كتب-مدحت سليمان وعبدالعزيز السلاموني:
لم يكن نبيل فاروق الفريد من نوعه كأديب تتحقق نبوءته بعد وفاته، بل إن بعض الأدباء رأوا نبوءتهم تتحقق في حياتهم مثل: توفيق الحكيم الذي تنبأ بثورة 1952م قبلها بعشر سنوات، وكان فيما جاء في نبوءته الأدبية؛ إن مصر تحتاج إلى زعيم، تحتاج إلى ثورة مباركة، الاسم الذي كان يطلق لفترة كبيرة على ثورة الثالث والعشرين من يوليو، بل إن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في تكريمه لتوفيق الحكيم عن كتابه (شجرة الحكم) الذي كان عبارة عن مقالات مسلسلة، نشرها “الحكيم”في عام 1938م، ثم جمعها في كتاب في العام نفسه، قال “عبدالناصر” إن كتاب (شجرة الحكم) لتوفيق الحكيم كان ملهما شخصيا له.
والشئ المثير للدهشة، أنك حينما تطالع قصة “المسئول” التي كتبها الراحل نبيل فاروق منذ أكثر من عشرين عاما، ستجد بها نبوءة كاملة بتفاصيل دقيقة، عن دور المسئول السري الذي طرحته الحكومة مؤخرا. ودعنا نطرح في السطور التالية ملخص قصة ونبوءة نبيل فاروق “المسئول”.
ارتجف موظف الوزارة في شدة، وبدا عليه حالة من الرعب، وهو يحدق في وجه المسئول، جعل الموظف يتمتم في انهيار: أنت؟!
التقط المسئول من جيبه بطاقة خاصة، وقدمها للموظف، وهو يقول في هدوء: ها هي بطاقتي ..
استعاد المسئول بطاقته، وهو يقول بنفس الهدوء والرصانة:
ـ حسنًا.. أنت تعلم القوانين والقواعد.
هتف الموظف متوسلا: الرحمة.. الرحمة
أجابه المسئول ببساطة: الرحمة أن نفصل ونعاقب كل موظف، يتعامل مع الجمهور بعجرفة أو تكبر وعنجهية، كما تفعل أنت.. إننا بهذا نرحم الأبرياء، الذين يتوسلون إليك منذ ساعة، لتنهي أوراقهم، وأنت تتعمد إذلالهم وإهانتهم وتأخير أعمالهم…
يبدو من ملخص القصة أن الراحل دكتور نبيل فاروق، رسم دور (المسئول السري) الذي يراقب دور وعمل الموظف ومراقبة أدائه في تعامله مع المواطنين، حيث جاء الوصف ببراعة وكأنه يملك نبوءة من الماضي بأن ذلك سيتحقق بعد أكثر من عشرين عاما.
فكرة “المتسوق السري” في المواقع العالمية
تقوم الفكرة علي طرح بعض مواقع الاستطلاع العالمية، وثيقة تسجيل كمتسوق خفي، تحصل من خلالها علي بعض الأرباح، علي حسب كمية الاستطلاعات التي تقوم بملئها، وتعطي فيها انطباعك عن المنتج أو الخدمة أو حتى تعامل خدمة العملاء ودور الموظفين.
من هنا يمكن تقييم السلع ومدي جودتها وقدرتها علي المنافسة، كما يمكن تقييم دور الموظفين ودور خدمة العملاء في الوصول إلى المستوى المأمول والمطلوب منهم على النحو الذي يحقق الهدف المرجو.
هيئة الرقابة الإدارية كانت البداية
تهدف الهيئة إلى منع الفساد ومكافحته بكافة صوره، واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة للوقاية منه، ضماناً لحسن أداء الوظيفة العامة، وحفاظاً علي المال العام وغيره من الأموال المملوكة للدولة. ومن أهم أهدافها:
1- بحث وتحري أسباب القصور في العمل والانتاج بما في ذلك الكشف عن عيوب النظم الإدارية والفنية والمالية، التي تعرقل السير المنتظم للأجهزة العامة، واقتراح وسائل تلافيها.
2- متابعة تنفيذ القوانين والتأكد أن القرارات، واللوائح، والأنظمة السارية وافية، لتحقيق الغرض منها.
3- الكشف عن المخالفات الإدارية والمالية والجرائم الجنائية التي تقع من المواطنين أثناء مباشرتهم لواجبات وظائفهم، والعمل على منع وقوعها، وضبط ما يقع منها.
دور ” المتسوق السري” الجديد في مصر
أعلنت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية في مصر، هالة السعيد عن اقتراب ظهور “المتسوق السري” لتقييم الخدمات المقدمة للمواطنين.
وأكدت “السعيد” أن “المتسوق السري” مقيم خفي، يذهب لتلقي الخدمة كمواطن عادي، لتقييم مدى الجودة المقدمة للمواطنين، والتعامل الاحترافي من مقدّم الخدمة.
وستبدأ مصر في نشر “المتسوق السري” بداية من العام المقبل في إطار جهود تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.
وكما يصف العديد من الخبراء “المتسوق السري” بأنه فكرة عظيمة، وستساعد في إعادة تسويق المنتجات المصرية، وعرضها على الجمهور بشكل صحيح بنسبة 100%، وستجعل مقدم الخدمة حريص طوال الوقت على إتمام عمله على أكمل وجه.
وقد بدأت مصر المشوار نحو تحسين الخدمات ومراقبة العمل الحكومي، عبر إطلاق جائزة “مصر للتميز الحكومي” التي أُطلقت عام 2018 تحت رعاية الرئيس السيسي، بهدف تكوين جهاز إداري كفء وفعّال مُحوكم يساهم بدوره في تحقيق التنمية ويستجيب للمواطنين.
وطبقا لما أُعلن وتحدث عنه كثير من الخبراء، فمن المتوقع أن يكون المتسوق السري واحدًا من إدارة التفتيش في الجهاز الإداري للدولة، أو من الشؤون القانونية في الوزارة التابع لها، أو من إدارة المتابعة، أو المكتب الفني.
