مصر تحتفل باليوم العالمي للسياحة.. وزيادة في أعداد السائحين للمناطق الأثرية المطورة
كتب: محمد محمود عيسى
تصحيح: عبدالعزيز السلاموني
مصر أم الدنيا، وهي وجهة مميزة يقصدها السائح من جميع أنحاء العالم، وتضم الكثير من المعالم السياحية والتاريخية الفريدة، فضلًا عن العجائب والكنوز الأثرية التي لا يوجد لها مثيل في أي مكان، والتي طالما كانت السمة المميزة للسياحة في مصر، حيث يقبل الكثير من السائحين على السفر والقدوم إلى مصر لزيارة الأهرامات وأبو الهول، والمتاحف المصرية المختلفة، والكثير من المناطق الأثرية المفتوحة والتي تمثل ثلث آثار العالم، وتمثل مزيجا من الحضارات القديمة المختلفة ومنها التاريخ الإسلامي والقبطي والروماني واليوناني، والفرعوني بما يمثل تنوعا حضاريا عظيم الأثر والقيمة.
وتشتهر السياحة في مصر بالتنوع الحضاري والثقافي، وبكونها موطن الحضارة القديمة، بفنها، ومعابدها، كما أنها أيضًا وجهة مميزة بين محبي الاستمتاع بالشواطئ الخلابة، وأنواع السياحة المختلفة كما تشتهر بخصوصية المكان وعمق الزمان، وهناك أيضًا الكثير والكثير فلكل مدينة في مصر سحرها الخاص الذي يمكنك اكتشافه من خلال تاريخها وثقافتها وأنشطتها المختلفة.
وتعتبر مصر قلب الوطن العربي النابض بالحياة، والمغطى بالجمال، والمملوء بالدفء، والمجلل بالقدسية. وتعد أرشيفًا تاريخيًا عالميًا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني، فهي التي على أرضها ظهرت الحضارات، وتقدست الأماكن فيها بتجلي الله عليها، وهي التي تنافس الجميع على حبها والتغني بها، هي عاصمة الفن والحياة، وعاصمة الثقافة والعلم والدين.
وفي إطار احتفالات يوم السياحة العالمي الذي يوافق الاحتفال به يوم ٢٧ سبتمبر من كل عام وحددت له منظمة السياحة العالمية شعار ” السياحة من أجل تحقيق نمو شامل”، ليكون شعار الاحتفال هذا العام، احتفلت اليوم المقاصد السياحية المصرية والمتاحف والمواقع الأثرية بهذا اليومبالتزامن مع زيادة اعداد السائحين لمصر، وتم الترحيب وتقديم الورود لهم ومجموعة من المواد الدعائية عن مصر ومنتجاتها وأنماطها السياحية المختلفة والمتميزة، وذلك وسط تطبيق جاد للإجراءات الاحترازية وضوابط السلامة الصحية.
وبهذه المناسبة، شهدت معابد الكرنك، اليوم، عدد من الفعاليات وسط أجواء مبهجة تضمنت عروض عزف بالمزمار البلدي واستعراضات للفنون الشعبية والتي نالت إعجاب السائحين، وقد شارك في هذه الاحتفالات عدد من ممثلي القطاع السياحي الخاص الذين قاموا بالاستقبال والترحيب بعدد كبير من السائحين الذين توافدوا اليوم على زيارة المعابد .
كما احتفلت مناطق المسلة الناقصة وأبو سمبل وإدفو وفيلة في محافظة أسوان على مدار اليوم، حيث تم استقبال الزائرين بالورود والكتيبات وعروض فرق الفنون الشعبية.
وقامت البعثات الأثرية الأجنبية العاملة بمحافظات الأقصر وأسوان بالمشاركة في الاحتفال بهذا اليوم من خلال عرض مجموعة من المواد الدعائية عن الاكتشافات الأثرية وأعمال الترميم بالمناطق التي يعملون بها.
وقد شارك مكتب السياحة الداخلية للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي في افتتاح معرض للمشغولات اليدوية بمحافظة الإسماعيلية والذي تنظمه المحافظة على هامش الاحتفال بيوم السياحة العالمي، كما شارك في مارثون للجري بدأ من منطقة الكورنيش الجديد وانتهي بمنطقة نادي الفيروز بالإسماعيلية حيث يقام المعرض، وشارك في هذا الماراثون مشاركون من فئات عمرية متنوعة ومجموعة من ذوي الهمم الذين تم إهدائهم هدايا تذكارية من الهيئة.
وفي سبيل الاهتمام بثروات مصر الحضارية قامت الدولة بترميم وتطوير العديد من المتاحف والمناطق الأثرية منها:
1 – المتحف المصري للحضارة المصرية
يقع المتحف بالقرب من حصن بابليون، ويطل على بحيرة عين الصيرة في قلب مدينة الفسطاط التاريخية بمنطقة مصر القديمة بالقاهرة. تم وضع حجر الأساس في عام ٢٠٠٢ ليكون هذا المتحف واحدًا من أهم وأكبر متاحف الآثار في العالم. وهو أول متحف يتم تخصيصه لمجمل الحضارة المصرية؛ حيث ستحكي أكثر من ٥٠ ألف قطعة أثرية مراحل تطور الحضارة منذ أقدم العصور حتى العصر الحديث. وسوف تُعرض مقتنيات المتحف في معرض رئيسي دائم يتناول أهم إنجازات الحضارة المصرية، بالإضافة إلى ستة معارض أخرى تتناول موضوعات: الحضارة، والنيل، والكتابة، والدولة والمجتمع، والثقافة، والمعتقدات والأفكار، بالإضافة إلى معرض المومياوات الملكية، وبتكلفة إجمالية بلغت مليار ونصف جنيه.
2 – مشروع إعادة الألوان الأصلية لأعمدة متحف الكرنك
يواصل فريق الترميم والعمال والأثريون المصريون، العمل فى المشروع الأثرى الجديد لتجميل 134 عمودا بارتفاع 20 مترا للواحد داخل “صالة الأعمدة الكبرى” فى معابد الكرنك، لإظهار الجمال والألوان البديعة والنقوش والكتابات الهيروغليفية التي نقشت منذ آلاف السنين على جدران الأعمدة، وذلك ضمن المشروعات والتطوير الشامل فى معابد الكرنك ومعبد الأقصر قبيل الاحتفال العالمي لافتتاح طريق الكباش الفرعوني.
يجرى العمل بصورة يومية فى ترميم صالة الأعمدة الكبرى وإظهار ألوانه، فهو أكبر بهو يضم أعمدة فى مختلف أنحاء العالم، حيث أن البهو طوله 52 م وعرضه 103 م، وبه 134 عمودا من الحجر الرملي، وهذه الأعمدة مكونة 16 صفا، وقد أجمع العلماء على أنه فى البداية لهذا البهو وأعمدته كان الملك أمنحتب الثالث، حيث أقايم الممران الرئيسيان، ويشملان على 12 عموداً بساق أسطوانية فى أسفلها وتاج على شكل زهرة البردي، وكل عمود يبلغ ارتفاعه 19.5م.
3 – ترميم هرم زوسر المدرج بسقارة
مشروع ترميم هرم سقارة هو أحد أهم مشاريع الترميم التي تنفذها وزارة السياحة، فهرم زوسر هو أقدم بناء حجري في العالم، وشمل مشروع الترميم أعمال درء الخطورة، والترميم الخارجي والداخلي للهرم شمل تطوير مسارات الزيارة المؤدية للهرم والممرات الداخلية المؤدية لبئر الدفن، وأعمال ترميم التابوت الحجري، بالإضافة إلى أعمال الترميم الدقيق للحوائط، بتكلفة ١٠٤ مليون جنيه.
تعود فكرة تشييد هرم زوسر المدرج إلى المهندس والطبيب “إمحوتب”، وشملت أعمال الترميم الواجهات الخارجية للهرم وتثبيت الحجارة المقلقلة، وترميم مباني وسلالم المدخل الجنوبي والمدخل الشرقي من الخارج، بالإضافة إلى أعمال الترميم الدقيق وتهيئة وتنظيف جميع الممرات الداخلية للهرم، وجاري أعمال التسوية في الناحية الشرقية للهرم، بالإضافة إلى تمهيد مسارات الزيارة، ووضع نظام حديث للإضاءة.
