مصر ثاني أكبر دول العالم في مرور كابلات الإنترنت
كتب : جرجس خليل
بدأت مصر إنطلاقة سريعة وقوية في مشروع قومي جديد هو “التحول لمركز عالمي لنقل البيانات” عن طريق كابلات الإنترنت، مما يجعل مصر ثاني أكبر دول العالم من حيث مرور الكابلات فيها بعدد ١٦ كابل، بعد الولايات المُتحدة، وارتفع العدد الي ١٧ كابل بعد تشغيل كابل السلام عام ٢٠٢١ ومتوقع أن يصل عدد الكابلات التي تمر بمصر لعدد ٢٠ في ٢٠٢٤، بنسبة تصل إلى 17% من الكابلات المارة بالعالم.
خريطة الكابلات البحرية للانترنت المارة بمصر
تتميز مصر بالموقع الجغرافي الفريد الذي يربط بين أوروبا وآسيا، وهو ما يجعلها نقطة التلاقي المثالية في مجال كابلات الإنترنت البحرية على مستوى العالم، من أجل الاستفادة من هذه الميزة.
استحوذت الشركة المصرية للاتصالات على حصص إضافية في مجال الكابلات البحرية، كما شرعت في مد كابلات جديدة، حيث تعتبر الشركة المصرية للاتصالات أيضا شريكًا في العديد من الكابلات التي تمر عبر مصر، وتمتلك عددا من الكابلات الأخرى.
في عام 2018 أعلنت الشركة أنها استحوذت بشكل كامل على شركة “مينا للكوابل” ووقعت في نفس العام اتفاقية لخدمة دول جنوب افريقيا، قبل أن توقع مذكرة تفاهم للتوسع في مجال تقديم خدمات الكابلات البحرية في المنطقة.
وبهذا أصبحت المصرية للاتصالات مؤخرا شريكًا في مشروع الكابلات البحرية 2Africa بطول 37 ألف كيلومتر، والذي يربط أوروبا والشرق الأوسط و16 دولة أفريقية، ويهدف الكابل إلى توفير مسار جديد يربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط ، للمرة الأولى منذ أكثر من عقد، إلى جانب مسارات برية موازية لقناة السويس، وذلك باستخدام تكنولوجيات جديدة تسمح بنشر ما يصل إلى 16 زوجا من الألياف بدلا من ثمانية.
وتعتبر مصر عضوا بالفعل في الكابل البحري SEA-ME-WE 5 والذي يوفر سعة 38 تيرابت في الثانية، وهي أيضا عضو في الكابل البحري Asia-Africa Europe 1، والذي يمتد بطول 25 كم من جنوب شرق آسيا وحتى أوروبا، كما يوفر سعة 100 جيجابت في الثانية والتي من المتوقع أيضا أن تتضاعف في الفترة المقبلة.
رسوم مرور الكابلات البحرية
بسبب الاستخدام المتواضع للانترنت في مصر يعود مرور الكابلات بفائدة رسوم مرور هذه الكابلات والتي تُحصّل لصالح خزينة الدولة، فحققت الشركة المصرية للاتصالات إيرادات تزيد عن 2.9 مليار جنيه من رسوم مرور الكابلات في العام المالي 2019، وفقا للبيان الذي أرسلته الشركة لإدارة البورصة المصرية، ومثلت هذه الإيرادات 10% من أرباح الشركة في الربع الأول من عام 2020.
كابل السلام البحري
كابل السلام يبدأ من الصين ويتجه إلى باكستان، ثم عبر بحر العرب يمر في القرن الإفريقي، و مصر، ثم مالطا، ففرنسا بطول حوالي 7500 ميل على قاع المحيط، الكابل سيكون قادر على نقل بيانات في ثانية واحدة تكفي لمدة 90 ألف ساعة من Netflix .
ويرفع هذا الكابل المُنافسة مع شركات التكنولوجيا الأمريكية، مثل جوجل وفيسبوك،حيث أعلنا أنهما لن يستعملا هذا الخط نهائيًا.
كابلات خطوط الإنترنت البحرية يعتبر واحد من أهم الأدوات التي تُكسب مصر القدرة في المُستقبل على التطور ومواكبة العصر بالإضافة لمشروعاتها الرائدة في إقليم القناة “المنطقة الاقتصادية لقناة السويس” ومشروعها القومي للتحول لمركز إقليمي لتداول الطاقة.