هيثم شرابي يكتب: “فيرمونت 2”.. وعملية إعادة “الإرهابية”
قبل أن تقرأ..
الجمهورية الثانية، تطلق مبادرة لدعم مواجهة أية محاولة لإعادة جماعة الإرهابية، بأية طريقة كانت، وطالما أن سلاحنا التبصير، فقررنا أن ندعو أصحاب الأقلام النابهة لتذكير الرأي العام بجرائم الإخوان المختلفة، ومخططات إعادتهم المنوعة، والسبيل لمواجهتهم، والآن بعد حلقات د. رفعت سيد أحمد، المستمرة معنا، أ . هيثم شرابي عضو المجلس الرئاسي بحزب التجمع، يشاركنا المبادرة، احتفاءا منا من خلاله ببيان بيت اليسار المعتدل القوى ضد المدعو أحمد الطنطاوي، الذى يعتبر نفسه، مرشحا رئاسيا من الآن، وضد المحسوبين على القوة المدنية، وهم يريدون إعادة الإرهابية لمصر والمصريين.
والآن نترككم مع مقال أ هيثم شرابي.
الجمهورية الثانية..
استمرت الجماعة الإرهابية منذ نشأتها في ١٩٢٨ على يد مدرس الخط صاحب المهارات التجنيدية في محاولات علنية وسرية لزرع عناصر إخوانية في الأحزاب والتنظيمات الأخرى.
ينشطون باعتبارهم عناصر حقيقية ظاهريا في هذه الأحزاب لكنهم يدينون بالولاء للجماعة.
” الإخوان بشرطة”
وتعددت النماذج والوقائع فكان لها عناصر في داخل الوفد وفي الحزب الوطني القديم والأحرار الدستوريين وغيرها.
ثم كان لها عناصر وخلايا في تنظيم الضباط الأحرار
وأيضا اعتمدت على التنظيمات (الرديف) او الإخوان بشرطة أو إخوان مكرر مثل حزب مصر الفتاة وأحمد حسين .
ربما أشهر هذه النماذج من الخلايا النائمة كانت عملية اغتيال ( أحمد باشا ماهر ) رئيس وزراء مصر التي قام بها المحامي الشاب (محمود العيسوي) عضو التنظيم السري لكن معروف عنه ظاهريا أنه كادر في الحزب الوطني القديم.
السبعينات وما أدراك ما السبعينات
استمر هذا المنهاج في تجنيد العناصر والخلايا حتى وصلنا للسبعينات في مرحلة (الانتشار) أو ما يطلقون عليها الاندياح وفيها انتشرت الجماعة وتشعبت وخرج من عباءتها الكثير من التنظيمات التي يبدو للظاهر انها مختلفة عن ومع الجماعة لكن سريا يوجد تواصل دائم بواسطة شخص واحد مسئول اتصال.
خطورة عبد المنعم أبو الفتوح
وهنا نذكر أعلى نموذج خدم الجماعة كثيرا، وهو عبدالمنعم أبو الفتوح الذي قاد أوسع حملة تجنيد للعناصر في أوساط (النخبة السياسية والمدنية) من أيام الجامعة، وهنا لا نقصد بالتجنيد الانضمام للهيكل التنظيمي أو عضوية الشعبة.
ولكن الاتفاق مع الجماعة في مساحات مشتركة، وكلما زادت هذه المساحات كلما كان أفضل.
وبالفعل استقطب الإخوان نماذج شهيرة واستغلوا حاجتهم للوظيفة أو حب الشهرة أو التواجد وسط كيان.
مما سهل للجماعة كثيرا، بالذات عندما تركهم السادات ومن بعده مبارك يسيطرون على النقابات والجمعيات الخيرية، وكذا السماح الضمني بالتحالف الخفي مع حزب الوفد، ثم حزب العمل في الثمانينات في الانتخابات البرلمانية، والحصول على مقاعد كثيرة.
أما عن التسعينات
وفي التسعينيات نشطت الجماعة على صعيدين..
اعتذار ناصر
الأول استتابة عناصر التيار الناصري وانتزاع اعتذار سياسي عما فعله (عبدالناصر) في الإخوان.
ولا نعلم بأية صفة كان هذا الاعتذار، ولكن من يومها تغلغل الإخوان في داخل التيار الناصري.
و على الصعيد الآخر كان مؤتمر القوى السياسية والأحزاب والنقابات في ١٩٩٧، الذي بناء عليه أصبح هناك اعتراف رسمي من كل الأحزاب والقوى السياسية بشرعية جماعة الإخوان كفصيل سياسي، وأصبحوا يمثلون لها السند والشرعية في أي تواجد في مظاهرات أو تحالفات.
الإخوان ومبارك
ثم ننتقل إلى 2003، حيث شارك الإخوان مع نظام مبارك في حشد الإستاد للتجييش من أجل حرب العراق.
ثم ٢٠٠٤ كانت كفاية والجمعية الوطنية للتغيير وحركة 9مارس استقلال الجامعة، وكانت سواسية (مركز حقوقي إخواني) في هيئته الاستشارية محمد مرسي وحمدين صباحي وحسين إبراهيم.
كارثة الـ 88
وفي 2005 كانت فضيحة ال 88 كرسي والتغلغل والسيطرة على أحزاب كثيرة (مدنية).
قبلة الإخوان
كل هذا السرد التاريخي مازلنا نعيش تأثيراته وتداعياته حتى اليوم ومازالت نماذج وعناصر تعمل في العمل الحزبي والسياسي تحت لافتات مدنية وناصرية ويسارية وحقوقيون لكنهم يخدمون جماعة الإخوان ويوجهون بوصلتهم حيث قبلة الجماعة.
كان المشهد المخزي الذي أظهر أورام سرطانية سياسية، وكشف عن تفشي الفيروس الإخواني في فيرمونت 2012.
عندما اجتمع عناصر ما يسمى بالنخبة المدنية لتأييد مرسي مرشح جماعة الإخوان الإرهابية، وبعدها بدأ الجميع في البحث عن عطايا وهبات الجماعة.
من جديد.. المدنية والإخوان
اليوم يتكرر فيرمونت من جديد مع أحد إفرازات الفيروس الإخواني وتتكرر الوعود الكاذبة ويستعاد المشهد بلا أي تجديد نفس الشخوص ونفس الجماعة ونفس الفعل.
ومازالت البوصلة ثابتة ومازالت ساعتهم مضبوطة على توقيت مكتب الإرشاد.