4 – تطوير منطقة هضبة الأهرامات الأثرية بالجيزة
يأتي مخطط تطوير منطقة هضبة الأهرامات الأثرية ضمن استراتيجية الحفاظ على الموروث الأثري والتراثي، وكذلك رفع جودة تجربة الزائر لمنطقة الأهرامات.
وقد اعتمد مخطط المشروع على تقسيم المنطقة ومجالها الأثري إلى ثلاثة نطاقات، تبعًا للأهمية الأثرية ومعطيات كل نطاق، وطبيعته بحيث يمثل النطاق الأول الأساس المباشر للمنطقة الأثرية ويضم كل الآثار المبنية والظاهرة والخاضعة للتنقيب الأثري أو المحتملة، أما النطاق الثاني فيمثل منطقة عازلة، ويشكل النطاق الثالث أو الخارجي منطقة انتقالية ضمن الحدود المعتمدة للمنطقة الأثرية.
يتضمن المشروع بمراحله الثلاثة تطوير مداخل المنطقة الأثرية، وبناء سور مراقب بالكاميرات، وغرفة تحكم لأنظمة المراقبة، وإنشاء مبنى جديد للتفتيش، وتأهيل الطرق، وإنشاء مركز للزوار، وإنشاء منطقة للتريض خارج السور الأمني مساحتها ١٨ كم، مخصصة لركوب الخيل والجمال ويمكن الدخول إليها من المنطقة الأثرية، ويسمح فيها بتواجد الباعة الجائلين، وتطوير منطقة الصوت والضوء، بالإضافة إلى إقامة أبنية خدمية كتلك الخاصة بالإدارة الهندسية والمخازن والورش الملحقة بها، ومبنى للشرطة، ومبنى للدفاع المدني، وأبنية لخدمة الهجانة والخدمات البيطرية الملحقة.
5 – افتتاح وكالة الجدواي التاريخية
تم العمل فى وكالة الجداوي خلال الفترة الماضية، ضمن “اكتشاف أصول إسنا التراثية والتاريخية” مشروع ضخم انطلق على مدار الشهور الماضية لإحياء التراث التاريخى والآثرى القديم داخل مدينة إسنا المدينة التراثية، التى كانت مملكة التجارة فى السنوات الماضية، ونجح مؤخراً فى تقديم الدعم فى مثلث ضخم هو الأساس فى القطاع السياحى بمدينة إسنا، وظل مهملاً طوال السنوات الماضية، وهى منطقة محيط معبد إسنا والسوق السياحى بمنطقة القيسارية ووكالة الجداوي التى كانت تعتبر مقر التجارة فى فترة المماليك والملكية وغيرها من العصور القديمة.
6 – ترميم منطقة أثار ميت رهينة
يتضمن مشروع التطوير تحديد مسارات الزيارة لمنطقة المعابد بميت رهينة، وإقامة سوق سياحية لبيع الهدايا التذكارية، وإقامة مركز للزوار يحكي تاريخ هذه المنطقة العريقة، بتكلفة بلغت ٢٦ مليون جنيه .
وتمثل هذه المنطقة عاصمة مصر القديمة في بداية التاريخ المصري، حيث اتخذها الملك مينا “نعرمر” عاصمة لمصر، وكانت تسمى «الجدار الأبيض» ثم «منف» فيما بعد، واستمرت أهميتها الدينية والتاريخية والاستراتيجية طوال العصور الفرعونية القديمة، وقد خرج منها تمثال رمسيس الثاني الذي كان موجودًا بميدان رمسيس وتم نقله إلى المتحف المصري الكبير.
وتضم المنطقة معبد الإله بتاح، ومعبد التحنيط، ومعبد الإلهة حاتحور، ومتحف تمثال رمسيس الثاني الضخم، وسيتم تطوير المتحف ضمن مشروع التطوير الشامل.