في السادس من اغسطس 2020 استيقظت بيروت على إنفجار ضخم يشبه القنبلة الذرية والذي حدث داخل مرفأ “ميناء” بيروت، وراح ضحيته أكثر من 155 قتيل وإصابة أكثر من 5000 شخص، وخرجت التحقيقات حينها أن سبب الإنفجار هو تخزين مواد شديدة الانفجار داخل أحد مستودعات الميناء بكميات كبيرة.
واليوم نشرت صحيفة تليجراف البريطانية تقريرا عن تخزين حزب الله لكميات هائلة من الأسلحة والصواريخ والمتفجرات الإيرانية داخل مطار بيروت.
ووفقا لمصادر الصحيفة، فإن المخزون يتضمن صواريخ “فلق” المدفعية غير الموجهة، وصواريخ “فاتح-110” قصيرة المدى، وصواريخ باليستية متنقلة على الطرق، وصواريخ “M-600” بمدى يتراوح بين 150 إلى 200 ميل.
وتخزين صواريخ “AT-14 كورنيت” الموجهة بالليزر المضادة للدبابات، وكميات هائلة من صواريخ “بركان” قصيرة المدى، والمتفجرات من نوع “RDX”، وهي مسحوق أبيض سام يُعرف أيضًا باسم “سايكلونايت” أو “هيكساجون”.
وأثارت هذه المعلومات المخاوف من أن مطار رفيق الحريري، الذي يقع على بعد أربعة أميال فقط من وسط المدينة، قد يصبح هدفا عسكريا رئيسيا.
وصرح أحد العاملين في المطار للصحيفة البريطانية، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته: “هذا أمر بالغ الخطورة. الصناديق الكبيرة الغامضة التي تصل عبر رحلات مباشرة من إيران تشير إلى تدهور الوضع. عندما بدأت هذه الصناديق بالوصول إلى المطار، شعرنا بالخوف لأننا كنا نعلم أن هناك شيئًا غريبًا يحدث”.
وحذر من أن أي هجوم على المطار أو انفجار هناك قد يتسبب في أضرار جسيمة، مقارنة بالانفجار الذي دمر ميناء بيروت وألحق أضرارًا كبيرة بمركز المدينة في عام 2020.
بل وسيتم عزل بيروت عن العالم، ناهيك عن عدد الضحايا والأضرار، وإن الأمر مجرد مسألة وقت.
كما واجه حزب الله اتهامات سابقة باستخدام المطار المدني لتخزين الأسلحة، ولكن المصادر تدعي أن هذه العمليات تصاعدت منذ بداية الصراع في أكتوبر الماضي.
وقال عامل آخر في المطار: “لسنوات، كنت أشاهد حزب الله يعمل في مطار بيروت، لكن عندما يفعلون ذلك أثناء الحرب، يتحول المطار إلى هدف. إذا استمروا في جلب هذه المواد التي لا يسمح لي بفحصها، فأعتقد حقًا أنني سأموت من الانفجار أو من قصف إسرائيل لهذه المواد. ليس الأمر متعلقًا بنا فقط، بل بالأشخاص العاديين، المسافرين، والناس الذين يذهبون في إجازات. إذا تم قصف المطار، فإن لبنان سينتهي”.
إخفاء الأسلحة في الأحياء المدنية
وفي بيان، قالت قوات الدفاع الإسرائيلية إن: “استراتيجية حزب الله في إخفاء الأسلحة والعمل من الأحياء المدنية تهدف إلى استدراج قوات الدفاع الإسرائيلية لاستهداف هذه المناطق المدنية في أوقات التصعيد”.
ويقول نائب رئيس الوزراء السابق ونائب في حزب القوات اللبنانية، غسان حاصباني، إن سيطرة حزب الله على المطار كانت دائما مصدر قلق للبنان، وأكثر من ذلك الآن إذا أصبح المطار هدفًا عسكريًا في الصراع مع إسرائيل.
ودعا إلى اتخاذ إجراءات لتقييم المخاطر في المطار خوفًا من تكرار كارثة الميناء في عام 2020. وقال: “من الصعب جدًا معرفة من يمكنه اتخاذ إجراء. آخر مرة حاولت الحكومة اتخاذ إجراء في عام 2008، كان هناك رد فعل عنيف من حزب الله.
وقال: “نقل الأسلحة من إيران إلى حزب الله عبر نقاط الدخول الحدودية أو حتى مكونات الأسلحة، يعرض كلاً من السكان اللبنانيين وغير اللبنانيين الذين يسافرون ويعيشون في البلاد للخطر”.
وأضاف أن اتخاذ الإجراءات يكاد يكون مستحيلا دون تدخل دولي لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وأوضح أن: “ترسخ حزب الله في كل مكان، ليس فقط في المطار، بل في الميناء، والقضاء، وفي جميع أنحاء المجتمع. الإدارة العامة الآن مختطفة إلى حد كبير من قبل حزب الله، ومن الصعب إزالتها دون تغيير لعبة القوة المدعومة من الميليشيات التي توجد اليوم”.
مصدر أمني في الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) قال لصحيفة “ديلي تليغراف”: “كنا على علم بهذا لسنوات، لكننا غير قادرين على فعل أي شيء دون اتخاذ إجراءات قانونية دولية. نحن مقيدون اليدين في فعل ما نرغب فيه حقا، وهو إغلاق المطار وإزالة جميع الأسلحة والمتفجرات”.
جدير بالذكر ان إسرائيل نفذت لسنوات هجمات على مطارات دمشق وحلب في سوريا حيث تنقل إيران أسلحة من منشآت الإنتاج إلى حلفائها في المنطقة، بما في ذلك حزب الله.
وفي نوفمبر، أُجبر مطار دمشق على الإغلاق بعد ضربات أجبرت جميع الرحلات على تحويل مسارها.