عبدالعزيز السلاموني يكتب: المواقع الإخبارية والتلاعب بعقول البسطاء
على مدار العشر سنوات الماضية، ومع ظهور المواقع الإلكترونية الإخبارية، لاحظ العديد من القراء، ومرتادي تلك المواقع كم رهيب من عناوين تحمل في طياتها خداع ومكر لجذب القارئ، وبمجرد دخول القارئ على لنك الخبر، يجد أحداثا مخالفة تماما لعنوان الخبر!
ظاهرة خطيرة تستحق الدراسة، فهي تهدد السلم العام، وتحدث بلبلة ونوع من الفوضى الفكرية في المجتمع.
والشيء الملفت للنظر هو ردود أفعال القراء السلبية على مثل تلك الأخبار بمهاجمة تلك المواقع في تعليقهم على الخبر، والتي تصل أحيانا إلى حد الشتائم والسباب بأقذع الألفاظ، ولكن ولا حياة لمن تنادى، ويتكرر الأمر بنفس الأسلوب والطريقة بعدها بدقائق!
أين ذهبت المهنية الإعلامية؟ وإلى متى يعلق الكاتب الصحفي ضميره على شماعة عدم الوعي من أجل “الترند”؟! ومتى تأتى الساعة التي يحترم فيها أصحاب الأقلام عقول القراء؟!
أليس هناك ما يسمى بميثاق الشرف الإعلامي؟! لماذا يصر الكاتب الصحفي أو الإعلامي على الضرب به عرض الحائط! أمن أجل السبق الصحفي، وركوب الترند تنشر أخبارا من وحي الخيال دون التحقق منها؟!
وعلى سبيل الذكر لا الحصر، أثناء وقوع حادث من حوادث القطارات، تجد تلك المواقع تنشر أعدادا للمصابين والمتوفين ما أنزل الله بها من سلطان دون الرجوع للمؤسسة المسئولة عن ذلك! ويكتشف القارئ بعد ذلك أعدادا أخرى مخالفة تماما للواقع!
بل تجاوز الأمر أحيانا لنشر أخبار عن أعداد خاطئة لشهداء الجيش من أبطالنا في سيناء إثر وقوع عمليات إرهابية، قبل صدور أي بيان من المتحدث العسكري!
ألم يتحدث رئيس الجمهورية في العديد من المناسبات عن تلك الظاهرة وخطورتها؟!
أليس لهذا الليل من فجر؟!
أليس فيكم رجل رشيد؟!