fbpx
سلايدرمقالات

أحمد نشأت يكتب: ماذا لو رحل البيه البواب

انا أقصد بالفعل البيه البواب، حارس العقار، بواب العمارة، هذا الشخص القاطن في غرفة بمدخل العمارة.

غرفة واحدة تحمله هو وزوجته وأولاده، ينامون ويأكلون ويشربون ويباتون بغرفة يمكن أن تفصلها بعض الستائر، او ان يبني جداراً فاصلا، إن تحملت ذلك.

صورة نمطية تكونت في عقول هؤلاء البسطاء عن هذه المهنة منذ أن بدأت السينما، هجرة أسرية من الأقاليم إلى القاهرة أو إلى المدينة بصفة عامة، يسكن بدون مقابل، ومرتب شهري لا يسمن ولا يغني من جوع، واعتماد مباشر على البقشيش والسمسرة ليكون العمود الرئيسي لهذه الحياة الغريبة النمطية.

إما أن البواب متزوج ولديه أولاد، أو  يتزوج ويكّون أسرته على طريقة “عك وربك يفك” أو “اصرف مافي الجيب يأتيك ما في الغيب”.

أسرة مبعثرة لا صحة، لا تعليم، لا توعية، لا هدف، لا شيء على الإطلاق.

غرفة فارغة كل ماعليك هو ان تسكنها وتملؤها بالعيال دون أدنى هدف.

هذه كارثة ياسادة يجب أن تتوقف فورا، يجب أن تسن لها التشريعات والقوانين وتعديل لوائح إدارة الحي والمحليات.

هذا عبئ على الدولة من كل الاتجاهات، أولها الزيادة السكانية، وآخرها التسرب من التعليم وانحدار المستوى الصحي.

قل لي بالله عليك، ماهي فائدة وجود بواب العمارة إلا إذا كان سمسارا أو لتوصيل الطلبات ويمكن أن يفيد بالحراسة على استحياء.

الدولة يجب أن تمتلك مفتاح غرفة البواب لكي لا تمتلئ مداخل العمارات بالأسر المبعثرة.

أليست هذه الأسرة البسيطة هي الهدف الرئيسي لمبادرة “بداية” جديدة لبناء الإنسان.

فكيف تبني إنسانا يعيش في هذه الظروف على مرئى ومسمع من الدولة، ثم تشجب الدولة وتدين الزيادة السكانية، وضعف الصحة، وانعدام الوعي، والتسرب من التعليم، وزيادة البطالة.

اسمه الحقيقي هو حارس العقار، له وقت محدد ثم يغادر إلى منزله، هو ليس سمسمارا ولا دليفري ولا عامل نظافة، فكل له مسؤوليته وعمله.

ياسيدي الفاضل، لو أردت بناء دولة بأشخاص أقوياء أصحاء متعلمين، فلا تترك الأمر لأصحاب المصلحة ومنعدمي الوعي، لا تترك الأمر للصدفة.

هل هناك حصر لعدد بوابين العمارات، كم منهم مريض بسبب الإهمال، كم منهم لا يعرف القراءة والكتابة، كم منهم يزوج بناته قبل السن القانونية، كم عاطل يترعرع، وليس عاطلا عاديا.

هذه الكلمات ليست إهانة لمهنة بل هي تقنين وحفاظ على إنسان حتى وإن قرر بنفسه إهمال نفسه وأسرته، فمن حق الدولة أن تردعه حتى عن إيذاء نفسه.

ومن مقالي هذا أطالب جميع العمارات برحيل البواب فورا وتحويله لحارس عقار له حقوق مادية وتأمينية كأي موظف قطاع خاص.

على أمل أن لا يتحول البيه البواب للبيه الحارس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى