fbpx
أخبار العالم

الجزائر ورحلة البحث عن دور إقليمي من خلال بوابة مصر

كتب / محمد ماهر

ما انفكت الجزائر تبحث عن دور إقليمي في محيطها، خاصة وأن لها بعض المشكلات المزمنة مع المغرب جارتها، وهذه المشكلات لا يبدو أنها في طريقها للحل على المدى القريب، بل ويمكن أن نقول والبعيد أيضًا.

كان موقف الجزائر غريبًا بالنسبة للحرب في ليبيا عندما كانت حكومة الوفاق تقاتل الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر، حيث إن تبون كشف أن بلاده كانت مستعدة “للتدخل بصفة أو بأخرى” في ليبيا المجاورة لوقف تقدم قوات المشير خليفة حفتر نحو العاصمة طرابلس، كما جاء في مقابلة مع قناة الجزيرة، “وأضاف كنا نقصد أننا لن نقبل بأن تكون طرابلس أول عاصمة مغاربية وإفريقية يحتلها المرتزقة. كنا سنتدخل”!!!

هل كان الجزائريون يبحثون عن أي دور مهما كان هو!؟ أي أن الدور كان هو الغاية وليس وسيلة!!؟

 بغض النظر عن أنه لم تُذكر تصريحات الرئيس الجزائري في الوسائل الإعلامية الغربية أو حتى في الشرق الأوسط غلا بعدها بشهور طويلة مما يعني أنها غير ذات أهمية. وكان السبب الرئيسي في تراجع حفتر وقواته من على حدود طرابلس هو الاستياء الأوروبي والضغط المصري والإماراتي على حفتر ومحاولة تغيير صورته في المجتمع الدولي من أمير حرب إلى رجل سلام لا يبغِ سوى الاستقرار لبلده.

ذلك التصريح الجزائري كان غريبًا حيث إن المرتزقة السوريين والتكفيريين من أنحاء المعمورة في طرابلس كانوا أكثر من الليبيين أنفسهم!!

بعد زيارات أثيوبية جزائرية متبادلة رأى القائمون على الأمر في الجزائر أن بوابة مصر هي البوابة المثلى لاستعادة بعض الأدوار الإقليمية بعد أكثر من عشر سنوات من الانزواء عن محيطها، بغض النظر عن أن الجزائر دولة مغلقة على نفسها منذ أمد، إلا أن كان لها أدوار متفرقة في المنطقة.

وبناءً على ذلك قرر وزير الخارجية الجزائري المخضرم رمطان لعمامرة أن يزور مصر بعد أثيوبيا والسودان بحثًا عن دور في ملف سد النهضة بعد طلب أثيوبيا من الجزائر أن تكون وسيطا في هذا الملف، وأرى، بل إني موقن أن القائمين على الأمر في مصر يرحبون بأي مبادرة تفضل السلام والاتفاق عن الحرب والتناحر والخلاف. لذا أرى أن اختيار لعمامرة وزيرًا للخارجية الجزائرية كان اختيارًا موفقا وأن هذا الرجل سوف يستعيد بعض من الأدوار الإقليمية لبلده، لكن يتبقى له حتى الآن الملف الأكبر والأعقد وهو ملف العلاقات الجزائرية المغربية.

مصر لديها الكثير لتقدمه لقارتها، لذا إذا قررت أثيوبيا تغليب العقل والمصلحة على العناد والنزاع سوف تستفيد كثيرا من مصر، لكن الدور الإسرائيلي يمكن أن يكون معرقلا لهذا الاتجاه. على العموم، الوضع الأثيوبي في الحرب الأهلية الدائرة الآن مهترئ، والبلاد على شفا التفكك إن لم يكن بالفعل قد تفككت لكن ينقص الإعلان عن ذلك. تلك القضية أكبر من أن نذكرها هنا وسنفرد لها بالتأكيد تقريرًا آخر وبالتفصيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى