تفاصيل خاصة: مناف طلاس.. كلمة السر لانقلاب أخير على بشار الأسد.. فهل ينجحون؟.. وما هو المخطط؟
تحليل خاص من سوريا للجمهورية الثانية: أشرف التهامي
المنشق مناف طلاس مؤسس حركة التحرير الوطني المعارض، هو واحد من الأسماء المحركة للمشهد السوري بكل زواياه، وكان من المهم أن نرصد كل التفاصيل السابقة و الأخيرة عنه، باعتباره من ضمن مشكلي المشهد السوري، كما يخطط الغرب.
يُعدّ المنشق مناف طلاس واحداً من أرفع القادة العسكريين الذين انشقّوا عن الجيش السوري وأعلنوا ولاءهم للمعارضة الإرهابية، وأوّلَ قائد ينشقّ في الحرس الجمهوريّ السوري.
ينحدّر المنشق طلاس من أسرة سنّيّة ثريّة من مدينة الرستن، وهو نجل وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس الذي خدم طويلاً في عهد الرئيس السوري السابق حافظ الأسد.
كان المنشق مناف صديق طفولة للرئيس السوري بشار الأسد، وعميداً في الحرس الجمهوري، أي قوّات النخبة في الجيش السوري. انشقّ في 5 يوليو 2012، وهرب مع أسرته إلى باريس. وفي شريطٍ بثّته قناة العربية السعودية بتاريخ 24 يوليو 2012، دعا طلاس السوريين إلى التوحّد لبناء سورية الحرّة والديمقراطية دون هدم النسيج الاجتماعي” للبلاد.
يُنظر إلى المنشق طلاس منذ انشقاقه كشخصية قيادية محتملة في المعارضة السورية الإرهابية ، أُثيرت تكهّنات تفيد أنّه قد يضطلع بدور قيادي واضح في الجيش السوري الحر الإرهابي، الجماعة الرئيسة للمعارضة المسلّحة الإرهابية غير الإسلامية، وحتى في سورية في مرحلة ما بعد الرئيس بشار الأسد.
الأكثر قبولا لخلفيته
على الرغم من هذه التكهّنات المستمرة، يتحاشى المنشق طلاس جذب الانتباه إليه. ويرى بعض المراقبين أنّ مكانه في الدولة السورية القديم وعلاقة أسرته بأسرة الرئيس الأسد يجعلانه أكثر قبولاً لحليفَي الدولة السورية الدوليَّين الرئيسَين وهما إيران وروسيا. لكنّ آخرين يرون في هذين الاعتبارين.
بالإضافة إلى علمانيته وثروة أسرته الطائلة، هناك عوامل من شأنها أن تجعل المنشق طلاس غير مقبول في صفوف جماعات المعارضة الشعبوية والإسلامية (الإرهابيتين) إلى حدٍّ كبير.
في منتصف العام 2013، سرت شائعات مفادها أنّ المنشق طلاس كان مرشّحاً لقيادة الجيش الوطني” الإرهابي الجديد الذي يعتزم إنشاءَه الائتلافُ الوطني الإرهابي لقوى الثورة والمعارضة السورية الإرهابية، ، وأنه اجتمع مع مسؤولين إسرائيليين و أمريكيين في الأردن .
ومع ذلك، رفض عضوٌ بارز في الائتلاف الوطني الإرهابي إمكانية أن يتولّى المنشق طلاس قيادة الجيش الوطني الإرهابي، قائلاً إنّ المنشق طلاس غير مقبول لدى الثوار(الإرهابيين).
الانشقاق
ورد أن المنشق طلاس أصبح محبطا على نحو متزايد بسبب القمع العنيف الذي تمارسه قوات الأمن السورية ضد المحتجين على حد تعبيره ، وكان أول مسؤول حكومي يجتمع مع المعارضة الإرهابية في مارس 2011 ويحاول فتح حوار وإيجاد حل سياسي كما شارك في جهود المصالحة في ريف دمشق بما في ذلك دوما و درعا و حمص و التل وبلدته الرستن ، ويقال إن جهود المصالحة التي بذلها أدت إلى وضعه تحت الإقامة الجبرية من مايو 2011 إلى انشقاقه في يوليو 2012.
