يوستينا نبيل تكتب: كيف يخدعك عقلك!؟
“إن الأشياء ليست كما تبدو وكذلك الأشخاص” من كام سنة كده ظهرت على السوشيال ميديا صورة؛ كانت عبارة عن فستان مخطط، ومعظم الناس عملت للصورة دي مشاركة وكان الشير بشكل هيستيري الحقيقة، ليه بقى!؟
لأن ببساطة كل شخص كان شايف الصورة بألوان مختلفة عن التاني، نفس الفستان فيه اللي شافوه ازرق في ابيض واللي شافوه باللون الذهبي في ابيض!! وقتها إختلفت الأقاويل والتفاسير، واللي هقولكم عليها في آخر المقال، لكن المهم ان الصورة دي وطلع زيها بعدها كتير اسمها “ألعاب العقل” “Brain Games”، وهي إثبات مصغر ومبسط لأن العالم اللي عايشينه دا مليىء بالتشوهات والهلاوس السمعية والبصرية، وإن حواسنا هي المنفذ الوحيد على العالم اللي بنقدر من خلاله تجمع المعلومات عن اللي بيدور حوالينا.. لكن إزاي عقلك يقدر ياخد المعلومات المحدودة دي ويعطيك واقع جدير بالثقة وسط كل التشوهات والهلاوس اللي حوالينا!؟ ٣٠٪ من استجاباتنا مرتبطة بحاسة البصر؛
يعني لو هنختار بين الثقه في اللي بنشوفه واللي بنسمعه في الغالب بنختار اللي شوفناه، وفي الغالب القرار والحكم بيكون غلط!! تعالوا نلعب لعبة.. غمض عينيك وحاول تسمع صوت جاي من بعيد صعب تفسيره، وحاول تفسره..
ودا بالظبط اللي بيحصل في ظاهرة”ماكغورك”، ظاهرة”ماكغورك” هي ظاهرة إدراكية حسية، بتوصف التداخل بين السمع والبصر في إدراكنا للكلام “عنصر بصري + عنصر سمعي غير واضح = عنصر تالت” العنصر التالت دا بيكون من عقلك أنت بيتكون بناءاً على ان العنصر السمعي غير واضح بشكل كافي فيبدأ عقلك يستنتج ويخرج معنى جديد بإدراكه لما حوله، عقلنا وقتها بيعتمد على خيراته السابقة لتفسير الجديد اللي بيحصل.
معنى كدا إن فهمك لما يدور حولك هو المعنى اللي انت بتعطيه للواقع ولكنه ليس الواقع في الحقيقة.
ودلوقتي خلينا نرجع للفستان وازاي ناس شافت انه ازرق وناس تانيه شافته ذهبي!! الحقيقة إن التفسير كان في إختلاف شدة الضوء في الشاشة اللي كانوا بيشوفوا من خلالها الصورة، ودا عرفنا ان حتى الألوان هي من صنع أفكارك ورؤيتك وبتتغير بتغيير وضعية الضوء والظل اللي حواليك وحوالين اللون.
تخيل ان دا اللي عقلك بيعمله في اللي بنسميه أمر واقع ومادي وملموس!! تقدر دلوقتي تتخيل عقلك في إدراكه للمواقف الحياتية اليومية وعلاقاتك وأحلامك وطموحاتك ممكن يكون بيعمل ايه!؟
المقال الجاي هنعرف شويه كمان عن اللي عقلنا بيعمله عند مواجهة المواقف لندرك فعلاً “إن الأشياء ليست كما تبدو وكذلك الأشخاص”
دمتم في وعي.