fbpx
مقالات

أحمد صبري يكتب: نصر أكتوبر 1973.. دروس التاريخ في زمن اضطرابات 2024

اعتدنا في كل عام أن نحتفي بذكرى انتصار جيش مصر العظيم في نصر أكتوبر1973، إلا أن احتفالنا في عام 2024 يحمل دلالات وإشارات بالغة الأهمية لما تشهده المنطقة من توترات وصراعات، تتجلى تلك الدلالات في عظمة امتلاكك لجيش نظامي قوي التسليح، جيش يحمل وسام الوطنية، يصطف رجاله خلف قيادة وطنية، وتحت راية موحدة، محافظا على دماء وأعراض أبناء وطنه، واضعا تحرير أرضه وحماية مقدساته الوطنية هدفه الأول والوحيد، جيش يحارب، ويضحي وينتصر، ويخوض معاركه بشرف وعزة ونزاهة وكرامة دون اعتبارات أخرى تخدم مصالح وأجندات خارجية.

ففي ظل تداخل الأوراق وتشابك المصالح والتوتر الشديد والصراع الملتهب وحالة انعدام الأمن الذي تشهده المنطقة في عام 2024 يدفعنا إلى أن نكرم جيشنا العظيم، ونعلي من شأنه كل لحظة في العام لما أنعم الله علينا بنعمة الأمن والأمان التي سخرها المولى عز وجل على أيدي رجال جيش مصر العظيم، فلولا امتلاك مصر لذلك الجيش لكانت تغيرت كل موازين القوى بالمنطقة منذ سنوات بعيدة، بل لن أكون مبالغا في القول بأنه لولا مصر وبفضل سياستها الحكيمة وبصلابة جيشها الرشيد لتغيرت تضاريس وجغرافيا وتاريخ الكرة الأرضية كلها، فمصر هي تصديقا لقول المولى عز وجل “خزائن الأرض” التي جعلها الله ركيزة ومحور اتزان الأمن القومي بالكرة الأرضية.

بالعودة للحديث عن مكتسبات نصر أكتوبر1973 فلم يكن ذلك انتصارا عسكريا فقط، بل كان رمزًا للعزيمة والقوة والنجاح في مواجهة التحديات والصعاب، فقد نجحت قواتنا المسلحة في عبور اليأس، وتدمير ساتر الخوف والجراح، واجتياز خط الإحباط، فما أحوجنا اليوم لتكرار عرض تلك المشاهد المضيئة كل يوم، وكل لحظة كي نوقظ بداخلنا دوافع الأمل والقوة، كي نستلهم من ذلك النصر روح التحدي والإصرار على النصر مهما بلغت المعوقات والتحديات.

ولعله من المخجل أن نضع انتصار أكتوبر المجيد في جملة مفيدة أو في محل مقارنة مع أي عمل آخر يظن المروجون له بأنه من قبيل الأعمال البطولية أو الفدائية كنصر أكتوبر العظيم، فجيش مصر ليس ميلشيا أو فصيل من المرتزقة، ورجال جيش مصر لا يختبئون في الملاجئ أو الأنفاق، ولا يعرضون حياة المواطنين لأي تهديد، ولا يتسببون في إراقة الدماء وتدمير البنية التحتية لمجرد التسويق الدعائي لتلك الأعمال البطولية المزعومة التي تخدم مصالح جماعات ودول أخرى، فجيش مصر لا يخدم سوى مصلحة مصر، ولا ينفذ سوى الإرادة السياسية والسيادية لمصر، ومهما حاولوا إلصاق ذكرى أكتوبر بأي عمل آخر فسوف يظل أكتوبر محفورا في وجدان التاريخ بأنه انتصارا مصريا خالصا دون أي مقارنات أو مزايدات.

سوف يظل يوم السادس من أكتوبر علامة مضيئة في تاريخ البشرية، سيظل يوم التتويج بتكاتف الشعب المصري والتفافه حول جيشه، ستظل ذكراه ملهمة لنا في عودة ثقتنا بأنفسنا، وبأن المصري يستطيع أن يتخطى الصعاب، ويتنصر على مخاوفه، شريطة أن يتحلى بالعزيمة والإصرار، وأن يوقن بأن التخطيط والدراسة والعلم والإخلاص أساس النجاح والتفوق، وأن يتخلص من أمراض الدونية التي طالت العديد في الآونة الأخيرة، وأن يفخر بجيشه ويوقره في كل لحظة، وألا يضع آراؤه السياسية في محل تقييم لوطنه وجيشه.

ختاما.. إن احتفالنا اليوم ليس مجرد ذكرى، بل هو عهد جديد على أنفسنا بأن نواصل مسيرة البناء والتنمية، وأن نحافظ على مكتسباتنا الوطنية. إننا نؤمن بقدرة شعبنا وجيشنا على تجاوز كل التحديات، وأن مصر ستظل دائمًا رمزًا للصمود والتحدي في وجه الأعداء حتى قيام الساعة، وأن مصر ستظل بمشيئة الله حصنًا منيعًا في وجه كل المؤامرات والموائمات.

حفظ الله مصر وجيشها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى