fbpx
تقارير

أبرتاهيد في چنين: دمروا بيوت اللاجئين.. وقصفوا المستشفيات وحاصروا الإسعاف وقتلوا الأطفال وذوي الهمم وحتى الحيوانات.. وقطعوا المياه والكهرباء ونزعوا الأسفلت

تحليل إخبارى: إسلام كمال ووكالات

4 يوليو 2023، ذكرى ما يسمى بيوم الاستقلال الأمريكى، هو بحق يوم جديد للإرهاب والظلم الأمريكى، بالدعم الكامل الذى أعلنت عنه واشنطن للكيان الصهيونى الإرهابي، والذى طرد الفلسطينيين العزل من مخيم اللاجئين، أى إنه جعلهم لاجئين مرة ثانية، وهم لاجئين من الأساس.

عملية، ما يسمونها بالبيت والحديقة، في إيماءة إلى إنهم يطهرون چنين القريبة من استهدافات إسرائيلية، ترتكب فيها إسرائيل كل أنواع جرائم الحرب، وسط سكوت دولى تام، بل ودعم مستفز من الأمريكان، رغم التوتر المعلن بين نتنياهو وبايدن، لدرجة إنه لا يريد استقباله في البيت الأبيض على خلفية مذبحة القضاء الإسرائيلي، والتى تمس الديمقراطية الإسرائيلية.

أى إنهم يهتمون بهذه القيم المروج لها، ولا يهمهم الدم الفلسطيني الرخيص.

أبرتاهيد جديد

مشاهد الأبرتاهيد عادت من جديد، مع إجلاء حوالى 3 الآف فلسطينى من مخيم چنين مع هدم منزلهم، والمساجد دعت الأهالى لتوفير البيوت للنازحين، في مشهد غير إنسانى بالمرة لم يحرك أحد حول العالم.

الحكومة الفاشية

العملية العسكرية الإسرائيلية المفاجئة، التى تدخل يومها الثانى، وسط توقعات بامتدادها لليوم فقط، رغم تشككى من ذلك، كشفت بالفعل مرة أخرى الوجه القذر لنتنياهو وحكومته الفاشية، فالقوات الجوية والبرية والمدرعات والجرافات الذين يشاركون في هذه العملية المجرمة، يضربون النيران على المستشفيات يمنعون سيارات الإسعاف من إنقاذ الجرحى والشهداء بعد الغارات الجوية والقصف والقذف على المدنيين، بل ودمرت المساجد بحجة تحصن المقاومين بها، ولم ترحم النساء والشيوخ والأطفال وذوى الهمم وحتى الحيوانات ..

دمروا كل أشكال الحياة

وقطعت كل أشكال الحياة عن چنين، التى يسمونها “غزة الجديدة”، قطعوا الكهرباء وكسروا مواسير المياه بالجرافات، ومنعوا المحليات من إصلاحها، وجرفوا أسفلت الشوارع بحجة البحث عن عبوات ناسفة كالتى فجرت مدرعاتهم “فهد” منذ أسبوعين، في مشهد فضحهم أمام العالم.

تصوروا حياة في هذه الأجواء المدمرة، وفي النهاية يقولون إنهم لم يحققوا كل أهدافهم، ويروجون لصور ما أسموه بمعامل وورش لصناعة الأسلحة والمتفجرات، لتبرير جرائمهم، وكأن هناك أحد يراجعهم، وكانوا يستهدفون الطواقم الإعلامية حتى لا يتمكنون من تغطية جرائمهم، وكأنهم لازالوا يخشون شيئا.

سكوت المجتمع الدولى

عن نفسي، صدمت من رد الفعل الأوروبي، لكنى توقعت رد الفعل العربي، لم يتحرك كالعادة إلا مصر، التى وصلت بتهديداتها حتى وقف الاتصالات مع تل أبيب، ووقف دور الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وجاءت بعدها الأردن والجامعة العربية، بمواقف ليست على قدر الحدث بالمرة، ولا/ولم نتوقع أى شئ مختلف من إجتماع المندوبين بالجامعة العربية.

أسقطت هذه العملية الكثير من الأقنعة، منها الأوربيين، والمجتمع الدولى بشكل عام، وكأن إسرائيل استعدت لها دبلوماسيا بشكل سري جيد جدا، وهذا واضح في الموقف الأمريكي، وحتى الإبراهيمى، لكن كان صادما موقف السلطة الفلسطينية، التى أرى أنها كتبت نهايتها بيدها، بهذا الموقف الخنوع والمائع.

أين فصائل المقاومة ومصير السلطة

بل وأيضا فصائل المقاومة، لا يختلف موقفها عن السلطة، لدرجة إن حماس وزعت صور لعناصرها يشاركون في المقاومة في جنين وفق قولهم، وتفرغ قياداتها للتصريحات الدعائية، من نوعية الدعوة العلنية لأسر جندى إسرائيلى لقلب الطاولة على إسرائيل.

