مصر تفتتح مقبرة المومياوات الذهبية للجمهور بعد 25 عامًا على اكتشافها
كتبت : ندى حسن
تدقيق : ياسر بهيج
افتتح، صباح اليوم، محافظ الجيزة اللواء أحمد راشد، ومدير المكتب الفني للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور عاطف الدباح، بالنيابة عن الأمين العام للمجلس الدكتور مصطفى وزيري، بحضور مدير منطقة آثار الواحات البحرية عصام عبد الفتاح، ومدير الحفائر الأثرية بالواحات الدكتور سامي شريعي، مقبرة وادى المومياوات الذهبية، بالواحات البحرية، للجمهور، بعد مرور 25 عامًا على اكتشافها.
وعقب الافتتاح، قال الدكتور الدباح إن وادي “المومياوات الذهبية”، اكتشفها الدكتور زاهي حواس، في العام 1996، وتعد أكبر اكتشاف فى القرن الـ 21، بعد مقبرة توت عنخ آمون، كما تعتبر أكبر جبانة في مصر، إذ تبلغ مساحتها 36 كم2، وتحوي نحو 250 مومياء، معظمها لأشخاص من الطبقة الأرستقراطية، عاشوا في الواحات، خلال العصر اليوناني- الروماني، معظمها نُقل الى المخزن المتحفي بالواحات البحرية، وتتبقى حاليًّا 16 مومياء فقط، لأطفال، ورجال، ونساء.
ومن جهته، أوضح المدير عصام عبد الفتاح أن مومياوات المقبرة ذات أقنعة، وصدور مُذهّبة، ومزخرفة بالنقوش الهيلوغريفية، ورسومات دينية، مشيرًا إلى أن هذا الكشف يُظهر مدى أهمية الواحات البحرية في تاريخ مصر القديم.
اكتشاف بالمصادفة
ثم روى مدير منطقة آثار الواحات قصة الكشف، قائلًا إن الكشف عن وادي المومياوات الذهبية، ومقابر العمال، جاء بالمصادفة، أثناء عمل الدكتور زاهي حواس بالمنطقة، إذ كان الشيخ عبدالموجود حارس معبد “الإسكندر الأكبر” يتجهز للعودة إلى منزله، بعد انتهاء عمله، ولاحظ أن حماره يجري مذعورًا، بالقرب من مكان بعينه، وعندما ذهب ليستطلع الأمر، وجد أن قدم الحمار قد سقطت في حفرة بالأرض، وعندما نظر داخلها، وجد بها وجوهًا من الذهب تنظر إليه مبتسمة، مؤكدًَا أن إدارة الآثار بالواحات تقوم بدور رائع، للحفاظ على المومياوات، في المتحف الصغير بمدينة الباويطي، حيث تعرض المومياوات المكتشفة داخل فتارين، تحافظ على درجتي الحرارة، والرطوبة، بالإضافة إلى أن القاعة مكيفة، وهذا ما ساعد على بقاء المومياوات المعروضة بحالة جيدة جدًا للآن، دون أن تتأثر.
خبيئة الوادي
ومن جهته، قال الدكتور سامي شريعي إن هذا الكشف يلقي الضوء على فترة مهمة من تاريخ مصر، في بداية العصر الروماني، ويكثف بؤرة الضوء على أهمية منطقة الواحات البحرية في هذا العصر، كاشفًا عن أن أعمال الحفائر العلمية للمقبرة، بدأت بعد اكتشافها بثلاث سنوات؛ وبالتحديد في مارس من العام 1999، تحت قيادة الدكتور حواس، وكشفت النقاب عن عدد هائل من المومياوات الذهبية، بلغت 250 مومياء، ماجعل الدكتور حواس يرجح أن الوادي مازال مليئًا بعدد كبير منها، فى مساحة مكانية كبيرة، ولكنها تستغرق زمنًا طويلًا من أعمال الحفائر المنظمة، للكشف عنها.
وأضاف أن المومياوات المكتشفة تعود إلى القرنين الأول، والثانى الميلاديين، عندما كانت مصر تحت الحكم الرومانى، وتظهر هذه المومياوات، استمرارية الديانة المصرية فى تلك الفترة، على الرغم من وجود المعتقدات اليونانية والرومانية الخاصة بالطبقة الحاكمة، التي تأثرت، بدورها، بالديانة المصرية القديمة.