كتب: محمد ماهر
أثارت وسائلُ إعلامٍ غربيةٍ في الفترةِ الماضيةِ قضيةً اكتسبت زخمًا كبيرًا، حيث أجرت عدةُ مؤسساتٍ صحفيةٍ تحقيقًا عن استخدامِ بعضِ الحكوماتِ برنامجَ تجسُسٍ طورتهُ شركةٌ NSO الإسرائيليةٌ، ومعروف باسم بيجاسوس.
استخدمت العديد من الحكومات برامج تجسس من الطراز العسكري في اختراق 37 هاتفًا ذكيًا تخص صحفيين ونشطاء حقوقيين ورجال أعمال، وكانت تلك البرامج مرخصة من شركة NSO الإسرائيلية ومخصصة لتتبع الإرهابيين والمجرمين.
وظهرت أرقام الهواتف المُخترقة على قائمة تضم أكثر من 50000 رقم ولم تكن محددة بأسماء، لكن المراسلين الصحفيين الذين اشتركوا في التحقيق الصحفي تمكنوا من تحديد أكثر من 1000 شخص من أكثر من 50 دولة من خلال البحث والمقابلات في أربع قارات مختلفة حول العالم؛ وكان منهم العديد من أفراد الأسر العربية المالكة، وما لا يقل عن 65 مدير أعمال و85 ناشطًا في مجال حقوق الإنسان، و189 صحفيًا، وأكثر من 600 سياسي ومسؤول حكومي، بما في ذلك وزراء ودبلوماسيون وضباط عسكريون وأمنيون. كما ظهر على تلك القائمة عدد من أسماء رؤساء الدول والحكومات.
استطاعت شركة NSO تجنيد شخصيات سياسية أمريكية كبرى للمساعدة في تأمين عقود للشركة
ابتداءً من عام 2015، دفعت شركتا OSY Technologies – وهي الشركة الأم لشركة – NSOوشركة Francisco Partners المالك السابق ل OSY، ما يقرب من 100000 مئة ألف دولار لمايكل فلين، المدير السابق لوكالة استخبارات الدفاع في إدارة أوباما، مقابل ما وصفه فلين بأنه عمل “استشاري”.
ودفعت الشركة أيضًا لوزير الأمن الداخلي في إدارة أوباما، جىه جونسون، مقابل خدماته لمراجعة سياسة حقوق الإنسان الجديدة للشركة. ومنحهم جونسون موافقته قائلاً إن تلك السياسة تبدو “متوافقة إلى حد كبير” مع مبادئ الأمم المتحدة، بالرغم من أن أحد الخبراء الرسميين في الأمم المتحدة كان أكثر موضوعية، حيث قال إن تلك السياسة لم تتطرق إلى “الضرر الدائم نتيجة لإخفاق مجموعة NSO في ضمان استخدام تقنيتها بشكل مسؤول”. وامتنع جونسون عن التعليق على هذا التقرير.
واستفادت شركة Q Cyber Technologies، التي تقول NSO أنها شركة تابعة لها، أيضًا من الخدمات القانونية لدان جاكوبسون، الذي عينته إدارة بايدن في مارس مستشارًا عامًا لمكتب الإدارة، كما توضح إقرارات الذمة المالية الخاصة به.
استقالة مسؤولة سابقة بإدارة أوباما من شركة برامج تجسس إسرائيلية وسط خلاف حول حرية الصحافة
استقالت جولييت كايم من شركة NSO لتطوير برامج التجسس الإسرائيلية والمُطورة لبرنامج بيجاسوس. وكانت جولييت مسؤولة سابقة في إدارة أوباما وواجهت انتقادات من منظمات حرية الصحافة ضد دورها ككبيرة مستشارين في مجموعة NSO.
ورفضت جولييت كاييم الرد على عدة طلبات للتعليق.
تلك الوقائع تجعلنا نتساءل! هل طورت شركة NSO برنامج التجسس الذي استخدمته إدارة أوباما للتجسس على القادة والسياسيين والصحفيين الأوروبيين، أم كان ذلك البرنامج هو بيجاسوس Pegasus نفسه!؟
حث هيئات الحكومة الألمانية على إزالة صفحات الفيسبوك الخاصة بهم قبل العام المقبل
في 25 يونيو، كتب أولريتش كيلبر – المفوض الاتحادي لحماية البيانات وحرية المعلومات – إلى الهيئات الحكومية “يوصيهم بشدة” بإغلاق حساباتهم وصفحاتهم الرسمية على فيسبوك، بسبب المشكلات المستمرة في الامتثال لمعايير حماية البيانات، وإخفاق فيسبوك في التعامل مع هذه المشكلة.
وحذر كيلبر في خطابه إلى الهيئات الحكومية من أنه يعتزم البدء في اتخاذ إجراءات تنفيذية اعتبارًا من يناير 2022، ومنحهم مهلة حتى ذلك التاريخ لإغلاق صفحاتهم على فيسبوك، حيث إن فيسبوك لديه تاريخ طويل من تجاهل الخصوصية وقوانين حماية البيانات.
