تكريما لمواقف المرشدين اليونانيين، مصر تهدي السفير اليوناني درع قناة السويس الجديدة
كتب : جرجس خليل
تدقيق لغوي: عبدالعزيز السلاموني
قناة السويس حفرها المصريون بدمائهم وشارك في حفرها ٢٥٪ من الشعب المصري وقتها، لذلك أصبحت لها مكانة كبيرة جدا لدى المصريين.
ومصر لا تنسي من وقف معها وقت الشدة. وتثمن الدولة المصرية دائما ما حدث من جانب المرشدين اليونانيين وعدم تركهم لقناة السويس، عقب قرار الرئيس جمال عبد الناصر، بتأميم قناة السويس ووقوفهم بجانب المصريين في إدارة القناة وعدم تخليهم عن القيادة المصرية.
انسحاب المرشدين الأجانب:
وفي أعقاب التأميم تباطأ المرشدون الأجانب وتمارضوا، وامتنعوا عن العمل، بتحريض من الشركة المؤممة. وأعطت كل موظف يمتنع عن العمل بالقناة مكافأة تراوحت قيمتها بین مرتب سنة ومرتب 3 شهور إضافة إلى معاش شهري کبير. فاستدعت الإدارة المصرية المرشدين المصريين الذين سبق أن رفضتهم الإدارة السابقة، واستعانت بمرشدين من السلاح البحري “القوات البحرية”، وكذلك اتصلت وزارة الخارجية المصرية بسفاراتها في الخارج لطلب مرشدين أجانب للعمل بالقناة.
التحق للعمل بالقناة، من 26 يوليو إلى 14 سبتمبر 1956م، 68 مرشدأ. وقد تم تدريبهم في زمن قياسي استغرق 20 يوما فقط بدلا من سنتين. بالإضافة إلي المرشدين اليونانيين اللذين رفضوا الانسحاب.
معركة المرشدين:
افتعلت كل من بريطانيا وفرنسا مشكلة المرشدين، فور إعلان تأميم شركة القناة بغرض إظهار عجز القيادة المصرية عن إدارة القناة بعد تأميمها، وتنفيذاً لذلك صدرت الأوامر من باريس إلى الموظفين الأجانب من مرشدين وفنيين وكتبة، بالانسحاب دفعة واحدة ليلة 14 /15 سبتمبر 1956.
وفى ساعة الصفر حسب المخطط الاستعمارى غادر العمل 155 مرشداً من 207 فلم يبق من جهاز الارشاد سوى 52 مرشدا، ومع هؤلاء انسحب أيضاً 326 من العاملين من بين 805، وهذه الانسحابات كانت كافية لشل الملاحة وغيرها من أعمال القناة، لو لم تتخذ مصر منذ البداية الاحتياطات اللازمة.
وتم إحلال المرشدين للقناة فى الحال، أما عن طريق تعيين غيرهم من الخارج أو من البحرية المصرية، وكانت البداية بحشد متحمس من 53 مصرياًو 6 يونايين و3 ألمان وايطالى واحد وأسبانى واحد وسويدى واحد، وفى الوقت ذاته جند عبد الناصر 70 مرشداً فور قرار التأميم وتدربوا نظرياً وعملياً فى دورة مكثفة لم تتجاوز شهراً واحداً.
وجاءت ساعة الصفر وترك المرشدون الأجانب العمل بالقناة، وأخذت أول قافلة بقيادة المرشدين الجدد تشق طريقها عبر القناة يوم 15 سبتمبر، وعبرت 42 سفينة لم يعق سيرها عائق، وتوالت الأيام والعمل فى القناة على ما يرام حيث لم يقع أى حادث، ولم تتوقف الملاحة ولم يتعطل المرور.
ومع هذا النجاح تحول حذر الأوساط الملاحية إلى ثقة ويقين، وتحولت مخاوف السفن وقلق مديرى شركات النقل البحرى والتأمين إلى الاطمئنان والإعجاب.
وكتب ايزنهاور فى مذكراته: “وكما اتضح فيما بعد فإن المسئولين والعمال المصريين لم يكونوا على كفاءة فى إدارة القناة فحسب، بل إنهم سرعان ما أثبتوا أنهم يمكنهم أن يفعلوا ذلك فى ظل ظروف زيادة الدور وبمقدرة متزايدة”.
مصر لا تنسي من وقف معها وقت شدتها،
عرفانا وتكريما بهذا الموقف، رحب الفريق أسامة ربيع بالسفير اليوناني، ضيفا عزيزا في هيئة قناة السويس، وأعرب عن تقديره للعلاقات التاريخية التي تجمع مصر واليونان على المستويين الشعبي والرسمي، مشيدا بما تشهده العلاقات المشتركة من تقارب غير مسبوق في كافة المجالات في ظل اهتمام القيادة السياسية للبلدين.
وأشاد ربيع على اعتزاز هيئة قناة السويس بالدور البطولي للمرشدين والعاملين اليونانيين ورفضهم التخلي عن مواقعهم عقب تأميم قناة السويس وعملهم جنباً إلى جنب مع المرشدين والعاملين المصريين آنذاك.
من جانبه، أكد السفير اليوناني بالقاهرة أن قناة السويس تتمتع بمكانة خاصة لدى الشعب اليوناني، مبدياً استعداده الدائم للتعاون المثمر مع هيئة قناة السويس، مثمناً الجهود المبذولة من قبل الهيئة، للحفاظ على المكانة الرائدة للقناة، وتعظيم الاستفادة من الممر الملاحي الأهم عالميا بتبني رؤى طموحة للتطوير والتحديث.
وقد أهدى الفريق أسامة، ربيع رئيس الهيئة درع قناة السويس الجديدة إلى السفير اليوناني بالقاهرة، تقديرا لدولة اليونان ولدور المرشدين اليونانيين في أزمة السويس ١٩٥٦م
نشرت هيئة قناة السويس في الذكرى الخامسة و الستين لعيد المرشد فيلما تسجيليا بعنوان “رجال اوفياء”، يعرض مواقف مشرفة لمرشدي الهيئة منذ انسحاب المرشدين الأجانب، وعمليات العبور الفريدة التي قام بها المرشدون خلال الفترة الماضية.. من خلال الفيلم التسجيلي
” رجال أوفياء ”
قناة السويس تحقق أرقاما قياسية
صرح الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، بأن حركة الملاحة بالقناة سجلت، اليوم الاربعاء، أعلى معدل عبور يومي للسفن العابرة في تاريخ القناة بعبور 87 سفينة من الاتجاهين دون انتظار، بإجمالي حمولات صافية قدرها ٤,٨ مليون طن.
وبلغ عدد السفن العابرة للقناة من اتجاه الشمال ٣٨ سفينة بحمولات صافية قدرها ٢ مليون طن، فيما عبرت ٤٩ سفينة من اتجاه الجنوب بالمجرى الملاحي الجديد للقناة بإجمالي حمولات صافية بلغت ٢,٨ مليون طن.
وأكد رئيس الهيئة على جاهزية قناة السويس للتعامل مع المتغيرات المختلفة التي تشهدها حركة التجارة العالمية بعد زيادة القدرة العددية والاستيعابية للقناة بفضل مشروع قناة السويس الجديدة، مشيراً في هذا الصدد، إلى أن مشروعات تطوير المجرى الملاحي للقناة تتصدر أولويات أجندة العمل خلال المرحلة المُقبلة في ظل ما يحظى به هذا الملف من اهتمام بالغ من القيادة السياسية، موجهاً الشكر للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعمه الدائم لهيئة قناة السويس ومشروعاتها المستقبلية التي تصب في صالح الاقتصاد الوطني وشعب مصر العظيم.
وتصدرت حركة الملاحة من اتجاه الشمال سفينة الحاويات العملاقة MSC ISTANBUL بحمولة كلية ١٨٢ ألف طن، في رحلتها القادمة من المغرب والمتجهة إلى سنغافورة ، فيما جاءت سفينة الحاويات MSC ANNA التي ترفع علم ليبيريا على رأس قافلة الجنوب بحمولة كلية قدرها ٢٠٣ ألف طن في رحلتها القادمة من السعودية والمتجهة إلى مصر.
جدير بالإشارة، أن حركة الملاحة بالقناة، سجلت اليوم الأربعاء، عبور أنواع مختلفة من السفن العملاقة حيث عبرت ١٨سفينة حاويات و ٢٦ سفينة صب، بالإضافة إلى عبور ١٨ سفينة من ناقلات البترول الضخمة فضلا عن عبور ١٠ سفن من ناقلات الغاز الطبيعي المسال والغاز البترولي المسال، و ١٥ سفينة من الأنواع المختلفة الأخرى.
” أبطال فوق العادة ” فيلماً تسجيليا يلقى الضوء على المهام المختلفة المرتبطة بعبور السفن
أول اجتماع مجلس إدارة مصرى بعد تأميم قناة السويس 1958 برئاسة المهندس محمود يونس رئيس هيئة قناة السويس وعضوية كلاً من:
1. بدوي إبراهيم حمودة
2. م. إبراهيم ذكي
3. م. نبية يونس
4. م. محمد توفيق سكر
5. برهان سعيد
6. محمد على الفقيه
7. م. محمد أحمد سليم
8. د. مصطفى الحفناوي
9. د. محمود عبد الباقي القشيري.
قناة السويس في فبراير 1934، صورة التقطها الطيار والمصور والتر ميتلهولزر.