البرهان: حمدوك في منزلي ويمارس حياته بشكل طبيعي
كتبت-نهال مجدي:
عقد القائد العام للقوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان مؤتمرًا صحفيًّا، اليوم الثلاثاء، كشف فيه عن كل ماحدث خلال التوترات التي وقعت أخيرًا في السودان.
في بداية المؤتمر، شدد البرهان على أن ما قامت به القوات المسلحة ليس “انقلابًا”، وإنما تعديلًا للمسار، من أجل حماية الانتقال من “أي محاولة للتغول”، مُضيفًا : “ولا نريد أن تسيطر أي مجموعة لها “توجهات عقدية” على البلاد مرة أخرى”.
وأوضح أن التجاذبات السياسية استدعت من القوات المسلحة أن تدرك التحديات التي تحيط بالسودان، لافتًا إلى أن “المُحاصصة” أدخلت البلاد في مرحلة تسببت في تفرق المسارات السياسية.
وعن احتجاز رئيس الوزراء حمدوك، قال البرهان : حمدوك موجود في “منزلي” ويمارس حياته بشكل طبيعي، لأننا خشينا عليه من أن يتعرض لأي تهديدات، وسيعود إلى منزله بمجرد أن نتأكد من زوال التهديدات التي يتعرض لها.
وأضاف : “رئيس الوزراء لم يكن قادرًا على العمل بحرية، بسبب القيود التي فرضتها عليه القوى السياسية، وكان يدرك جيدًا الأزمة التي تمر بها البلاد، ولهذا طرح مبادرتين للحل، انطلاقًا من هذا الإدراك”.
وأكد البرهان أن القوى السياسية خالفت كل التوقعات في فترة الانتقال، بشأن تجربة “سوار الذهب”، مشيرًا إلى أنها لم تكن على قدر تلك التوقعات، بعد 30 عامًا من التغييرات في بُنيتها السياسية.
وكشف البرهان عن أن “مجموعات معينة” اختطفت مبادرة حمدوك لنفسها، وأقصت القوات المسلحة عنها، وأن عدم الثقة بين الأطراف الانتقالية جرى بعد توقيع اتفاق السلام في جوبا، قائلًا : “لقد وافقنا على مبادرة حمدوك، ودعمناها، لكن “الحرية والتغيير ” رفضت النقاش، وردت بمبادرة مختلفة، واقترحنا على حمدوك عقد اجتماعات لكل القوى السياسية، عدا “المؤتمر الوطني” لكنّ أطرافًا أخرى رفضتها”.
وأضاف : “كما اقترحنا على حمدوك توسيع المشاركة السياسية، ورأب الانقسام الذي تعيشه القوى السياسية، التي رفضت المبادرات، والخيارات المطروحة على رئيس الوزراء، كما عارضت علاقاتنا مع الولايات المتحدة، ومساعينا لإزالة العقوبات عن البلاد”.
وأشار البرهان – خلال المؤتمر – إلى أنه سيجري تشكيل مجلس القضاء العالي، والمحكمة الدستورية، بحلول نهاية الشهر، على أقصى تقدير، في إطار حرص القوات المسلحة على استكمال المجلس التشريعي، مؤكدًا أن فشل القوى السياسية في التوصل لتلك الخطوة كان سببه “نزاع حول التشكيل”.
وفي وقت سابق لتصريحاته المهمة بالمؤتمر، أصدر البرهان، اليوم، حزمة من القرارات، من بينها حل النقابات والاتحادات المهنية، وذلك بعد يوم واحد من سيطرة الجيش على السلطة، وتعهد بإجراء الانتخابات السودانية فى يوليو 2023، مؤكدًا حرصه على استكمال مطالب الانتقال من مفوضية صناعة الدستور، والانتخابات، والمحكمة الدستورية، قبل نهاية نوفمبر المقبل.
وكان قد أعلن، أمس الاثنين، أيضًا، تعليق العمل بمواد من الوثيقة الدستورية، مع التشديد على الالتزام بمعظم موادها، والتمسك باتفاق جوبا للسلام، كما أعلن حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة، والوزراء.
ومن المُقرر أن يعقد مجلس الأمن، اليوم، اجتماعًا طارئا مُغلقًا، بشأن الوضع في السودان، وذلك بُناء على طلب 6 دول غربية، هي؛ بريطانيا وإيرلندا والنرويج والولايات المتحدة وإستونيا وفرنسا.