بعد فشلهم في تكرار “انقلاب” 2014: “الإخوان الارهابية” على وشك السقوط في الانتخابات الليبية .. وحملات شعبية لترشيح حفتر للرئاسة
كتب : جرجس خليل
تدقيق : ياسر بهيج
يبدو أن تنظيم جماعة الإخوان الارهابية، في طريقه لفقدان تأثيره في ليبيا، إلى الأبد ، بعد أن فشلت دعوتهم الأخيرة إلى الليبيين، للاحتشاد أمام مقر المفوضية العليا للانتخابات، ومجلس النواب، وكل المقرّات الحكومية في ليبيا، لعرقلة الانتخابات الرئاسية، والبرلمانية الليبية في العام الحالي 2021، بالاحتجاج على قوانين الانتخابات، وبعض الأسماء المتوقع ترشحها للرئاسة، وفي مقدمتهم قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، ونجل الرئيس الراحل معمر القذافي سيف الإسلام القذافي ، وإعادة مشهد سيناريو الانقلاب، الذي نفذوه علي الديمقراطية، منذ 7 سنوات، في الانتخابات البرلمانية الليبية، في العام 2014.
كما فشلت تهديدات أعضاء التنظيم، بتحويل ليبيا كلها إلى بحار من الدم، إذا ترشح المغضوب عليهم من التنظيم، وجرت الانتخابات الرئاسية، في تخويف الليبيين من المضي قُدُمًا في رفع راية الديمقراطية، بسعيهم إلى إجراء الانتخابات في موعدها المقرر، بل وتشجيع الأسماء المرفوضة من التنظيم على الترشح، وخاصة حفتر، الذي يُعد أكثر الأسماء التي أثارت فزع الإخوان من الترشح للرئاسة، خوفًا من سيطرة الجيش على ليبيا، لو نجح في الوصول إلى مقاليد الحكم، وإسقاطهم.
فأمس، الأربعاء، امتنع الشعب الليبي عن الاستجابة لدعوة رئيس المجلس الأعلى للدولة بليبيا، الإخواني خالد المشري، إلى التجمع، أمام مقر المفوضية العليا للانتخابات ومجلس النواب، والمقرات الحكومية، للاحتجاج على قوانين الانتخابات، والأسماء المرفوضة للترشح للرئاسة من “الإخوان”.
وقبل الدعوة بأيام، كان المشري قد أطلق تهديدًا صريحًا بإغراق ليبيا في بحار من الدم، لو وصل قائد الجيش الوطني الليبي إلى الحكم، قائلًا في تصريحات تلفزيونية: “إنّ حفتر لن يحكم ليبيا أبدًا، ولو على جثث الآلاف، وعشرات الآلاف، إن لم يكن مئات الآلاف”.
وخلال اجتماع بطرابلس مع قادة الميليشيات في غرب ليبيا، الفائت، دعا المشري الليبيين لعدم المشاركة في الانتخابات، سواء كناخبين، أو مرشحين، وهدد علنًا من يشارك: “لا تستهينوا بهذا الجمع، ومن يقف وراءنا.. سنفعل أي شيء لتجنب انتخاب أشخاص لا نريدهم”، مُشبِّهًا ترشحهم بالنازية، والفاشية.
كما هدد الكاتب أحمد السويحلي، المحسوب على الإخوان الارهابية، المقيم في بريطانيا، عبر تطبيق “كلوب هاوس” بخطف رئيس مفوضية الانتخابات عماد السايح، إن تم قبول ترشح القائد حفتر للرئاسة.
لكن.. على الرغم من كل هذا، ذكرت مصادر مُطلعة، أن عدة حملات شعبية، انطلقت لدعم ترشح المشير خليفة حفتر، لرئاسة الدولة، كاشفةً عن أن هذه الحملات نجحت في جمع 800 ألف تزكية شعبية لترشيح قائد الجيش الليبي.
هذا المشهد يعني فشل الإخوان الارهابية في تكرار الانقلاب، الذين نفذوه، عقب إعلان نتيجة الانتخابات البرلمانية 2014، احتجاجًا عليها، ونجحوا في مسعاهم بإلغاء النتيجة، بعد أحداث عنف وقعت جرّاء الانقلاب.
ففي 2014، كان “جماعة الإخوان الارهابية” على وشك السقوط، بعد أن فشلوا في الحصول على الأغلبية الساحقة في الانتخابات البرلمانية، التي توقعها أغلب المحللين، وقتها، وخرجوا بعدد هزيل من مقاعد البرلمان، بلغ 30 مقعدًا، من 200 مقعد برلماني، فيما فاز أحزاب التيار المدني، و”الليبراليين” ،و”المستقلين” بأغلبية ساحقة في البرلمان الليبي المنتخب، ولم تكتمل الانتخابات علي 12 مقعدًا باقية، بسبب الانفلات الأمني، جرّاء “انقلاب” التنظيم وقتها.
فتلك النتيجة لم تُرضِ “الإخوان الارهابية” الطامعين في السلطة، فانقلبوا علي الديمقراطية، ونتيجة الانتخابات البرلمانية، إذ قام ائتلاف “فجر ليبيا”، الذي يهيمن عليه تنظيم الإخوان بانقلاب في طرابلس، نيابةً عن الأحزاب الخاسرة في الانتخابات.
وبعد أعمال عنف دارت بين أعضاء الائتلاف، ومعارضيهم، ألغت المحكمة العليا، تحت هيمنة مليشيات “الإخوان الارهابية” في طرابلس، التعديل الدستوري، الذي نتج عنه قانون الانتخابات، وبالتالي إلغاء النتيجة، ولم يعترف بحكم المحكمة إلا ائتلاف “فجر ليبيا”، في الوقت الذي رفضه فيه مجلس النواب الليبي، وكذلك المجتمع الدولي، الذي اعترف بنتيجة الانتخابات، وتشكيل المجلس، ولم يُعر اهتمامًا للحكم القضائي.
جدير بالذكر إنه منذ إعلان مفوضية الانتخابات في ليبيا، الأحد الماضي، فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية، والبرلمانية 2021 في النصف الأول من الشهر المقبل، أعلن سياسيون، وشخصيات عامة ليبية عزمهم الترشح، من بينهم فتحي باشاغا وزير الداخلية السابق بحكومة الوفاق، وأحمد معيتيق نائب رئيس المجلس الرئاسي السابق، والدبلوماسيان السابقان عارف النايض، وعبدالمجيد غيث سيف النصر، والممثل الكوميدي الليبي حاتم الكور، ووزير الخارجية الليبي السابق الدكتور عبدالهادي الحويج، وعضو مجلس النواب عبد السلام نصية، والدبلوماسي الليبي حافظ قدور.