fbpx
تقارير

عيد الأضحى بلا أضاحي.. فريقنا الميداني رصد التراجع الكبير..وغرفة الجزارين تعترف بانخفاض الذبائح ب80%.. وجزارون توفوا من صدمة الخسائر.. والمشترون اختفوا بفعل فاعل

فريق الرصد الميداني: عبد المنعم منصور ومحمد هشام ومحمد مجدي وبسنت عماد ومحمود أبو زيد

مع نزول عناصر من فريقنا الميداني خلال اليومين الماضيين، رصدنا بشكل كبير مدى التراجع في عدد الأضاحي على اختلاف أنواعها، وكان هذا واضح منذ البداية، من التراجع الكبير جدا لسرادقات العجول والخرفان التي كانت تحتل الشوارع، وتحولها إلى “حظيرة كبيرة” ولن نقول “زريبة”.

تراجع كبير في سنة الأضاحى

الأهالي تراجعوا بشكل واضح عن الذبح، والجزارون انخفضت لديهم السرادقات، وحتى المشهورين منهم، لم تكن لديهم نفس الزحمة الموسمية، في مثل هذا الوقت من كل عام، وهم أنفسهم اشتكوا واعترفوا.

وبالتالي اختفت سرادقات سلخ وتنظيف لحم الراس والكرشة، والتي انتشرت خلال السنوات الأخيرة رغم محاولات المحليات والصحة، وكان هذا بسبب ضغط الذبح والأضاحي، حيث كانت الناس تعانى من قلة الجزارين ومساعديهم وسواقي النقل وسياراتهم، من شدة الضغط، وزيادة عدد الأضاحي، عكس هذا العام بالمرة.

لا فارق كبير في الأزمة بين الأرياف والمدن

ولا فارق كبير بين الأرياف والمدن في هذا التراجع الكبير جدا، والذى تؤكده أيضا أعداد الزبائن في الهايبرات الكبرى ومحلات الجزارة الصغرى، لدرجة أن بعضها أغلق أبوابه من قلة الضغط عليه.

الجزارون والمشترون يشتكون

وكانت المفاجأة أنه حتى الجزارين اللذين كانوا يتجولون بين الزبائن ، قل الضغط عليهم، لدرجة إنهم حصلوا على إجازة وقضوا عيد الأضحى بين أسرهم، وهذا أمر لم بحدث منذ سنوات طويلة.

الغريب أن الكل يحسبن فيمن كان السبب في ذلك، مشترون او جزارون، المشترون من كل الطبقات تقريبا، يقولون حسب الله ونعم الوكيل في المنظومة، التي أوصلت الأسعار إلى هذا الحد، لدرجة أن كثير منهم لم يمارسوا تنفيذهم لسنة رسول الله المؤكدة، لأول مرة منذ سنوات طويلة.

المستوردون والجزارون والدولة

والجزارون من ناحية أخرى، لا يعرفون كيف يتجاوزون هذه الأزمة ، ويحملون المسؤولية للدولة والمستوردين معا، فلا سيطرة على المشهد بأي شكل ما، فالقصة ليست الأعلاف والإفراج عنها فقط من الموانئ والشح الدولارى.

بل إن المستوردين لا يرحمون الناس، ويضاعفون الأسعار بشكل غير معقول، لدرجة إن هناك محلات جزارة كثيرة ستغلق أبوابها بعد عبد الأضحى.

حجة الحرب السودانية

ويبرر البعض بعض ظواهر المشهد للحرب السودانية، حيث تعتمد مصر على السودان منذ سنوات لإمدادها باللحوم، لكن الحرب ممتدة منذ حوالى ثلاث شهور، وبالتالي كان من المفروض التحرك منذ فترة، قبل التعرض بشكل متأخر لجيبوتي وأوغندا، خاصة أن القصة تحتاج إرسال بعثات متخصصة لتقدير الوضع والكشف عن المرضي من الأنعام والمواشي، وطبعا من المستحيل التعاقد على مواشي كولومبي او برازيلي قبل وقت كافي .

الكيلو من 320 إلى 380 ج

وبالتالي كانت المحصلة، ما تجسد خلال ال٤٨ ساعة الماضية، ولم نكن نريد استباق الأحداث، رغم أن الصورة واضحة بشكل كبير منذ البداية.. لا معروض كافي، ولا سيطرة على الأسعار، وبالتالي الأسعار في غاية البشاعة، وكيلو اللحم المقبول بحوالي 320 – 380 جنيها، أم المستورد المجمد بحوالي 150 – 220.. لدرجة أن بعض الهايبرات والمحال كانت توافق على بيع “المواسير” وحدها، وترفض بيع الكبد بدون قلب أو كلاوي.

