باكستان ضد إيران.. بقعة مشتعلة جديدة على خريطة الصراع العالمي
في بقعة جديدة للصراع المتزايد على خريطة العالم، عاد من جديد الصراع بين إيران وباكستان وهو نتيجة للخلافات السياسية والدينية والأمنية بين البلدين، بالاضافة لبعض الأحداث الرئيسية في تاريخ هذا الصراع ومنها:
عام 1947: إيران تعترف باستقلال باكستان عن الهند وتدعمها خلال الحرب الباكستانية الهندية عام 1965.
عام 1979: ثورة الخميني تنهي العلاقات الودية بين البلدين وتزيد من التوترات الطائفية بين الشيعة والسنة.
عام 1998: باكستان تجري تجارب نووية تثير قلق إيران وتدفعها لتعزيز علاقاتها مع الهند.
عام 2010: إيران تعدم زعيم حركة جند الله البلوشية عبد المالك ريجي وتتهم باكستان بالتواطؤ معه.
عام 2019: جماعة جيش العدل تنفذ هجوما انتحاريا على الحرس الثوري الإيراني وتقتل 27 عنصرا.
عام 2023: إيران تشن ضربات صاروخية على مواقع لجيش العدل في باكستان وتثير احتجاجات وردود فعل عسكرية من الجانب الباكستاني.
وبحسب ماذكرته وكالة الأنباء الفرنسية، أعلنت باكستان الخميس بأنها نفّذت ضربات ضد “ملاذات إرهابيّة” في إيران، أوقعت تسعة قتلى بحسب طهران التي شنت في وقت سابق هذا الأسبوع ضربات داخل الأراضي الباكستانيّة.
وتكافح باكستان المسلحة نوويا، وجارتها إيران أعمال تمرد في مناطقهما الحدودية ذات الكثافة السكانية الضئيلة.
وتفاقم الضربات الحدودية المتبادلة الأزمات العديدة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط في ظل الحرب الإسرائيلية ضد حماس في غزة والهجمات التي يشنها المتمردون الحوثيون الموالون لإيران في اليمن ضد سفن تجارية في البحر الأحمر نصرة للفلسطينيين، على حد قولهم.
وقالت وزارة الخارجيّة الباكستانيّة في بيان إنّ “باكستان نفّذت هذا الصباح سلسلة ضربات عسكريّة منسّقة جدا ودقيقة ضدّ ملاذات إرهابيّة في محافظة سيستان بلوشستان الإيرانيّة”، مضيفةً أنّ “عددا من الإرهابيّين قُتِلوا”.
وأضافت “اتُّخذ التحرّك هذا الصباح في ضوء معلومات استخباراتية موثوقة عن أنشطة إرهابية وشيكة واسعة النطاق”.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية إرنا بمقتل ثلاث نساء وأربعة أطفال في محيط مدينة سراوان بجنوب شرق البلاد، مؤكدة فيما بعد مقتل رجلين.
وأكد وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي في مقابلة تلفزيونية بأن جميع القتلى “مواطنون أجانب”.
وذكرت وكالة “فارس” الإيرانية للأنباء من دون الإفصاح عن مصادرها بأنه يعتقد أن القتلى من “المواطنين الباكستانيين”.
واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال الباكستاني “لتقديم تفسير”، بحسب وكالة تسنيم الإخبارية.
وتتبادل طهران وإسلام أباد الاتهامات مرارا بالسماح لعناصر مسلحة تنشط من أراضي كل منهما بإطلاق هجمات، لكن نادرا ما تتدخل القوات الحكومية من أي الجانبين.
وأفادت الخارجية الباكستانية أن إسلام أباد “تحترم بشكل كامل سيادة وسلامة أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
وتابعت أن “الهدف الوحيد من تحرّك اليوم كان السعي للمحافظة على أمن باكستان ومصلحتها الوطنية التي تعد بالغة الأهمية ولا يمكن المساس بها”.
تصاعد التوتر
أعربت بكين الخميس عن استعدادها للتوسط بين باكستان وإيران بعد تبادل القصف عند الحدود بين البلدين.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ في مؤتمر صحافي دوري “يأمل الجانب الصيني بشكل صادق بأن يكون بإمكان الطرفين التهدئة وممارسة ضبط النفس وتجنّب تصعيد التوتر”، مضيفة “نحن على استعداد للعب دور بنّاء في خفض التصعيد في حال رغب الطرفان بذلك”.
وأما الولايات المتحدة، فدانت الضربات الإيرانية في باكستان وسوريا والعراق فيما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر “رأينا إيران تنتهك الحدود السيادية لثلاث من جاراتها خلال الأيام القليلة الماضية”.
وسيختصر رئيس الحكومة الباكستانية الموقتة أنور الحق كاكار زيارته إلى دافوس للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي “نظرا إلى التطورات المستمرة”، على ما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ممتاز زهرة بلوش في مؤتمر صحافي إن كاكار “قرر اختصار زيارته.
وقبل ساعات من ضربة الاربعاء، التقى كاكار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان على هامش منتدى دافوس والتقطا الصور.
ونفت المتحدثة بلوش تشارك معلومات مع بلادها بشأن ضربات إيرانية في وقت سابق على باكستان.
مقتل أطفال باكستانيين
استهدف الهجوم الإيراني الذي نفذ بالصواريخ والمسيّرات مساء الثلاثاء مقر مجموعة “جيش العدل” في باكستان، بعدما شنّت طهران أيضا هجمات في العراق وسوريا ضد ما وصفتها بأنها “مقرات تجسس وتجمع الجماعات الإرهابية المناهضة لإيران في المنطقة”.
وقالت إسلام أباد إن الهجوم على أراضيها أودى بحياة “طفلين بريئين”.
ونددت الخارجية الباكستانية الأربعاء بما وصفته بأنه “انتهاك صارخ وغير مبرر لسيادة باكستان، قبل أن تستدعي سفيرها من إيران وتمنع المبعوث الإيراني المتواجد حاليا في إيران من العودة.
وأكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الأربعاء أن طهران تحترم سيادة ووحدة أراضي باكستان، “لكننا لن نقبل بان يتم تهديد أمننا القومي أو التلاعب به”.
برزت مجموعة “جيش العدل” في 2012 وتصنفها إيران على قوائم الإرهاب. ونفذت العديد من الهجمات على الأراضي الإيرانية في السنوات القليلة الماضية.
ولم يحدد البيان الرسمي الباكستاني مكان وقوع ضربة الخميس إلا أن الإعلام الباكستاني لفت إلى أنها تمّت قرب بنجكور في إقليم بلوشستان حيث يتشارك البلدان حدودا يبلغ طولها حوالى ألف كيلومتر.
ويشن الجيش الباكستاني منذ عقود حملة ضد الانفصاليين البلوش في الإقليم الأكبر مساحة لكنه الأكثر فقرا.
ويحارب أيضا تصاعدا في عمليات التمرد في مناطق حدودية مع أفغانستان.
وتفصل باكستان التي تقودها حاليا حكومة موقتة ثلاثة أسابيع عن انتخابات عامة يغيب عنها عمران خان الذي يقبع في السجن فيما عملت السلطات على إسكات مؤيديه.