لماذا الآن؟ الإعلام العسكري الإسرائيلي ينشر صور أقماره التجسسية لما يدعى أنها قاعدة صواريخ قريبة من القاهرة
تحليل معلوماتي: إسلام كمال
لأول مرة منذ فترة طويلة ينشر الإعلام العسكري الرسمي الإسرائيلي صور أقمار صناعية لمواقع عسكرية مصرية شبة سرية..وتحلل أبعادها المعلوماتية، في أجواء سلبية، وصلت إلى إتهام مصر بأنها السبب في التهديد النووي الإيراني الذى يطارد إسرائيل الآن، بل القول بإنه ليس هناك ميزانية عسكرية ضخمة للتعامل مع مصر على إنها عدو، ولمن يريد رابط المادة الإسرائيلية، فهو في نهاية تحليلنا.
نشرت إسرائيل لأول مرة هذه الصور المرفقة بالتحليل المعلوماتي من أقمارها الصناعية، وزعمت إنها تكشف عن قاعدة صواريخ مصرية من طراز “سكود” بعيدة المدى على بعد 12 كم من العاصمة المصرية القاهرة.
المصدر الإسرائيلي الناشر للصور والتحليل، هو، مجلة “يسرائيل ديفينس” العسكرية الإسرائيلية، من خلال تقرير لكاتبها المتخصص، “عامى روحقس دومڤا”.
وعلقت المجلة العسكرية الإسرائيلية، على هذا الإجراء المفاجئ، بقولها إن مصر تعتبر في اتفاقية سلام مع إسرائيل منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي، لكن بالرغم من ذلك تتسلح بأحدث الأسلحة وتمتلك صواريخ ومعدات حربية متطورة للغاية، إلى جانب تجهيز جيشها بأساطيل من السفن والغواصات والمركبات القتالية فائقة التطور والقدرات النارية الهائلة.
وأضافت المجلة العبرية العسكرية أن مصر تمتلك أيضًا صواريخ متطورة بعيدة المدى، حيث أنها الدولة الأولى في الشرق الأوسط التي أطلقت عددًا من صواريخ “سكود” على مدن إسرائيلية خلال حرب “يوم الغفران” – التسمية الإسرائيلية لحرب السادس من أكتوبر عام 1973 – كما أن روح جنودها المعنوية كبيرة للغاية ويحركهم كراهية إسرائيل، وفق قولها في إيماءة منتظرة وغير مستغربة لحادث العوجة الحدودي، وبالطبع هذا الإجراء، من مسبباته كونه رد فعل حيال حادث المجند محمد صلاح إبراهيم الدسوقي.
وفي محاولة للوقيعة مع القوى الدولية، روجت إسرائيل إلى أن مصر كانت قد باعت صواريخ سكود إلى كوريا الشمالية، في خطوة أسست صناعة الصواريخ المزدهرة في كوريا الشمالية حتى يومنا هذا، ثم قامت كوريا الشمالية ببيع الصواريخ المصرية المتطورة لإيران ، والتي أسست طهران على أسساها برنامجها الصاروخي المتطور.
وأفادت مجلة “يسرائيل ديفينس” الإسرائيلية ، إنه يمكن القول إن مصر، بشكل غير مباشر، مسؤولة عن التهديد الصاروخي الموجه حاليًا ضد المدن الإسرائيلية من قبل طهران.. وهذه قولة في غاية الخطورة، لا يمكن تمريرها بسهولة.
وأضافت: “في إسرائيل، يتم إسكات موضوع الصواريخ المصرية بشكل متعمد ، حتى لا يخوض فيه الرأي العام الإسرائيلي، بحجة أن مصر دولة مسالمة وداعمة لإسرائيل، وتتعاون معها في الحفاظ على حدود هادئة نسبيًا (باستثناء الحالات النادرة مثل الحادث الأخير من جانب الجندي المصري محمد صلاح الذي قتل 3 إسرائيليين مؤخرا على الحدود) وليس للحكومة مصلحة في تقديم مصر كعدو محتمل، كما لا توجد بالفعل ميزانية عسكرية لذلك أيضًا”.
تصوروا، هذه الأبعاد الحقيقية لعدم التعامل الإسرائيلي مع مصر، على إنها عدو، فقط لأنه لا يوجد ميزانية عسكرية، فماذا لو وجدت، ماءا سيحدث وقتها؟!، ولماذا لا توجد، هل إسرائيل فقيرة لهذا الحد؟.
وذكرت المجلة الناطقة باسم الجيش الإسرائيلي إن هناك انشغالا بمسألة أين تخفي مصر صواريخها؟، مضيفة أن معهد أبحاث iiss الإسرائيلي نشر مؤخرا صور الأقمار الصناعية التي التقطت في يوليو 2022 وأبريل 2023 الماضي، ” أي إنها قبل الحادث الحدودي” .. تكشف عن قاعدة صواريخ سكود المصرية، على بعد حوالي 12 كم جنوب شرق وسط القاهرة.
وأضافت المجلة العسكرية الإسرائيلية: “بينما تظل قوة الصواريخ الباليستية المصرية سرية، تظهر صور الأقمار الصناعية الأخيرة أنه على الرغم من عمرها، فإن نظام R-300 Elbrus أو RS-SS-1C Scud B قصير المدى لا يزال قيد التشغيل”.
وأوضحت المجلة العسكرية الإسرائيلية أن تحليل صور الأقمار الصناعية اعتبارًا من أبريل 2023 يُظهر ما يُعد شبه مؤكد قاعدة صواريخ سكود مصرية على حافة القاهرة.
وطرحت المجلة الإسرائيلية سؤالا يثير قلق الأوساط العسكرية الإسرائيلية ، وهو هل اشترت صواريخ Nodong من كوريا الشمالية؟، وهي الصواريخ التي من المفترض أن تصل إلى مدى 1250 كم، مشيرة إلى أن أي شخص يضع إبرة “برجل” في وسط القاهرة (الموقع الأساسي للصواريخ) وقام برسم دائرة نصف قطرها 1250 كم، فسيجد أن صواريخ مصر هذه يقع مداها في كل شبر من إسرائيل.
وعن عدد صواريخ سكود التي تمتلكها مصر؟، قالت “يسرائيل ديفينس” إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية رجحت أنها عشرات الصواريخ. ومع ذلك، فإن الترسانة الحالية وحجمها وجودتها لا تزال غير معروفة لعامة الناس، متمنية أن يكون النظام الأمني في إسرائيل لديه أجوبة على هذه الأسئلة.