في السابع من يوليو الجاري قررت الولايات المتحدة الأمريكية تزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية، في تحدي جديد قد يغير مسار الحرب، ويحولها لحرب عالمية ثالثة نووية.
ردود الفعل الدولية على القرار
قوبل قرار الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية بردود فعل متباينة. يقول بعض الخبراء إن ذلك سيطيل الحرب ويؤدي إلى المزيد من الخسائر في صفوف المدنيين، بينما يقول آخرون إنه سيساعد أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي.
من السابق لأوانه تحديد التأثير طويل المدى لقرار الولايات المتحدة، ولكن هذا القرار من شانه ان يجعل الحرب أكثر تعقيدًا ولا يمكن التنبؤ بها.
جادل البعض بأنها خطوة ضرورية لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي، بينما انتقدها آخرون باعتبارها انتهاكًا للقانون الدولي وانتكاسة لنزع السلاح العالمي.
قنابل عشوائية محظورة
القنابل العنقودية هي أسلحة عشوائية يمكن أن تتسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين. وحظرتها من قبل أكثر من 120 دولة، في اتفاقية تم تبنيها عام 2008، وتحظر الاتفاقية استخدام وإنتاج ونقل وتخزين الذخائر العنقودية. الولايات المتحدة ليست طرفًا في الاتفاقية، لكنها تعهدت بالالتزام ببنودها، ورغم ذلك استخدمتها في الماضي.
عواقب القرار
من المحتمل أن يكون لقرار إمداد أوكرانيا بالقنابل العنقودية عدد من العواقب. يمكن أن يطيل أمد الحرب، حيث قد ترد روسيا باستخدام أسلحة أكثر قوة وفتكا أو من خلال استهداف مناطق مدنية.
وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى تصعيد الصراع، حيث قد تشعر الدول الأخرى بأنها مضطرة لتزويد أوكرانيا بأسلحة أكثر قوة.
كما يمكن أن يكون للقرار تأثير سلبي على جهود نزع السلاح العالمية. كما أنه يقوض الإجماع الدولي ضد القنابل العنقودية، ويمكن أن يجعل من الصعب التفاوض بشأن اتفاقيات الحد من الأسلحة في المستقبل.
مصير الحرب
مصير الحرب الروسية الأوكرانية بعد هذه التطورات الجديدة غير مؤكد. من الممكن أن تستمر الحرب لأشهر أو حتى سنوات، دون أن يتمكن أي من الطرفين من تحقيق نصر حاسم، ومن الممكن أيضًا أن تتصاعد الحرب، وتصل إلى صراع أوسع.
فقط الوقت سيحدد ما ستكون عليه العواقب النهائية لقرار الولايات المتحدة. ومع ذلك، من الواضح أن هذا القرار يمكن أن يكون له تأثير كبير على الحرب والأمن العالمي.
سيناريوهات محتملة لمستقبل الحرب
يمكن أن تستمر الحرب لأشهر أو حتى سنوات، مع عدم تمكن أي من الطرفين من تحقيق أي تقدم.
يمكن لروسيا الانسحاب من أوكرانيا، لكن بعد تكبدها خسائر فادحة وتحقيق بعض أهدافها.
يمكن لأوكرانيا هزيمة روسيا، ولكن فقط مع استمرار دعم الولايات المتحدة وحلفائها، ومرونة الشعب الأوكراني، واستعداد روسيا للتفاوض.
يمكن الوصول إلى تسوية تفاوضية، لكن من المحتمل أن يتضمن ذلك تنازلات كبيرة من كلا الجانبين.
من المستحيل الجزم بما سيحدث، لكن إمداد أوكرانيا بالقنابل العنقودية جعل بالتأكيد مستقبل الحرب أكثر غموضاً.
قد يؤدي توريد القنابل العنقودية لأوكرانيا إلى تصعيد الحرب، من الطبيعي أن ترد روسيا باستخدام أسلحة أكثر قوة أو باستهداف مناطق مدنية.
كما انه من الممكن أيضًا أن تساعد القنابل العنقودية أوكرانيا على الوصول إلى طريق مسدود، مما يزيد من صعوبة تحقيق روسيا لأهدافها.
إن إمداد أوكرانيا بالقنابل العنقودية يمثل نكسة مزعجة لنزع السلاح العالمي. إنه تذكير بأنه حتى أكثر الاتفاقيات الدولية يمكن أن تقوضها النفعية السياسية.
كما أنها تذكير بالتكلفة البشرية الفادحة للذخائر العنقودية التي قتلت وأصابت آلاف الأشخاص، بمن فيهم العديد من المدنيين.
مستقبل الحرب الروسية الأوكرانية غير مؤكد، لكن إمداد أوكرانيا بالقنابل العنقودية زاد من احتمالية استمرار الحرب وسقوط المزيد من القتلى والجرحى من المدنيين.
القرار يعد مأساة لشعب أوكرانيا وانتكاسة للجهود العالمية لحظر الذخائر العنقودية.