ثلث جنود الجيش الأمريكي في المستشفى بسبب مشاكل نفسية!
متابعة: نسرين طارق
وفقًا لتقارير حديثة من وكالة الدفاع الصحية الأمريكية، سجلت اضطرابات الصحة العقلية السبب الرئيسي لدخول أفراد الجيش الأمريكي في الخدمة الفعلية إلى المستشفى في عام 2023.
تظل الإصابات العضلية الهيكلية السبب الأول لزيارة أفراد الخدمة لمنشأة طبية، ولكن الحالات الصحية العقلية هي المسؤولة بشكل أكبر عن وضعهم في المستشفيات طوال الليل وإبقائهم هناك، وفقًا لعلماء الأوبئة في قسم مراقبة الصحة بالجيش الأمريكي، الذين راجعوا جميع المواعيد الطبية والاستشفاء بين القوات في عام 2023.
رصد التقرير أنه من بين ما يقرب من 62806 مرة تم فيها إدخال أفراد بالخدمة الفعلية إلى المستشفى في عام 2023، كان ما يقرب من 31٪ منهم لتلقي العلاج من الصحة العقلية، مع اضطرابات التكيف وإدمان الكحول كأهم التشخيصات للرجال، واضطرابات التكيف واضطراب الاكتئاب الشديد التشخيصات الرئيسية للنساء.
وبينما بلغ متوسط مدة الإقامة المستشفى بسبب مشكلة تتعلق بالصحة العقلية خمسة أيام، إلا أن بعض الموظفين بقوا لمدة تصل إلى 34 يومًا، وفقًا لتقرير المراقبة الطبية الشهري الصادر يوم الثلاثاء الماضي.
ارتفاع حالات الانتحار بين الجنود
لقد كانت الصحة العقلية لأعضاء الخدمة الأمريكية محورًا رئيسيًا لسياسات وزارة الدفاع وبرامج الصحة منذ أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بعد زيادة عدد حالات الانتحار ليس فقط بين أفراد الخدمة الفعلية ولكن أيضًا في الحرس والاحتياط.
قبل عام 2008، كانت الخدمة العسكرية تشكل عامل حماية ضد الانتحار، حيث كانت معدلات الانتحار بين الجنود أقل من المعدلات بين سكان الولايات المتحدة. ولكن منذ ذلك العام، ارتفعت معدلات الانتحار بشكل مطرد على الرغم من الجهود الهائلة التي تبذلها الخدمات العسكرية ووزارة الدفاع لمنع مثل هذه الوفيات.
الصحة العقلية عنصر أساسي
وبما أن الصحة العقلية تشكل عنصراً أساسياً في استراتيجية وزارة الدفاع الأمريكية للوقاية من الانتحار، فإن الوزارة تحتاج إلى فهم نطاق التشخيصات والاستشفاء لصياغة السياسة، بحسب الباحثين.
وكتب الباحثون أن التقدير الدقيق للحالة الصحية لأفراد القوات المسلحة يمكن استخدامه ليس فقط لتحديد الاستخدام المتوقع للرعاية الصحية وتكاليفها ولإعطاء الأولوية للعلاجات، ولكن أيضًا لتقييم تأثير العلاج وفعاليته من حيث التكلفة.
وبحسب التقارير، من بين 14 مليون لقاء طبي أجرته القوات في عام 2023، بما في ذلك المواعيد وكذلك الدخول إلى المستشفيات، كان ما يقرب من 20% منها يتعلق بالصحة العقلية – وهي زيادة قدرها 3% عن عام 2018 والتي قد تعزى إلى الوصول إلى الرعاية الطبية المجانية ومتطلبات التدريب.
فيما شكلت الإصابات ما يقرب من ربع جميع اللقاءات الطبية التي أجريت للأفراد العاملين في الخدمة الفعلية في العام الماضي، حيث كانت مشاكل الظهر هي الشكوى الأولى، تليها مشاكل الركبة وإصابات الذراع والكتف.
وجاءت اضطرابات النوم في المرتبة الرابعة، تلتها مشاكل أخرى في الجهاز العضلي الهيكلي.
وجاء القلق، والأعراض “غير المحددة”، واضطرابات التكيف والمزاج، وآلام القدم والكاحل في المرتبة العاشرة من بين الأسباب التي تدفع القوات إلى الاتصال بمقدمي الرعاية في عام 2023.
وأشار التقرير إلى أنه نظراً للارتباط الوثيق بين الصحة العقلية والصحة البدنية، وخاصة فيما يتعلق بآلام الظهر، ينبغي لمقدمي الخدمات العسكرية أن يفكروا في اتباع نهج شامل لعلاج أفراد الخدمة، بدلاً من تقسيم حالاتهم الطبية وعلاج كل حالة على حدا.
وحثوا القيادة الطبية العسكرية على استخدام “نهج شامل ومتكامل للرعاية” يأخذ في الاعتبار التحديات الصحية الفريدة التي يواجهها أفراد الخدمة أثناء التدريب والقتال، فضلاً عن “التفاعل بين أنظمة الرعاية الصحية العسكرية والمدنية”، من أجل “تلبية الاحتياجات الصحية للعسكريين والمحاربين القدامى بشكل أفضل”.
وقال المحللون إنهم يقومون بهذه الدراسة المتعمقة حول الإصابات والأمراض بين القوات لمساعدة القيادات العسكرية والمدنية في وزارة الدفاع على فهم نطاق القضايا؛ وتوفير معلومات عن صحة القوات المسلحة؛ وتوجيه القرارات بشأن الوقاية والعلاج، فضلاً عن الفعالية.
وكتبوا “إن المعلومات الحديثة والدقيقة عن حجم الاضطرابات الصحية بين أفراد الخدمة، والمجموعات المعرضة للخطر بشكل ملحوظ، والاتجاهات في حالتهم الصحية بمرور الوقت، تشكل بيانات بالغة الأهمية لصناع السياسات”.