاع غزة، مؤكداً أهمية التوصل إلى “وقف فوري لإطلاق النار والقتل في غزة”.

وجددت المجموعة دعمها للعضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، في سياق الالتزام الثابت برؤية حل الدولتين على أساس القانون الدولي، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.

أهداف تجمع “بريكس”

تأسست مجموعة بريكس في عام 2006 من قبل البرازيل وروسيا والهند والصين، وانضمت إليها جنوب إفريقيا في عام 2011.

وفي الأول من يناير 2024، أصبحت مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات أعضاء، وكانت قمة قازان هي الأولى التي يحضرها الأعضاء الجدد.
وتسعى مجموعة “بريكس” من أجل تحقيق أهداف عدة منها:

– زيادة المشاركة والتعاون مع البلدان غير الأعضاء في المجموعة.

– تفعيل وتبادل العملات المحلية بين دول المجموعة.

– تحقيق التوازن الدولي والخروج من سيطرة الغرب الاقتصادية.

– الحفاظ على استقرار النظم التجارية متعددة الأطراف بالتعاون مع المجتمع الدولي.

إعلان قازان “تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين”

أكدت بلدان تجمع “بريكس”، في إعلان قازان لدول المجموعة، اليوم الأربعاء، مجددًا التزامها بالتعددية وبالحفاظ على الدور المركزي للأمم المتحدة في النظام الدولي.

وتم نشر “إعلان قازان لدول بريكس” تحت عنوان “تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين” على موقع الكرملين الإلكتروني.

كما جاء في وثيقة الإعلان: “نشعر بقلق بالغ إزاء الصراعات المستمرة وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

كما أعرب زعماء دول “بريكس” عن قلقهم إزاء الوضع في جنوب لبنان، حيث ذكر في الإعلان النهائي: “نعرب عن قلقنا إزاء الوضع في جنوب لبنان، كما ندين وبشدة مقتل المدنيين والأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية المدنية نتيجة للهجمات الإسرائيلية على المناطق السكنية في لبنان، وندعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية”.

وشدد زعماء دول “بريكس” على ضرورة الحفاظ على سيادة لبنان وسلامة أراضيه و”تهيئة الظروف لحل سياسي دبلوماسي من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، مع التشديد على أهمية الامتثال الصارم لقراري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 (2006) و2749 (2024).

وأضاف قادة قمة قازان: ” كما ندين بشدة الهجمات على موظفي الأمم المتحدة والتهديدات لأمنهم وندعو إسرائيل إلى الوقف الفوري لمثل هذه الأعمال وفي هذا الصدد، نرحب بالجهود المستمرة التي تبذلها كل من جمهورية مصر العربية ودولة قطر، والجهود الإقليمية والدولية الأخرى الرامية إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتسريع إمدادات المساعدات الإنسانية وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة”.

بالإضافة إلى ذلك، دعا الدول الأعضاء إسرائيل إلى الامتثال للقانون الدولي، كما أعربوا أيضًا عن قلقهم من أن المزيد من التصعيد في قطاع غزة محفوف بزيادة التوتر والتطرف وعواقب ضارة للغاية على المستويين الإقليمي والعالمي.

دعم قبول فلسطين عضوًا بالأمم المتحدة

كما جددت مجموعة “بريكس” من جديد دعمها لقبول دولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة، في سياق الالتزام الثابت بحل الدولتين على أساس القانون الدولي، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والجمعية العامة للأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية، والتي ينص على إنشاء دولة فلسطين مستقلة وكاملة السيادة، وفقًا للحدود المعترف بها دوليًا اعتبارًا من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنبًا إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل.

وجاء في نص وثيقة الإعلان النهائي للقمة: “ندعو جميع الأطراف المعنية إلى ضبط النفس وتجنب الإجراءات التصعيدية والتصريحات الاستفزازية، كما نذكر بالتدابير المؤقتة التي اتخذتها محكمة العدل الدولية في الإجراءات التي بدأتها دولة جنوب إفريقيا ضد إسرائيل”.

نظام عالمي أكثر عدلًا

وقالت وثيقة إعلان قازان: “نؤكد ظهور مراكز جديدة للقوى وصنع القرار السياسي وللنمو الاقتصادي، وهو ما يساعد في وضع الأسس لنظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر عدلًا وديمقراطية وتوازنًا”.

وأكد الإعلان، أن “التعددية القطبية الاقتصادية يمكن أن تسمح للبلدان النامية وبلدان الأسواق الناشئة بتوسيع فتح إمكاناتها البناءة وضمان اقتصادي للجميع والتعاون الشامل والعادل والمنصف والمفيد”.

وأضافت الوثيقة: “ومع الأخذ في الاعتبار ضرورة تكييف الهيكل الحديث للعلاقات الدولية بشكل أفضل مع الحقائق الجديدة، فإننا نؤكد من جديد التزامنا بالتعددية واحترام القانون الدولي، بما في ذلك الأهداف والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، كعنصر أساسي لا يتجزأ منها، والحفاظ على الدور المركزي للأمم المتحدة في النظام الدولي الذي تتعاون فيه الدول ذات السيادة لصالح الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، مع تعزيز التنمية المستدامة وتعزيز وحماية الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع والتعاون على أساس التضامن والاحترام المتبادل والعدالة والمساواة”.

وشدد قادة دول “بريكس”، على “الحاجة إلى ضمان التمثيل الجغرافي العادل والشامل في الوقت المناسب في الأمانة العامة للأمم المتحدة وفي المنظمات الدولية الأخرى”.

بريكس والقرارات أحادية الجانب

كما أكدت دول “بريكس”، خلال إعلان قازان، معارضتها للقرارات  الأحادية الجانب التي تم اتخاذها بذريعة مكافحة تغير المناخ.

وقالت الوثيقة: “نحن نعارض القرارات الأحادية المفروضة بحجة مكافحة تغير المناخ وحماية البيئة، ونؤكد من جديد التزامنا بتعزيز التنسيق بشأن هذه القضايا”.

أسلحة الفضاء وضمان الأمن العالمي

وقالت الوثيقة: “نؤكد من جديد دعمنا لضمان النشاط المستقر في الفضاء على المدى الطويل ومنع سباق التسلح في الفضاء الخارجي ومنع نشر الأسلحة في الفضاء، بما في ذلك من خلال المفاوضات بشأن اعتماد صك قانوني مناسب متعدد الأطراف لتحقيق الأمن العالمي”.

ودعا زعماء دول المجموعة كذلك، في الإعلان المذكور أعلاه، إلى تعزيز نظام منع الانتشار ونظام نزع السلاح، مع التأكيد على دورهما في الحفاظ على الاستقرار العالمي.

وجاء في الإعلان: “ندعو إلى تعزيز نظام منع الانتشار ونزع السلاح، مع الاعتراف بدوره في الحفاظ على الاستقرار العالمي والسلم والأمن الدوليين”.

إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية

أكدت دول “بريكس”، على الأهمية الحاسمة للجهود الرامية إلى تسريع تنفيذ القرارات المتعلقة بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك المؤتمر الذي عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى