“اللاجئون الروس يتباكون لبوتين” .. هل كنت تتصور يوما أن تقرأ تقريرا بهذا العنوان؟!
متابعة – فريق منتصف اليوم
جنسية لم تتصور يوميا، أن تكون بعد كلمة لاجئ، أنها الروسية بالطبع، كما هى الأمريكية والبريطانية، وإن كنا نتمناه .. وبالفعل تحولت لواقع ، واصبح هناك لاجئون روس، وتزيد أعدادهم، على خلفية زيادة استهدافات المناطق الحدودية مع أوكرانيا، من خلال القوات الأوكرانية وقوى أخرى، ومن المتوقع أن تزيد هذه الأعداد، مع إعلان القيادات العسكرية عن جهزيتها لما أسموه الهجوم المضاد مع الصيف.
أعدّت أنتونينا زايكينا الروسية البالغة 75 عاما، حقيبة منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا استعدادا للفرار من شيبيكينو على الحدود الأوكرانية، وهو ما حصل هذا الاسبوع.
وهناك آلاف غيرها تم إجلاؤهم من المناطق المحاذية لأوكرانيا في منطقة بيلجورود الروسية، يقفون في صف انتظار أمام ملجأ مؤقت أقيم في مجمع “بيلجورود أرينا” الرياضي.
تعرضت شيبيكينو الواقعة في منطقة بيلجورود والبالغ عدد سكانها أربعين ألف نسمة، لقصف مدفعي بكثافة غير مسبوقة، ما دفع الآلاف من سكانها للجوء إلى بيلجورود، كبرى مدن المنطقة على مسافة ثلاثين كلم إلى الشمال الغربي، حيث يتم التكفل بهم.
وروت أنتونينا زايكينا التي عاشت طوال حياتها البالغة في هذه المدينة “غادرنا شيبيكينو لأن القصف كان قويا إلى حد أن الزجاج تحطم”، مؤكدة إصابة جار لها بترت يده.
وبعدما قلل الكرملين من خطورة الحرب منذ أن بدأ غزو أوكرانيا في فبراير 2022، بات النزاع يطال الآن بعض المناطق الروسية الحدودية، وخصوصا منطقة بيلجورود التي تتعرض للقصف وشهدت عمليتي توغل بري.
وأكد الجيش الروسى صد محاولة أوكرانية “لاجتياح” منطقة بلجورود، بعد أسبوع على توغل ضخم لعناصر مسلحة أثار صدمة وكشف عن ثغرات في ضبط الحدود الروسية.
ونفت كييف أي ضلوع في عمليتي التوغل اللتين تبنتهما مجموعتان تؤكدان أنهما روسيتان مناهضتان للرئيس فلاديمير بوتين.
وكانت شيبيكينو تتعرض للقصف بانتظام منذ أشهر مع تسجيل خسائر بشرية أحيانا، غير أنها لم تشهد معارك بهذا الزخم من قبل.
وقالت أنتونينا زايكينا “الآن يضربون وسط المدينة، تم تدمير الكثير من المباني”.
وصرح رئيس بلدية بيلجورود فالنتين ديميدوف الجمعة لوكالة فرانس برس أن حوالى خمسة آلاف شخص فروا من القصف، مروا في الأيام الأخيرة عبر مراكز الإيواء الموقت التي أقيمت في المدينة.
ويقع أكبر هذه المراكز في مجمع “بيلجورود أرينا” الرياضي الضخم الذي تم تحويله مهجعا كبيرا نصبت فيه مئات الأسرة المعدنية للنازحين.
كانت مارجاريتا نيكولاييفا الثلاثينية تأمل أن ينتهي الهجوم على أوكرانيا سريعا، غير أنها اضطرت في نهاية المطاف إلى الخروج من شيبيكينو الخميس مع زوجها وطفليهما في التاسعة والحادية عشرة مغتنمين “توقفا وجيزا” في القصف.
وقالت “بقينا في القبو من الساعة الثالثة إلى الساعة السادسة صباحا، وحين هدأ الوضع، صعدنا في السيارة وأخذنا طفلينا وحيواناتنا الأليفة ورحلنا”.
عند وصولها إلى شيبيكينو قبل ثلاث سنوات آتية من سيبيريا، أقامت مارجاريتا مع عائلتها في منزل تحيط به حديقة ووجدت وظيفة بسهولة. غير أن الحرب قلبت حياتها رأسا على عقب.
يقول إيفجيني كليوتشنيكوف العامل البالغ 44 عاما، أنه لم ينم طوال يومين بسبب القصف “المتواصل” على شيبيكينو. ومع اشتداد النيران الخميس استقل حافلة إلى بيلجورود.
وقال “إذا لم تساعدنا الحكومة على إعادة البناء ولم تؤمن لنا منازل، فإن جميع سكان (شيبيكينو) سيصبحون مشردين”، مؤكدا أن بلدته باتت أشبه بمدينة أشباح تكسوها حفر القنابل.
وأعرب اللاجئون الذين قابلتهم وكالة فرانس برس عن ارتياحهم للاستقبال الذي لقوه في بيلجورود، والذي وصفوه بأنه هادىء ومحترف. وأشاد العديدون بعمل الحاكم فياتشيسلاف جلادكوف، فيما أكدوا جميعهم أنهم يعتزمون العودة إلى بلدتهم.
وقالت نادية أوتستافنايا المتقاعدة البالغة 63 عاما التي فرت مع زوجها “أتوجه إلى حكومتنا، إلى السيد بوتين، عليكم الاهتمام بنا. نحن سكان شيبيكينو فقدنا كل شيء، فقدنا حتى الأمل”.
وقالت إنها لا تزال تحت وقع الصدمة جراء القصف “المروع جدا”.
وغادرت كسينيا البائعة البالغة 31 عاما المدينة مع زوجها وأهلها وكلبها وهررها، وتؤكد أنها لا تزال واثقة بأن الجيش الروسي سينتصر.
وقالت مرددة لازمة أغنية روسية رائجة “كل شيء مطابق للخطة” وأضافت “نأمل أن تسير الأمور على ما يرام وأن تنتصر جماعتنا، أن يطردوا (الأوكرانيين) ونعود إلى منازلنا.