روايات إرهابية
هناك عدة روايات من نشطاء (إرهابيين) عن دور طلاس في الانتفاضة (الإرهابية). جادل البعض بأنه كان قيد الإقامة الجبرية، وأعفي من الخدمة العسكرية منذ عام 2011
أصبحت مسقط رأس عائلة طلاس، الرستن، قاعدة مبكرة للمنشقين عن الجيش السوري في نفس الفترة. كما ذكر بعض النشطاء (الإرهابيين) أن الأسرة كانت تحت مراقبة صارمة لفترة من الوقت بسبب الاشتباه في تعاطفهم مع الانتفاضة (الإرهابية).
حاول المنشق طلاس مقابلة الرئيس بشار الأسد عبر شخصية سياسية بارزة ليست سورية لكنها قريبة من الرئيس الأسد قبل أيام قليلة من مغادرة سوريا. ومع ذلك، لم يعقد الاجتماع.
وأفيد أنه هو و23 ضابطاً منشقبن آخرين فروا إلى تركيا في أوائل يوليو 2012، بعد أن اكتشفت المخابرات السورية أنه كان عضواً في المعارضة الإرهابية وأكد الإرهابي بشار الحراكي عضو المجلس الوطني السوري(الإرهابي) أن المنشق مناف طلاس هو أحد أبرز رموز الحكومة وأن انشقاقه دليل على تراجع سلطة الرئيس بشار الأسد.
وتفيد التقارير بأن هذه الحالة هي الأولى من نوعها التي تتعلق بقائد عسكري رفيع المستوى.
و في 6 يوليو 2012، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن المنشق مناف طلاس كان في طريقه إلى باريس للانضمام إلى أسرته هناك.
كما تم الكشف عن أن زوجته وابنه كانا في بيروت عندما غادرالمنشق مناف طلاس دمشق.
بعد انشقاق طلاس، غادرت زوجته وابنه بيروت وذهبوا إلى باريس.
بعد الانشقاق
ذكر فابيوس في 12 يوليو 2012 أن المنشق مناف طلاس وأعضاء المعارضة السورية الإرهابية قد أقاموا اتصالات.
أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في 17 يوليو 2012 أن المنشق مناف طلاس كان في باريس وفي اليوم نفسه، نشر المنشق مناف طلاس بيانا في وكالة الصحافة الفرنسية، ودعا إلى «انتقال بناء» في سوريا ، وقال إن الجيش السوري حارب الشعب السوري على حد تعبيره.
دعا المنشق طلاس السوريين إلى الاتحاد والتطلع إلى سوريا ما بعد الثورة، في خطاب فيديو تم بثه من السعودية في 24 يوليو 2012. كان هذا أول ظهور علني له منذ انشقاقه في أوائل يوليو 2012
قائلاً ( أتحدث إليكم كعضو منشق في الجيش السوري يرفض العنف الإجرامي.. أنا أتحدث إليكم كأحد أبناء سوريا ضباط الجيش السوري الشرفاء لا تقبلوا الأعمال الإجرامية في سوريا اسمحوا لي أن أخدم سوريا بعد عهد [الرئيس بشار الأسد.
يجب أن نتحد جميعًا لخدمة سوريا وتعزيز الاستقرار في البلاد، وإعادة بناء سوريا حرة وديمقراطية اسمحوا لي أن أدعو إلى سوريا موحدة، سوريا جديدة… لا ينبغي أن تقوم على الانتقام أو الاستبعاد أو الاحتكار).
وقال “إنه لا يلوم تلك القوات التي لم تنشق، مضيفا أنه مهما كانت الأخطاء التي ارتكبها بعض أفراد الجيش العربي السوري.. أولئك الجنود الشرفاء الذين لم يشاركوا في القتل.. هم امتداد للجيش السوري الحر”.
وكان ابن عمه عبد الرزاق طلاس ، قد أعلن أن ابن عمه مناف زوده وعدة وحدات من الجيش السوري الحر بالأسلحة من أجل مواجهة الحملة العسكرية على الرستن. كما أعلن شقيق مناف الأكبر، فراس طلاس، دعمه للمعارضة الإرهابية.
كما اعترف المنشق فراس طلاس بتقديم مساعدات إنسانية وإغاثية لكتائب الفاروق الإرهابية في الجيش السوري الحر الإرهابي بقيادة ابن عمه عبد الرزاق طلاس.
المنشق مناف طلاس يطرح مرحلة انتقالية في سوريا: جمع السلاح وحل سياسي.
طرح طلاس مرحلة انتقالية في سوريا تشمل جمع السلاح والمحافظة على السلم الأهلي بهدف الوصول إلى حل سياسي، مشيرًا إلى أن مشروع “المجلس العسكري” (الإرهابي) جزء من التوجه السوري المدني الديمقراطي على حد تعبيره.
وقال المنشق طلاس إن “المجلس العسكري” (الإرهابي) يعمل حاليًا على ترتيب آلية العمل الخاصة به، للمرحلة المقبلة وفق الإمكانات الدولية، وذلك في حديثه لصحيفة “القدس العربي” الجمعة 19 من يوينو.
وذكر أن هدف “المجلس العسكري” (الإرهابي) جمع السلاح غير المنضبط وحصره بيد المؤسسة “العسكرية الوطنية” والمحافظة على السلم الأهلي وحماية الاستقرار في المرحلة الانتقالية والمساهمة في توفير البيئة الآمنة لمرحلة التعافي، بهدف الوصول إلى حل سياسي وعملية سياسية ذات مصداقية وفق قرارات الأمم المتحدة وتطلعات الشعب السوري، حسب قوله.
واعتبر طلاس أن “المجلس العسكري” (الإرهابي) جزء من الحراك السوري العام بكل تجمعاته، ولم يُطرح “المجلس” (الإرهابي) يومًا كبديل عن هذه التجمعات، إنما يعمل وسيعمل مع التجمعات المدنية والسياسية والاقتصادية السورية وفق الأهداف الوطنية المشتركة، وإيقاف نزيف الدم السوري وتوفير منصة وطنية للعمل المشترك للوصول إلى الحل السياسي العام في سوريا على حد تعبيره.
وتحدث المنشق طلاس عن وجود دعم سياسي خارجي للمجلس العسكري، (الإرهابي) ، لافتًا إلى أن الدعم الداخلي والخارجي موجود دائمًا وخاصة من ناحية تقبل المشروع والحاجة إليه، وكونه مشروعًا لا بد منه في مسار المرحلة الانتقالية، لكن ظروف عمله وبرامجه بقيت سرية خلال السنوات الماضية بسبب طبيعتها، على حد قوله.
ما قصة المجلس؟
وسبق أن تصدّر اسم المنشق طلاس المشهد ولأكثر من مرة خاصة عند الحديث عن “مجلس عسكري” يقود مرحلة انتقالية في سوريا، أحدثها وجود سلسلة من الاجتماعات بين ضباط المجلس العسكري (الإرهابي) بقيادة طلاس وجهات دولية، وتواصل مع شخصيات ذات خلفية عسكرية من الداخل وتحديدًا من مناطق الساحل السوري، وفق ما نشرته صحيفة “القدس العربي” في سبتمبر 2022.
وذكر المقدم المنشق أحمد القناطري بصفته عضو “المجلس العسكري” (الإرهابي) للصحيفة حينها، أن “الاجتماعات التي شهدتها باريس ضمت مسؤولين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة الأمريكية، حضروا الاجتماع، كما جرى التواصل عبر الفيديو مع ضباط سوريين من الداخل”.
وعلى الرغم من انشقاقه في يونيو 2012، لم يلقَ المنشق طلاس قبولًا لدى كثير من السوريين، خاصة في أوساط المعارضة، فوالده وزير الدفاع السوري، مصطفى طلاس، الذي استمر في منصبه لمدة 32 عامًا (بين 1972 و2004)، وترك منصبه متقاعدًا بعد أن أصبح عمره 72 عامًا. (توفي عام 2017).
المنشق طلاس يريد “حركة تحرر وطني”(إرهابية)
يركز “المجلس”، (الإرهابي) حاليًا وفق المنشق طلاس، على إعادة ترتيب آلية العمل بحيث تساهم القوى الوطنية السورية (الإرهابية) بشكل أكبر من السابق في دعم المشروع خاصة مع “الاستراتيجية النضالية الجديدة” وإطلاق حركة التحرر الوطني على حد تعبيره.
وتحتاج “حركة التحرر الوطني” (الإرهابية) إلى زج كل القوى الوطنية السورية فيها سواء العسكرية أو المدنية، وكذلك تساهم الدول المهتمة بأدوات تنفيذ القرار “2254” في هذا الدعم، لأنهم باتوا مقتنعين بالحاجة إلى توفير بيئة عسكرية مساعدة في ضبط السلاح المنفلت وتحسين ظروف المرحلة الانتقالية، بحسب المنشق طلاس.
واعتبر أن دور “المؤسسة العسكرية الوطنية” (الإرهابية) كجزء من التوجه السوري المدني الديمقراطي، هو توفير البيئة المناسبة للديمقراطية من ضبط السلاح المنفلت وحماية السلم الأهلي وتوحيد البندقية وتحويلها إلى بندقية وطنية وإخراج المليشيات الأجنبية.
وذكر أن عدم تحقيق هذه الأهداف سيبقى الحديث عن أي مشروع مجرد شعارات غير قابلة للتنفيذ وما يحصل في سوريا من أكثر من عشر سنوات مثال على ذلك.
وعن الخطوات المقبلة، قال المنشق طلاس إن “المجلس العسكري” (الإرهابي) يسعى حاليًا إلى ترتيب آلية العمل الخاصة بالمجلس للمرحلة الحالية والمقبلة وفق الإمكانات الداخلية والدولية المتاحة للعمل في سوريا وخارجها.
على وقع “مدنية” والتقارب
يأتي طرح المنشق طلاس، بعد أيام من انعقاد مؤتمر في العاصمة الفرنسية باريس، تم خلاله إطلاق مبادرة “مدنية” للمجتمع المدني السوري، تحت عنوان “الأحقية السياسية للفضاء المدني السوري”.
والتقى في هذا المؤتمر ما يقارب 180 مفوضًا أغلبهم من مؤسسات المجتمع المدني السوي (الإرهابي) إضافة إلى ممثلين عن الشركاء الدوليين وعن هيئة التفاوض والهيئات السياسية السورية، (الإرهابية) في 5 و6 من يونيو الحالي.
كما يأتي الطرح بعد تقارب عربي وإقليمي مع الدولة السورية، متمثلة بحضور رئيس الدولة السورية بشار الأسد القمة العربية في جدة بالسعودية، في 19 من مايو 2023، وزيارات ولقاءات رفيعة المستوى بين السعودية والدولة السورية.
و الان برأيك إلى أين سيؤول مجلس المنشق طلاس، و أي مصير سيلقى هو نفسه خاصة بعد اكتشاف المجتمع الدولي حقيقة المؤامرة على الدولة السورية وهرع الجميع لاستقبال الدولة السورية المنتصرة على كل قوى الشر الإرهابية؟
مسألة وقت ولكن قصير جداً وستستعيد الدولة السورية مكانتها وألقها في فسيفساء سياسة الشرق الأوسط بعد عودتها لمكانها الطبيعي في تاج العروبة.. ولما لا فهي قلب العروبة النابض وتوأم الشقيقة الكبرى مصر الكنانة (أم الدنيا).