تجسس إدارة أوباما على الحكومة ووسائل الإعلام الألمانية
تجسُسُ وكالة الأمن القومي الأمريكية على المسؤولين الألمان ليس بالأمر الجديد، على الرغم من استمراره في إثارة غضب دعاة حرية الصحافة ومن لديهم ذكرياتٍ سيئةٍ مع الحكوماتِ القمعيةِ سواءً الشيوعيةِ أو النازيةِ في ألمانيا. واتهمت مجلة دير شبيجل الألمانية وكالة الأمن القومي الأمريكية بالتجسس على اتصالات الهاتف الخلوي للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في عام 2013، وكان ذلك الاتهامُ بناءً على معلوماتٍ مستقاةٍ من الملفاتِ المسروقةِ والمسربةِ عن طريق إدوارد سنودن.
ولم تكن وكالة الأمن القومي تتجسسُ فقط على ميركل، لكنها تجسستْ أيضًا على الصحافة الحرة في ألمانيا، وعلى وجه التحديد دير شبيجل.
وفي أوائل صيف 2011، التقى رئيسُ مكتبِ وكالةِ المخابراتِ المركزيةِ في برلين (الذي يمثلُ أيضًا وكالةَ الأمنِ القوميِ في السفارةِ الأمريكيةِ) بمنسقِ المخابرات الألمانية هايس ومساعده غويدو مولر. وحث رئيس مكتب وكالة المخابرات المركزية الرجلين على اتخاذ إجراءات ضد نائب هايس، هانز جوزيف فوربيك، الذي قال إنه يسرب معلومات سرية للصحفيين.
وقال أحد المراسلين المتورطين في الواقعة “شعرت بالمرارة عندما علمت أن وكالات المخابرات الأمريكية تجسست على صحفيين في دولة أخرى، وأدانت مصادر المعلومات المزعومة لدى الحكومة”. وأضاف ” كنت أتوقع حدوث ذلك في دولٍ استبدادية مثل روسيا أو الصين، ولكن ليس في دولة ديمقراطية.” وطلب المراسل عدم الكشف عن هويته خوفًا من اتخاذِ إجراءاتٍ ضده من حكومته أو الحكومة الأمريكية.
نشرت مجلة دير شبيجل العديد من القصص التي أثارت حنق مجتمع المخابرات الأمريكية بلا شك، بما في ذلك “الترحيل الاستثنائي” (أي خارج نطاق القانون) لمحمد حيدر زمار إلى سوريا، وهو متطرف ألماني تم حبسه في زنزانة في دمشق على مدى السنوات الأربع الماضية كجزء من برنامج “الترحيل الاستثنائي” لواشنطن بعد 11 سبتمبر، حيث تسمح الولايات المتحدة لدمشق بممارسة التعذيب، حتى لا تضطر إلى ذلك، من خلال تسليم محمد حيدر المشتبه في صلاته بخلية القاعدة في هامبورغ إلى السوريين.
تجسس وكالة الأمن القومي على اتصالات 35 من زعماء العالم بعد أن سلم مسؤول أمريكي أرقامهم للوكالة
تجسست وكالة الأمن القومي الأمريكية على المحادثات الهاتفية لـ 35 من قادة العالم بعد أن حصلت الوكالة على أرقام هواتفهم من مسؤولٍ في وزارةٍ أمريكيةٍ أخرى، وفقًا لوثيقة سرية سربها إدوارد سنودن.
وتكشف الوثيقبة السرية أن وكالة الأمن القومي تشجع كبار المسؤولين في إدارات “العملاء”، مثل البيت الأبيض، ووزارة الخارجية والبنتاغون، على مشاركة “رولودكس” (أداة لحفظ أرقام التواصل) حتى تتمكن الوكالة من إضافة أرقام هواتف كبار السياسيين الأجانب إلى أنظمة المراقبة الخاصة بهم.
وتشير الوثيقة إلى أن مسؤولًا أمريكيًا لم يُذكَرُ اسمه أعطى 200 رقم، بما في ذلك أرقام قادة العالم البالغ عددهم 35، ولم يذكر اسم أي منهم. وتم “تكليف” وكالة الأمن القومي على الفور بمراقبة تلك الأرقام.
وزير الداخلية الألماني يَحظُر أجهزة أيفون وبلاك بيري، حسب صحيفة بيلد
في عام 2012، حظر وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش استخدام موظفي وزارته لأجهزة أيفون وبلاك بيري، لأن الخوادم المرتبطة بتلك الأجهزة موجودة في الولايات المتحدة، حسبما ذكرت صحيفة بيلد تسايتونغ، نقلاً عن مسؤولين استخباراتيين لم تذكر اسمائهم.
في النهاية، يتضح من الوقائع والبحث أن الشركة الإسرائيلية المُطورة لبرنامج بيجاسوس كان لها يد في وقائع التجسس على المسؤولين الأوربيين والصحفيين ورجال الأعمال بل والرؤساء ورؤساء الوزراء الأوربيين أيضًا أثناء فترة حكم أوباما وبعض الشكوك تحوم حول إدارة بايدن أيضًا في اتباع النهج نفسه.
المصدر: