الملكة اليزابيث تحت المراقبة الطبية..وترتيبات لـــــ”سقوط جسر لندن”
كتبت: نهال مجدي
تدقيق لغويّ: أحمد علي
أعلن قصر باكينجهام (المقر الرسمي للملكة إليزبيث بالعاصمة لندن)، في بيان اليوم، إن الملكة تخضع لإشراف طبي دقيق بسبب”قلق متزايد” حول صحتها ونصحوها بالراحة التامة وإلغاء أي إلتزامات رسمية لها خلال الفترة المقبلة.
يأتي هذا الإعلان بعد إلغاء الملكة، 96 عاماً، إجتماعاً إفتراضياً لمجلس مستشاريها الخاص الأربعاء، إتّباعاً لنصيحة الأطباء لها بالراحة.
وتبقي إليزبيث في مقرها الصيفي بقلعة بالمورال في إسكتلندا، حيث يتواجد معها نجلها الأكبر وولي عهدها الأمير تشارلز.
وتم إبلاغ أفراد العائلة المالكة المقربين بالحالة الصحية للملكة، كما توجه كلاً من زوجة الأمير تشارلز كاميلا باركر، ودوق كامبريدج الأمير ويليام لالمورال، للإطمئنان على صحة الملكة وتحسباً لاي تداعيات قد تحدث.
وأعقب ذلك وصول الأميرة آن إبنة الملكة إليزابيث، تلاها الأمير هاري وزوجته ميجان دوق ودوقة ساسيكس يتوجهان إلى قلعة بالمورال حيث تمكث الملكة.
وجدير بالذكر إن هناك تكهنات أن الملكة اليزبيث، التي تعاني من مشاكل بالحركة منذ نهاية العام الماضي، ربما تكون قد سقطت وبالتالي تحتاج لهذه الملاحظة الطبية الدقيقة والراحة.
وفي بيان رسمي، عبّرت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس عن قلقها، قائلة إن “الشعب البريطاني بأسره قلق للغاية بشأن صحة الملكة، وأنها تتمني للملكة الشفاء. وأضافت تراس “خاطري وخواطر الجميع في مختلف أنحاء المملكة المتحدة مع جلالة الملكة وعائلتها في هذا الوقت”.
وقد أثارت صحة الملكة إليزابيث الثانية البالغة 96 سنة، قلقاً في الفترة الأخيرة، فقد أُدخلت المستشفى في أكتوبر الماضي، حيث أمضت ليلة وألغت كل مشاركتها تقريباً في مناسبات رسمية وحل مكانها الأمير تشارلز، وتواجه الملكة صعوبة في المشي وتستعين بعصا.
وجدير بالذكر إن دائما ما تكون هناك ترتيبات خاصة وخطط في حالة وفاة أحد أعضاء العائلة المالكة يشرفوا عليها بأنفسهم في بعض الأحيان.
فـ على سبيل المثال كانت خطط الأمير فيليب زوج الملكة اليزبيث والذي رحل عن عمر يناهز 99 عاما كان قد أعد خطط جنازته وترتيبات وفاته ومكان دفنه وحتى الموسيقي التي ستُعزف في مراسم وداعه.
وقبل ذلك أعدت الملكة ماري والدة الملكة إليزبيث أيضاً مراسم دفنها وجنازتها ولكن تلك الخطط إستخدمتها الأسرة المالكة فى وفاة الأميرة ديانا المفاجئة، حيث لم تكن هناك استعدادات مسبقة لمثل تلك الفاجعة.
أما بخصوص الملكة إليزبيث، فتلك الترتيبات أُعدت منذ ستينات القرن الماضي ومعروفة بإسم “عملية جسر لندن”.
وكما هو المتوقع، حدثت بعض التعديلات علي تلك العملية، بحسب البروتوكول، خلال الساعات والأيام التالية لوفاة الملكة.
ومؤخراً نُشِرت سلسلة من الوثائق التي تتضمن الخطة الأمنية بالكامل، مع كل التفاصيل خلال العشرة أيام التي تلي وفاة الملكة إبتداءً من طريقة الإعلان عن وفاة الملكة للشعب إلى توقيت إستلام الأمير تشارلز العرش، بما في ذلك الموقع الذي سيُنقل إليه نعشها، وكيف سيتناول رئيس الوزراء الأخبار علناً، وكيف سيقضي الأمير تشارلز أيامه الأولى بصفته ملك إنجلترا.
وسيكون أول من يتلقي الخبر بعد أفراد العائلة ويزعم التقرير هو رئيس الوزراء عبر السكرتير الشخصي للملكة بعبارة “سقط جسر لندن”، لمنع تسريب الخبر قبل صدور الإعلان الرسمي.
وقد حال إستخدام هذه الرموز دون إكتشاف العاملين في المقسم الهاتفي، الخبر قبل الإعلان عنه.
وبعدها يتم إبلاغ أمين سر مجلس الوزراء، وبعض كبار الوزراء والمسؤولين الحكوميين بالنبأ
كما سيتلقى أمناء السر الدائمون في الوزارات نصاً جاهزاً من أجل إعلام وزراء الحكومة الآخرين، ويتضمن التالي: “لقد علمنا للتو بوفاة جلالة الملكة”، كما سيطلب من الوزراء “التكتم على الخبر”.
وسيُرسل أمين سر مجلس الوزراء بريداً إلكترونياً لكبار الموظفين الحكوميين، وتشمل الخطط الحالية نسخة أولية من هذه الرسالة البريدية، وقد جاء فيها “الزملاء الأعزاء، أكتب إليكم بحزن لأخبركم بوفاة جلالة الملكة”.
فور تلقي هذه الرسالة، تنكس الأعلام في وايتهول (مركز السلطة السياسية في بريطانيا)
وبعد إعلان الخبر يرفع البرلمان البريطاني جلساته، وستحذو حذوه الهيئات التشريعية المفوضة في إسكُتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية، وبعدها تجتمع الحكومة بالملك الجديد، الملك تشارلز.
وسوف يقدم النواب تحية للملكة في مجلس العموم في اليوم التالي لوفاتها، وسوف يعلق المجلس أعماله لمدة 10 أيام.
ثم سيدلي رئيس الوزراء بخطاب؛ ولن يُسمح لأي عضو آخر من الحكومة البريطانية بالإدلاء بأي تصريح بعد ذلك.
وبعدها تقف البلاد دقيقة صمت يوم الوفاة، تطلق المدافع تحية عسكرية في كل المحطات المخصصة لذلك، بتنظيم من وزارة الدفاع.
وتضيف الوسيلة الإعلامية، أنه في وقت لاحق من اليوم نفسه، سوف يُعقد قداس “عفوي” لذكراها في كاتدرائية القديس بول في لندن، يحضره رئيس الوزراء وبعض كبار الوزراء.
أما بالنسبة للشعب، فسوف يعلم عن طريق “إخطار رسمي” ترسله العائلة الحاكمة، بحسبما توضح الوثيقة.
كما سينقل الطيارون الخبر لركابهم، في حال أذيع الخبر أثناء وجودهم على متن رحلة جوية،
وتاريخياً، تعلم هيئة الإذاعة البريطانية، “بي بي سي”، بوفيات أعضاء العائلة المالكة قبل باقي الوسائل الإعلامية.
ويجري بعض المذيعين تدريبات على الإعلان عن وفاة الملكة حرصاً على إستعدادهم عند وقوع الحدث.
كما أن النعي مُحضّر مُسبقاً، إضافة إلى عدد من الشرائط المصورة والأفلام الوثائقية المسجلة مسبقاً.
وإن كانت وفاة الملكة متوقعة- في حال إشتداد المرض عليها- يُذاع الخبر أولاً عبر المحطات التلفزيونية الرئيسة، ويُقطع بث البرامج على كافة قنوات “بي بي سي” بحيث تعرض جميعها بث قناة “بي بي سي” الأولى التي ستنشر الخبر، وقد تختار بعض القنوات المستقلة أن تفعل الأمر نفسه.