ولم تطلق قذيفة من القطاع، دعما للمقاومين وأهالى چنين، رغم توقع الإسرائيليين، حتى أنهم وزعوا بطاريات القبة الحديدية نحو القدس المحتلة، لكن اكتفت الفصائل بالتهديد فقط، وركزت السلطة على المجتمع الدولى غير الموجود أساسا، الذى تطلب حمايته.

الشهداء والجرحى والمعتقلون

ورغم كل هذه الأجواء المستحيل المقاومة فيها ضد كل هذه الأسلحة والعتاد والإمكانات، والتى حصدت 10 شهداء و100 جريح، تمكن المقاومون من إصابة عدد من الجنود الإسرائيليين باستهداف الجرافات والعربات بالعبوات الناسفة وتبادل إطلاق النار، وإسقاط 3 مسيرات، والتشويش على الاستطلاع الإسرائيلي بنيران الإطارات المشتعلة، لكنها فقط عطلت تنفيذ العملية الإسرائيلية لكنها لم تمنعها، وسط كل أشكال الموت والدمار، والتى اكتملت باعتقال حوالى 120 فلسطينيا.

المرحلة الثانية

وإنطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي في المرحلة الثانية من العملية العسكرية التي بدأها في جنين في وقت مبكر، أمس الإثنين، بمشاركة ألف جندى إضافي.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد قالت إن قوات من النخبة في الجيش تشارك في الهجوم على مدينة جنين ومخيمها.

طرد 3 آلاف لاجئ قديم ليكون لاجئ جديد.

وصرح نائب محافظ جنين كمال أبو الرب لوكالة الصحافة الفرنسية بأن “نحو ثلاثة آلاف شخص طردوا من بيوتهم في المخيم حتى الآن”، مضيفاً أنه يجري اتخاذ الترتيبات لإيوائهم في مدارس وملاجئ أخرى في مدينة جنين.

وقال إن نحو 18 ألف فلسطيني يقيمون في المخيم. وأكدت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) جولييت توما أن سكاناً غادروا المخيم.

الأوسع منذ 21 عاماً

وقتل الجيش الإسرائيلي، أمس الإثنين، 10 فلسطينيين، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، تسعة منهم في مخيم جنين، حيث ينفذ عملية هي الأوسع منذ نحو 21 عاماً، وتخللها قصف جوي بطائرات مسيرة.

وتشن إسرائيل العملية الواسعة التي أعلنت عنها في وقت مبكر، الإثنين، بعد أسبوعين من عملية كبيرة أخرى استهدفت مخيم جنين وتخللها قصف بالطيران المروحي للمرة الأولى منذ سنوات.

وبينت هويات القتلى التسعة في مخيم جنين أن ثلاثة منهم لا تتعدى أعمارهم 17 سنة، والبقية ما بين 18 و23 سنة، من ضمنهم قتيل في مدينة البيرة أصيب خلال تظاهرة تضامناً مع جنين.

نتنياهو يهرب من المحتجين إلى چنين

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان “قواتنا دخلت عش الإرهابيين في جنين. وهي تدمر مراكز القيادة وتصادر كمية كبيرة من الأسلحة”، وهو بذلك يثبت دهاءه من جديد، حيث هرب من المحتجين الذين يواصلون المظاهرات ضدها للأسبوع ال٢٨، حتى أن المعارضة دعمته في عملية جنين، وقالت إنها أعدت إليها وقتما كانت في الحكم .

بدوره، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إن القوات الإسرائيلية تضرب “بقوة كبيرة” منطقة جنين.

مسرح للمواجهات

وصارت مدينة جنين ومخيم اللاجئين المجاور لها مسرحاً للمواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي كثفت في الأشهر الماضية عملياتها في شمال الضفة الغربية مع تزايد العمليات المسلحة التي تستهدف إسرائيليين ومعها هجمات يشنها مستوطنون على فلسطينيين وأملاكهم ومزروعاتهم.

وقال مدير جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين محمود السعدي إن الهجوم الإسرائيلي يتم من الجو والبر.

وأضاف “قصفت منازل ومواقع عدة. الدخان يتصاعد من كل مكان”.

الماحدث العسكرية يتفاخر بضرب المدنيين من الجو

وبدأ الجيش الإسرائيلي منذ فجر الإثنين بقصف أهداف في مخيم جنين. وقال المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت للصحفيين “نعمل ضد أهداف محددة”، معتبراً أن “الضربات الجوية في قلب المخيم فاجأت” المسلحين الفلسطينيين.

وقال الناطق العسكري “نحن نركز على البنية التحتية داخل المخيم، (العملية) يمكن أن تستمر ساعات، ويمكن أياماً. بمجرد أن نحقق ما نحتاج إلى تحقيقه، سنخرج من هناك”.

كتيبة چنين

وذكر الجيش في وقت سابق أن قواته قصفت “مركز عمليات مشتركة” يشكل مركز قيادة “كتيبة جنين” التي كان شبان من انتماءات مختلفة أعلنوا تشكيلها في 2021 بهدف “مقاومة الاحتلال”.

وقال إن العملية استهدفت موقعاً “للمراقبة والاستطلاع”، فضلاً عن منشأة لتخزين الأسلحة ومخبأ لمن زعم أنهم مسلحون نفذوا هجمات على أهداف إسرائيلية خلال الأشهر الأخيرة. وذكر بيان للجيش أن “جندياً أصيب بجروح طفيفة بشظايا قنبلة يدوية للجيش الإسرائيلي خلال عملية جنين وتم نقله إلى المستشفى”، أى أن قوات النخبة الإسرائيلية لم تسيطر على الموقف رغم كل هذه الاستعدادات فضربوا بعضهم بالقنابل.

مشاركة “عرين الأسود”

وقالت كتائب القسام التابعة لحركة “حماس” في مخيم جنين في بيان إن مجموعة عناصرها من جميع الفصائل الفلسطينية تواجه الجيش الإسرائيلي في “أزقة مخيم جنين محدثين فيهم الإصابات المباشرة”.

من جهتها، أكدت “سرايا القدس” التابعة لـ”الجهاد الاسلامي” أنه رداً على العملية الإسرائيلية وضمن “معركة بأس جنين”، التى ردت على عملية الحديقة والبيت، نفذت مجموعة عناصرها عدداً من “الضربات النوعية في صفوف قوات وآليات الاحتلال”.

وأعلنت مجموعة “عرين الأسود” من نابلس القريبة أن مجموعة من عناصرها تشارك في القتال داخل مخيم جنين

ووصف عضو إقليم حركة “فتح” في محافظة جنين محمود حواشين الأوضاع في مخيم جنين بأنها “كارثية”. وقال وهو يتفقد الجرحى في مستشفى ابن سينا “هذه معركة غير متكافئة بين قوات عسكرية هائلة وبين شعب أعزل لا يملك سوى إرادته”.

وتابع حواشين، وهو من مخيم جنين، “باغت الجيش سكان جنين بمسيراته واستهدف البنية التحتية من ماء وكهرباء وسيارات”. وأضاف أن معظم الذين قتلوا من المدنيين. وقال “لسنا عشاق دم، نحن عشاق الحرية”.

وفي 19 يونيو الماضي قتل الجيش الإسرائيلي سبعة أشخاص في عملية في جنين التي قصفتها مروحياته لأول مرة منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005).

وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل

وحملت أطراف فلسطينية، الإثنين، إسرائيل مسؤولية التصعيد الجديد. وأعلنت السلطة الفلسطينية في بيان عقب اجتماع طارئ ترأسه الرئيس محمود عباس “وقف جميع الاتصالات واللقاءات مع الجانب الإسرائيلي”. وأضاف البيان أن مخرجات اجتماعات العقبة وشرم الشيخ “لم يعد لها جدوى، ولم تعد قائمة”، وذلك “في ظل عدم الالتزام الإسرائيلي” بها.

وأكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن “ما تقوم به حكومة الاحتلال في جنين ومخيمها جريمة حرب جديدة في حق شعبنا الأعزل”.

وطالبت الخارجية الفلسطينية “بتحرك دولي عاجل لوقف العدوان فوراً”، داعية المحكمة الجنائية الدولية إلى “الخروج عن صمتها والبدء بمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين”.

وأعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي عن “إدانتها الشديدة للجرائم التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها ضد المواطنين المدنيين العزل والطواقم الطبية والمراكز الصحية وتدمير البنية التحتية وهدم البيوت والمساجد”.

ودعت “مجلس الأمن الدولي إلى تحمل المسؤولية وإنفاذ قراراته ذات الصلة ووضع حد لهذا الإرهاب الإسرائيلي المتواصل وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني”.

وبالمثل، “أدانت وزارة الخارجية الأردنية التصعيد الإسرائيلي، وآخره العدوان على مدينة جنين. ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

واشنطن: ندعم إسرائيل

أما الولايات المتحدة فقالت وزارة الخارجية إن من الضروري اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية لمنع إزهاق أرواح المدنيين بعد أن ضربت القوات الإسرائيلية مدينة جنين.

وأكد التصريحات السابقة للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض التي قال فيها “ندعم أمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن شعبها في مواجهة حركتي (حماس) و(الجهاد الإسلامي) الفلسطينيتين وجماعات إرهابية أخرى”.

احترام القانون الدولي

وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن الأمين العام يشعر بقلق عميق إزاء التطورات الجارية في مدينة جنين.

وأضاف نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق في بيان أن جوتيريش “يؤكد أن جميع العمليات العسكرية يجب أن تتم في ظل الاحترام الكامل للقانون الدولي الإنساني”.

وارتفعت حصيلة قتلى الهجمات والمواجهات والعمليات العسكرية منذ مطلع يناير وحتى الثلاثاء إلى ما لا يقل عن 185 فلسطينياً، و25 إسرائيلياً وأوكرانية وإيطالي. وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين بينهم قصر من الجانب الفلسطيني. أما في الجانب الإسرائيلي فغالبية القتلى مدنيون.

ويعيش في الضفة الغربية من دون القدس الشرقية، نحو 2.9 مليون فلسطيني، إضافة إلى نصف مليون يهودي في مستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي.

وتحتل إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ عام 1967.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى