المناخ “عاد لينتقم” .. وشبح المجاعات يهدد العالم
كتبت – ندى علام :
أثار تحذير من الحكومة الصينية لمواطنيها ،خلال الأيام القليلة الماضية، بشأن ضرورة تخزين المواد الغذائية، ذعرا كبيرا بين سكان العالم، جعلهم يتنبأون بحدوث كارثة عالمية قريبا، ومع طلب الصين من السلطات المحلية ضمان حصول مواطنيها على “إمدادات كافية” من الضروريات خلال فصل الشتاء؛ جعل المراقبون يتخوفون أكثر وأكثر.
ونتج عن فيروس كورونا، آثار مدمرة على الاقتصاد العالمي، منذ بدء تفشيه العام الماضى وحتى الآن لاسيما مع موجاته العديدة وفترات الإغلاق الشاملة التى اضطرت الدول لفرضها، والآن ومع رؤية النتائج الأولى للتغير المناخى التى ظهرت عمليا في عدد من الدول، أصبح العالم يواجه أزمة جديدة قد تؤثر على شرائنا لأبسط المنتجات الغذائية.
ووفقا لتقرير نشرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، «الفاو»، فإن أسعار الغذاء العالمية قد ارتفعت إلى أقصى مستوى لها منذ 10 سنوات، خاصة في بعض الأغذية الرئيسية مثل القمح و الشعير والأرز والذرة بالإضافة إلى الزيوت النباتية.
وارتفع مؤشر الفاو لأسعار الأغذية العالمية نسبة 30 % منذ العام الماضى، وقالت منظمة الفاو إنه يقف الآن عند أعلى مستوى له منذ يوليو 2011، وتواصل الأسعار صعودها حيث ارتفعت للشهر الثالث على التوالي في شهر أكتوبر الماضى ، مرتفعة بنسبة 3٪ مقارنة بشهر سبتمبر.
وشهد سعر القمح ، زيادة بنسبة 5٪ في أكتوبر بسبب انخفاض المحاصيل من المصدرين الرئيسيين بما في ذلك كندا وروسيا والولايات المتحدة، كما ارتفعت أسعار الشعير والأرز والذرة، كما ارتفعت أسعار الزيوت النباتية ، إلا أن مؤشر أسعار الخضروات زيادة كبيرة وصلت نسبتها 9.6٪ .
كما أشارت الفاو إلى ارتفاع الطلب العالمي على مجموعة من المنتجات مثل الحليب المجفف والدواجن والزيوت النباتية والشعير، وتكافح المتاجر الكبرى في بعض الاقتصادات الكبرى للحفاظ على رفوفها ممتلئة بالكامل منذ تفشى الوباء العام الماضى وحتى الآن.
وترجع أسباب زيادة أسعار الغذاء العالمية إلى ضغوط كبيرة نتيجة التغير المناخى والتي تتمثل في الأحوال الجوية القاسية، وسلاسل التوريد المتعثرة ، ونقص العمال ، وارتفاع التكاليف.
وتفاقمت أزمة نقص العمال في أوروبا بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كما ارتفعت أسعار زيت النخيل بسبب مخاوف بشأن ضعف الإنتاج في ماليزيا بسبب نقص العمال المهاجرين.
ويؤدي ارتفاع أسعار السلع الغذائية إلى ارتفاع تكاليف شركات السلع الاستهلاكية ، والتي يقوم بعضها بنقل زيادات الأسعار إلى المتسوقين، وقامت شركات عالمية مثل يونيليفر و كرافت هاينز وموندليز إلى رفع أسعار المنتجات الشعبية.