تعطل مترو أنفاق طهران يكشف عن حرب سيبرانية باردة بين طهران وتل أبيب
كتبت: نهال مجدي
تدقيق لُعوي: ياسر بهيج
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، في حديثه لصحيفة “صنداي تايمز”، أن بلاده في حرب باردة طويلة مع إيران، تخطّت ربع القرن من الزمان.
وقال بينيت: “على مدى الأعوام الثلاثين الماضية، سعت إيران إلى ترسيخ وجودها في أجزاء مختلفة من العالم من حولنا، من أجل تعطيل تركيزنا، ونحاول مواجهتهم بكل قوتنا، وبكل ما لدينا من ابتكار، وتكنولوجيا، وقوة اقتصادية، للوصول إلى نقطة بعيدة عن إيران، إذ نتقدم عليها بخطوات قليلة”.
وأمس.. أصيبت شبكة مترو العاصمة الإيرانية طهران بعطل، أدى إلى توقف قطاراتها لمدة 45 دقيقة كاملة، اكتظت فيها المحطات بالركاب، وتحوّل الأمر إلى زحام، واختناقات.
وذكر التليفزيون الحكومي الإيراني، أن مدير شبكات مترو العاصمة الإيرانية عبد الله بور أوضح أن السبب في هذا العطل يرجع إلي خلل في دوائر الكمبيوتر المُشغّلة للقطارات، ما أدى لتوقف بعضها، وبعد حل المشكلة تم تخفيض سرعة القطارات، وزيادة وقت توقفها في المحطات، لمنع وقوع حوادث.
وأشار التلفزيون إلى أن موسمي عودة الدراسة، وهطول الأمطار تزامنا مع هذا العطل ما أدى إلى حدوث ارتباك شديد في حركة المرور بطهران.
في الوقت الذي رجح فيه، بعض المحللين، على مواقع التواصل، أن يكون هذا العطل بسبب هجمات سيبرانية.
وكانت إيران قد تعرضت، قبل أسبوع، لهجوم سيبراني، تسبب في توقف محطات الوقود بالكامل، في عموم البلاد، حتى تمكنت، أمس، من إعادة ربط كل محطات الوقود بالشبكة الإلكترونية، المخصصة للتوزيع، وإعادة تشغيلها، واتهمت الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء هذا الهجوم.
وقالت مصادر رسمية إن الهجوم تسبب في إغلاق أكثر من 4000 محطة وقود، ما أدى إلى نقص الوقود، واختناقات مرورية في بعض أجزاء البلاد.
واتهمت لجنة الطاقة بالبرلمان الإيراني، على لسان متحدثها الرسمي النائب مصطفي نخعي، حكومة روحاني، بأنها أهملت تحديث هذه الشبكات، ما جعلها عرضة لمثل هذه الهجمات، وتحقق الآن أجهزة الأمن، والمخابرات فى ملابسات هذه الحوادث.
وفى سياق متصل، أفاد تقرير لصحيفة “أندبندنت” البريطانية، في نسختها الفارسية، بتصاعد الهجمات الإلكترونية بين كل من طهران، وتل أبيب، على البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، لدى كل منهما، ما جعل الأمر يبدو كحرب سيبرانية باردة.
وقد جاءت هذه الهجمات السيبرانية على طهران ردًا علي هجوم إلكتروني لجماعة تدعى “بلاك شادو”، أو “الظل الأسود”، على مواقع إسرائيلية، مكنتهم من الحصول علي المعلومات الشخصية لمئات الآلآف من الإسرائيليين، ولاتزال إسرائيل تقيِّم الأضرار الناجمة عن هذا الهجوم.
وذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن هذا التسريب تضمّن معلومات حساسة حول السجلات الطبية لـ290 ألف مريض في معهد ماشون مور الطبي، بما فيها المعلومات الشخصية، ونتائج الاختبارات، وتوقيتات مراجعة المرضى الأطباء، بخلاف تسريب أسماء، ومواقع، وحالة مرضى الإيدز، من موقع “أتراف” للمواعدة، لأن الشركة رفضت دفع مليون دولار فدية.
وأضافت الصحيفة أن الهجوم الأخير لتلك المجموعة كان على شركة الإنترنت الإسرائيلية المضيفة CyberServe ، إذ تم استهداف وكالة سفر، وشركة نقل عام، ومتحف للأطفال.
ومن ناحيته، قال رئيس جمعية الإنترنت الإسرائيلية يورام هاكوهين، إنها واحدة من أخطر الهجمات على الخصوصية، التي واجهتها إسرائيل على الإطلاق.
فيما قال المسؤول في جهاز الأمن الداخلي، والمخابرات الإسرائيلي، هارل مناشري، في مقابلة مع قناة “كان” التلفزيونية، إن “إيران تستهدف بهذه الهجمات إلحاق الضرر بالقطاعين المالي، والاستخباراتي في إسرائيل .
ولم يقدم أي من البلدين أدلة على تورط الطرف الآخر في الهجمات، لكن الهجمات تأتي وسط تصاعد التوتر بين البلدين الأشد عداءً في منطقة الشرق الأوسط، إذ تطوّر إيران برامجها النووية، والصاروخية، وهو ما تعتبره إسرائيل تهديدًا لوجودها نفسه، كما يتواجه البلدان في سوريا، ولبنان.