إعداد: بسنت عماد
تعتبر نظرية “فيثاغورس” أو نظرية حساب المثلثات من أشهر وأقدم النظريات الرياضية في العالم، ومازالت مستخدمة حتى يومنا هذا، ولكن تلك النظرية مسروقة؟
هل سرقت من ” المصريين القدماء” ، وان مكتشفها طورها فقط!
من هو فيثاغورس
في البداية يجب أن نعرف من هو فيثاغورس؟ هو فيلسوف يوناني ولد في ” ساموس اليونانية القديمة “، عام 570 قبل الميلاد، انتقل فيثاغورس إلى مصر عام 535 ق.م، وكانت الحضارة المصرية القديمة في سنواتها الاخيرة، وتعلم على يد الكهنة المصريين وعرف منهم الكثير من أسرار الفلسفة والهندسة، ثم قام بعد ذلك بتطوير تلك العلوم كما طور الموسيقى، وأسس مدرسة فلسفية ودينية في إيطاليا بمدينة “كروتوني”.
فكرة نظرية فيثاغورس
تشرح نظرية فيثاغورس إنه في المثلثات القائمة الزاوية، مربع طول الضلع المقابل للزاوية القائمة يساوي مجموع مربعي طولي الضلعين الآخرين.
ما هي أصول النظرية؟
عرف المصريين القدماء علم الجبر وعلم المثلثات والهندسة قبل ميلاد فيثاغورس بآلاف السنين، وعند إكتشاف بردية أحمس او رند المتخصصة في علوم الرياضيات، المتواجدة حالياً في المتحف البريطاني، والتي يعود تاريخها إلى 1500 ق.م، نجد في البردية التي تصنف انها أقدم مخطوطة مكتوبة في علم الجبر وعلوم المثلثات.
توضح البردية أن المصريين القدماء استخدموا معادلات الدرجة الأولى وحلها بعدة طرق، وعرفوا المتتابعات العددية والهندسية، وعرفوا المعدلات التربيعية، كما توضح البردية أيضا أسس معادلة حساب المثلثات التي تم سرقتها وعرفت فيما بعد بنظرية “فيثاغورس”.
الإدعاءات البابلية
هناك بعض الإدعاءات على السوشيال ميديا تقول ان تلك النظرية تعود إلى الحضارة البابلية بالعراق.. وذكرت صحيفة الديلي ميل البريطانية: ان “بروس راتنر” وهو عالم رياضيات معاصر، اكتشف لوحاً بابلياً قديماً سبق ميلاد فيثاغورس بحوالي 1000 عام، وقال بروس أن اللوح الطيني الذي اكتشفه يستخدم مبادئ نظرية فيثاغورس لحساب طول القطر .
الإثبات التاريخي لنسب النظرية
نظرية حساب المثلثات مسروقة من قدماء المصريين بالاثبات التاريخي، وإن كل ما فعله “فيثاغورس” أنه طورها فقط، وهذا ما أثبتته كتب المؤلفين والعلماء اليونانيين القدماء مثل فرفاريوس الصوري وهيرودوت وطاليس؛
وبحساب السنين.. البردية المصرية تسبق الالواح البابلية بحوالي 500 سنة.
سرقة العلوم من قدماء المصريين
الامر لم يتوقف عند نظرية فيثاغورس او حساب المثلثات فقط بل امتد ليشمل علوماً عديدة كالفلسفة والهندسة والجبر والطب والعمارة وغيرهم من العلوم.
فهل يكفيك ان الفلسفة المنسوبة للحضارة اليونانية مسروقة من الحضارة المصرية القديمة.
وكذلك علم الفلك فهو اختراع مصري خالص، وغيرها من العلوم التي يتشدق الغرب انهم اخترعوها.. هم فقط سرقوها وطوروها وفي النهاية نسبوها لأنفسهم.
سرقة العلوم والمعارف من الحضارات القديمة
كعادة الغزاة الأوروبيين دأبوا علي سرقة العلوم من الدول الواقعة تحت احتلالهم..
أثناء الإحتلال البطلمي لمصر نسخ أرسطو ما عرف فيما بعد ذلك بكتاب جمهورية أرسطو.. وهو موجود في برديات نجع حمادي التي يرجع تاريخها لما قبل زمن أرسطو نفسه.
أما الفرنسيين.. فحدث ولا حرج، اصطحبوا في حملتهم على مصر 167 عالماً في مختلف المجالات، منهم علي سبيل المثال العالم “اليساندروا فولتا” والذي اخترع البطارية الكهربية بمجرد زيارته لمعبد دندرة وقبيل عودته لبلاده.
كما سرقت الحملة الفرنسية سقف معبد دندرة والذي كان به اسراراً لا تحصي لعلوم الفلك.
واكتشاف مومياء تم زراعة مسمار طبي في عظم الساق لها، وبردية أخرى تتكلم عن معرفة جنس الجنين أثناء الحمل، وغيرها تصف علاجات لامراض عديدة.
هل ادركت عزيزي القارئ ان أصل كل شيء هي مصر.. وان أجدادنا بعلمهم سبقوا كل العصور بما فيهم عصرنا الحالي!
ان لمصر حضارة عريقة نهب من علومها الكثير، ولا زالت تخفي أيضاً الكثير، فهل آن الأوان ان يكتشف علماؤنا المعاصرين علوم الأجداد بدلاً من ان ينشرها الغرب وينسبه لنفسه؟
السرقات العلمية من الحضارة المصرية القديمة ومن غيرها من الحضارات القديمة ظلت موجودة الى ان ظهرت الملكية الفكرية وحقوق التأليف، وقتها كف الغرب عن السرقة وعن نسب العلوم لهم بالاضافة الى ترجمة النصوص القديمة ومعرفة ما تحويه من علوم لم نكن نعرف اننا اصحاب الفضل على البشرية في اختراعها.
