قبل سرد أي حديث، أو الخوض في تجارب وتفاصيل، هناك إعتراف لابد أن نحدث به أنفسنا بمنتهى اليقين والصدق، وأن حقيقة حدوثه حاليا، على كل المستويات الاجتماعية؛
آلا وهو: نقص الوعي والهوية وزيادة المشاكل النفسية لدى العديد من الأسر المصرية.
ودعوني ألقبه بفيروس الانتحار القومي، والذي يصيب كل الأعمار أحفادا أو ابناء أو أولياء أمور أو حتى اجداداً.
مع بحثي وقراءتي لم أجد نسبة أو عددا أورقم واضح او حتى تقريبي لنسبة انتشار ذلك الفيروس في المجتمع، ولكن الشواهد في الشارع المصري أو حتى على منصات وسائل التواصل الاجتماعي للأسف تقول أن النسبة في ازدياد وأن هناك من ينظم الخطط ويبدع فيها لانتشار الفيروس بجميع الأوساط والمراحل المجتمعية فقراء كانوا أو حتى فاحشي الثراء، بل أني أيقن أن هناك من يقاوم أي فكرة لانتشار الدواء أو حتى مقاومة الفيروس.
ياسادة نحن أمام داء دواءه معروف ومدروس ومعتمد داخليا ودوليا، فقط ينقصه طريقة اعطاءه للمصاب والجرعة المناسبة له.
“تدمير الهوية”
أتحدث عن مواطنين مصريين لا يعلمون أقل القليل عن هويتهم وتاريخهم وقوة حضارتهم التي مازالت إلى الآن تبهر كل من يتعرف عليها، لا يعلم حتى معنى كلمة مصريين ولماذا وكيف صنعوا قوة جبارة من الحضارة، إلى الآن لم يستطع أي عالم التوصل لكيفية صناعتها؛
هل أنت متخيل ايها المواطن المصري أنك حفيد لهؤلاء الأجداد الراحلون منذ أكثر من 7 آلاف عام وإلى الآن وبرغم كل التقدم العلمي والمعرفي والتكنولوجي والذكاء الاصطناعي، جميعهم فشلوا تماما في كيفية بناء تلك الحضارة ولم يعرفوا من أسراراها إلا أقل القليل.
فكيف لهؤلاء أن تصيبهم الثقة بأنفسهم، أو أن يكونوا على قدر ولو ضئيل من المعرفة والقوة الذاتية نتيجة قرائتهم وفهمهم لمن ننتمي ومن نكون نحن المصريون.
“الترندات المهينة”
خطة دقيقة وشديدة التنظيم لإلهاء الأسرة وزرع توافه الأمور في أفكارهم وزعزعة معتقداتهم، وخرق عقولهم بتشويه كل ماهو جميل وإيجابي وحقيقي حتى لو أنك تراه أمام عينك، فلقد تمكن الفيروس من تشوية الرؤية بشكل كامل.
“تشويه الأديان”
محاولات لا تتوقف عن خلخلة ثوابت الدين وتحريف أساسياته والتخبط في فهمه من خلال المناطحة والآراء المتضاربة، وضرب كل من هو عاقل ومستنير وتشويهه للإبتعاد عن الاستماع عنه.
“الجنس والإباحية”
اللعب في جينات الجنس البشري واختلاق جنس ثالث ترفضه كل الأديان، والقضاء على الخجل ونشر الإباحية كنوع من التفاخر والشياكة، ونشر المحتوى اللا أخلاقي ببطء شديد شديد، لكي يعطي مفعولا أقوى وأكثر تأثيرا وعلى مدى أطول من الزمن وخصوصا في الأجيال الصغيرة، وانتهاك لحرمة الأسرة بين أفرادها وخلق أسلوب لتفكيكها عن طريق علاقات جنسية حيوانية وغير حيوانية.
“وئد الأخلاق والقيم”
انتشار الناجحين والمؤثرين الخاليين تماما من أي قيم أو أخلاق أو مبادئ أو أعراف، واللعب في معتقد أن الأخلاق ليست مناسبة لهذا الزمان، وأن هؤلاء هم القدوة الحقيقية، وأن الضمير يجب ان يتم وئده تماما.
“الإرهاب”
المحاولة التي بفضل من الله انتصرنا فيها بامتياز، فكان هدفهم انتشار الإرهاب وزعزعة الأمن والتخويف الدائم، وتمكنا من القضاء على الارهاب، وأقول بامتياز لكن لم نصب العلامة الكاملة 100% بل أظن أن نجاحنا في ذلك يقف عند نسبة 91% ولو لم ننتبه ونحافظ جيدا على هذا النجاح المبهر فلقدر الله ستتراجع النسبة، وأنا على يقين أن هناك إرادة كاملة وشاملة للوصول دائما لنسبة الـ 100%.
“اختراق إلكتروني”
اختراق إلكتروني واسع المجال يعرض كل الأجيال لخطر مميت بالمعنى الحرفي للكلمة من الحفيد إلى الجد، سواء عن طريق الألعاب الإلكترونية التي لا يراقبها أولياء الأمور والمتخصصون جيدا، أو عن طريق بعض التطبيقات الأخرى أو حتى وسائل التواصل التي تنتهك خصوصية المواطن المصري وتجعله عاريا تماما في عالم الديجتال والفضاء الإلكتروني مما يسهل إختراقه وإغتياله نفسيا ومعنويا في أي وقت بمنتهى السهولة، من فرط كمية المعلومات التي يضعها بيده على محتوى عام يراه كل خبيث ومتآمر لقتل الأسرة المصرية بأي وسيلة.
تخيل لو أن كل هذه العوامل والحروب التي نخوضها؛
الأسرة المصرية على علم بها، وعلى معرفة تامة بكيفية محاربتها، وأدوات تفنيدها.
والأهم ماذا لو امتلكت الأسرة المصرية كل وسائل الدفاع الحديثة والمتطورة ، ومعها أقوى نظم الهجوم كجيش مجتمعي يعرف جيدا كيف يهاجم خصومه وأعداء أحفاده وأولادوه ويلقنهم درسا لن ينسوه.
لو أن الأسرة المصرية أمتلكت من الوعي والمعرفة والمعلومات وتفنيد نقاط ضعف العدو، وماهو فيروس الانتحار القومي والذي تحدث عن الرئيس السيسي سابقا وحذر منه، وعلم كل مواطن دواءه من جرعة مناسبة وطريقة تحميه من الإصابة؛
ستكون الأسرة المصرية هي الحصن الثاني الأقوى بعد الجيش المصري، ليست في المنطقة فحسب، بل ستكون من أقوى جيوش العالم المجتمعي؛
هذا الهدف يا سادة هدفٌ قومي، لا مناص منه ولا مجادلة، إنه الهدف الاعظم للفترة القادمة، لمصر والمصريين.