الرصد الميدانى والأرقام الرسمية

وكان مهما بعيدا عن الرصد الميداني على دقته وواقعيته أن نواجه مسؤول بهذا الواقع لنبرز تصريحاته الرسمية بالحالة التي نعيشها، بعيدا عن تصريحات وزير التموين غير الواقعية.

هذا العام شهد تراجع في الإقبال وصل إلى 80% بحسب تصريحات لـ هيثم عبدالباسط نائب رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية.

أسوأ سنة مرت علينا

نائب رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية اعترف فعليا بإن هذا العيد هو أسوأ سنة مرت على مستوى جزارين مصر، مشيرًا إلى تراجع شديد في المبيعات هذا العام. نتيجة ارتفاع الأسعار.

30 % من محال الجزارة تخرج من العمل

وكشف عبدالباسط إلى أن هناك عدد كبير من المشترين ألغوا حجزهم للأضاحي مما كبد الجزارين خسائر كبيرة فعليا، محذرًا من أن 30% من محلات الجزارة سوف تخرج من المنظومة بعد عيد الأضحى المبارك، على إثر هذه الصدمة الاقتصادية ، مما يؤهل لقلة المعروض، وبالتالي ارتفاع الأسعار أكثر.

13 جزار توافوا خلال العام من الأزمات

وأوضح عبدالباسط أن الجزارين يعانون بسبب ظروف سوق اللحوم في مصر، قائلًا: «مش مشكلة الجزار إن فيه حالة من التضخم وارتفاع من السلع الغذائية، وانخفاض القدرة الشرائية»، وأشار إلى أن أكثر من 13 زميلا في شعبة القصابين توفوا خلال العام، تأثرا من الظروف الحالية.

لو دخلك 15 ألف ج فلن تشترى كيلو اللحم ب380ج

وأردف أن أبرز الأسباب المؤدية لانخفاض المبيعات هذا العيد هو ارتفاع أسعار اللحوم مقارنة بدخل الفرد، مضيفًا أن الفرد الذي يتقاضي 15 ألف «مش هيروح للجزار»، في حين وصل كيلو اللحمة لـ 380 جنيه.

30 مهنة ستدمر مع الأزمة لا الجزارة فقط

وحذر نائب رئيس شعبة القصابين إلى أن صناعة اللحوم لو ماتت هتموت 30 مهنة، قائلاً: “لو العجل البقري مدخلش المجزر تموت 30 مهنة متنوعة”.

وهذه المهن هي صناعة الحبال (التي يربط بها العجل) إلى جانب النقل (المستخدم في نقل رؤوس الماشية)، والسلاح، والقائمين على سن السكاكين وخلافه.

وأوضح عبدالباسط أن «مصر ليست منتجة للحوم علشان مفيش مراعي كافية ولا أعلاف، ولكن يمكننا تنمية الثروة الحيوانية في مصر»، موضحاً أن «إنتاجنا المحلي 40%، ونستورد 60% من اللحوم من الخارج».

حاولنا تثبيت الأسعار لكن دون حل

ورغم ارتفاع الأسعار إلا أن نائب رئيس شعبة القصابين، قال إنهم حاولوا تثبيت سعر كيلو اللحمة قبل العيد، مؤكداً أنه ناشد كبار المربين، وكبار المستوردين لتثبيت سعر كيلو اللحمة، ووجه الشكر لهم لتعاونهم، ورغم ذلك أكد عبدالباسط أن «السعر غير عادل ولا يرضي المستهلك».

وطالب عبدالباسط بضرورة «دخول وزارة الزراعة كلاعب أساسي في استيراد اللحوم حتى تنخفض أسعارها».

المستوردون من أسباب الأزمة

وقال أن الوزارة «مش هتجيب العجول بالأرقام الفلكية اللى بيجبها المستوردين، وكذلك لن تبيعها بنفس الأسعار الحالية» موضحاً أن «العجل بيجي بـ20 ألف، ويبيعوه للتجار بـ70 ألف».

وتابع: «لابد من تحسين السلالات اللي عندنا وتهجينها واستيراد سلالات جيدة».

السيطرة على الذبح العشوائي

وأكد أن أولى خطوات الإصلاح لمنظومة اللحوم، هي غلق المجزر أيام الأحد والأثنين والثلاثاء للحد من عملية الذبح، وإصدار قانون بعدم تعليق اللحوم خارج محلات الجزارة، للحد من الذبح العشوائي، لأن كثير من التجار يقوم بالذبح بالخسارة لتسديد ديون عليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى